التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رأيت نابلس بعيون اهلها/بقلم: صلاح هنية


(الاحتلال عقبة كأداء في وجه فرض الأمن وتحقيق التنمية وتشجيع الاستثمار والنمو الاقتصادي وكافة مناحي الحياة الفلسطينية) .... ترى هل تحتاج هذه المسألة لعبقرية أو لمختبر لاثبات هذه المعادلة، وما هو الجديد في هذا الأمر، ولماذا نستخدم هذه المعادلة كسيف مسلط على رقابنا نقييم كل شئ من خلاله، ولماذا ندعي أننا أصحاب مبادرات سنقدم طرحا جديدا ورؤية في ظل الاحتلال الذي يرفض السماح لنا بتحقيق الحد الأدنى من متطلبات الحياة، ولو كان الأمر ضمن هذا المنظور لما كانت هناك مساعي فلسطينية منذ حزيران 1967 للسعي من أجل التنمية على قاعدة التنمية من أجل الصمود، ولما شيدت المؤسسات التعليمية، ولما استطاع الشعب الفلسطيني من الحفاظ على التعليم عربيا في القدس، ولما استطاع الناس من الحفاظ على المقدسات.

من هذا المنطلق اتعاطى شخصيا مع كل خطوة تخطوها الرئاسة وحكومة الدكتور سلام فياض، واذا تعاطينا معها على أساس أن كل شئ سيفشل بسبب الاحتلال فاتركوا الأمور على غاربها ستصبح الأمور كارثية وساعتها لن نعود إلى المربع الأول بل سنعود إلى ما قبل التاريخ. ولن اتعاطى مع أية مبادرة لتشكيل تجمع سياسي أو اقتصادي يقدم نفسه على أنه يحمل رؤية جديدة بغير هذا المنطلق الايجابي، ولو تعاطينا معه بغير ذلك سنقول ماذا سيفعلون في ظل الاحتلال!!!!!!!

لن اطيل الحديث في المقدمات ....

على غير عادته كان صديقي النابلسي الأصل المحب لفلسطينيته والمعتز بنابلسيته متحمسا ومشجعا لي كي أتي إلى نابلس، كنت في السابق عندما اهاتفه يشعرني أن الزيارة فيها وما فيها فينتابني شعورا أن أهل مكة أدرى بشعابها، هذه المرة تحمست بناء على حماسه الشديد وتوجهت صوب نابلس، الصديق الصدوق كان قد أعد برنامجا خاصا للزيارة حيث اراد أن يريني نابلس بعيون أهلها ونجح بذلك تماما، ولا بد من الكنافة النابلسية أولا المصنوعة على أصولها، ومن ثم الجولة الميدانية كان الصديق فخورا بما انجزته الحكومة الفلسطينية لغاية ذلك التاريخ من فرض للأمن والنظام في المدينة، وظل يصف لي دوريات الشرطة الراجلة والمحمولة التي جاءت إلى المدينة من أجلنا، طاف بنا منطقة الدوار ورفيديا وشارع عمان وشارع فيصل والجبل الجنوبي ليرينا كيف باتت حركة السير ممكنة والشوارع كم ياتت فسيحة والأرصفة واسعة للمشاة، أنها بداية عودة نابلس إلى سابق عهدها ان شاء الله على حد تعبيره.

وقاد سيارته صوب الاحياء التي تنمو وتكبر في نابلس ليثبت لي أن الأمن خلق نوع من الراحة النفسية الأمر الذي سيشجع المشتثمرين على التوسع في استثماراتهم، طاف بنا في نابلس الجديدة، وجعلني أنظر صوب جامعة النجاح الوطنية في الصرح الجديد والمبنى القديم نظرة مختلفة تماما كأني اراها للمرة الأولى في حياتي، وكان عرضه لعمارة المحطة المركزية في الدوار مختلفا جذريا عن قبل ثلاثة أشهر مضت اليوم كما يقولون (حليت في عينه فحليت في عيوننا).

ذكرته كيف كان قلقا قبل ثلاثة أشهر من مجييء إلى نابلس في وقت متأخر ومصدر قلقه كيف سأغادر نابلس في المساء، هذه المرة كان مرتاحا وجاهزا لكي يقودنا صوب حاجز حوارة دون قلق.

بعد هذه الجولة وضعنا رحالنا في المقهى وأصر بعد أن اختار لنا موقعا استراتيجيا نرى كل من يدخل إلى المقهى، كان يتبادل أطراف الحديث مع عينات مختلفة من النابلسيين وكان لسان حالهم يقييم ايجابيا خطوة فرض الأمن والنظام في المدينة، ويؤكدون أنه لا يوجد أحد فوق القانون وهذا هو المهم في المسألة لغاية اليوم، الناس باتت تبدي اعجابها بما يجري هناك، وكنت أنظر إلى الصديق الذي يزداد فخرا بأنه استطاع أن يريني نابلس بعيون أهلها.

من حق حكومة سلام فياض علينا ومن حق وزير الداخلية علينا رغم أن اللواء مقل في الإعلام الا أن خطوات الحكومة ووزارة الداخلية موقع تقدير وثناء وهناك من يتحدث ويكتب عنها بافتخار، ولكن لا يضيق صدركم أن طلب المواطنين المزيد والكثير في فترة قصيرة، وأن نظرت بقية المحافظات بعين الغبطة لنابلس وتطلب مثل ذلك النموذج، وتسامحوا معنا عندما نكتب فنشير إلى سلبية هنا وهناك، فالصورة الوردية المطلقة غير محمودة هذه الأيام.

أصر (ابو محمد) أن نذهب صوب الجمع رغم تعب السفر فاستجبت لرغبته وذهبت صوبهم، فانهالت الاسئلة صوبنا وكأننا في مؤتمر صحفي (ماذا رايتم في نابلس؟) فاندفع (ابو محمد) يشرح ويصف ويمتدح فقد فرضت عليه تفاصيل المشهد أن يكون من أهل من لا يشكر الناس لا يشكر الله.

(ابو مهند) رغم انشغاله بمعادلات حسابية لها أول ما لها من أخر الا انه لم يستطع تفويت تلك الفرصة وتسأل أي معقول خلال اسبوع من الحملة الأمنية الأمور اصبحت مثل ما بتقولوا، يعني بدها شوية صبر.

(ابو منير) الصحيح ما بشكك بروايتكم بس الصدمة لها حقها من تصريحات صحفية ومشاهد حية عن فوضى وفلتان وعلى حين غرة باتت نموذج للانضباط والنظام، الله يسلم ايديهم ويقويهم. بس معقول الناس لهذه الدرجة مبسوطين؟

قلت للأمانة كنت لن اصدق لولا أنني سمعت ورأيت يا عمي الشعب يحتاج إلى الشعور بالأمان والأمن، احنا ناسين أن نابلس العاصمة الاقتصادية متخيلين نسبة خسائر الاقتصاد النابلسي جراء الحصار والاجتياحات وبالتالي الفوضى والفلتان، الأمن والأمان مدخل للازدهار والنمو الاقتصادي وزيادة نسبة الدخل وانتعاش حركة التجارة والصناعة وقطاع الخدمات، وتعود نابلس إلى كونها مركز جذب تجاري وسياحي وخدماتي، وان شاء الله تبدأ الشركات والمحلات التجارية التي خرجت من نابلس بالعودة قريبا لمزاولة اعمالها هناك. والأهم أن كافة المؤسسات متفاعلة مع الموضوع بصورة مفرحة للقلب.

(ابو محمد) قال المهم في الموضوع أن نابلس تمتلك امكانيات مادية وكفاءات بشرية ورأس مال رغم الخسائر الاقتصادية نتيجة للوضع، هذا جميعه مع الأمن والأمان محفز، ولا تنسوا نابلس مساحتها كبيرة وأمكانية التوسع واردة على كل المجالات.

ياجماعة اذا في مشاريع حصلت على رخصة من البلدية وجمدت منذ سنوات مشاريع بحجم كبير ومهم لعملاقة الاقتصاد والمال في نابلس وعلى مستوى فلسطين المطلعين متفائلين أن تعود هذا المشاريع لترى النور.

(ابو مهند) كنت يا حضرة تزعل لما نقول بدنا نموذج في الضفة الغربية عشان الناس والرأي العام يكون اقرب، شفت لما تحقق النموذج في نابلس كيف الأمور اتغيرت والمزاج الشعبي اتغير، يا رجل والله رغم انك شايفنا ساكتين بس بنلقطها على الطاير اكثر بكثير من اللي قاعدين في المكاتب وبتابعوا الفضائيات ومن اللي معتمين زجاج سياراتهم والهاتف الخلوي على طول شغال وما بشوفوا ولا بسمعوا أحد.
نشر السـبت 17/11/2007 الساعة 16:59

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"مهرجان التسوق": نابلس حققت قصب السبق ..... بقلـم: صلاح هنية

كان رتل الـمركبات شبه متواصل من حوارة إلى مدخل نابلس صباح السبت، ولـم تخف حركة السير على الشارع الرئيس من رام الله إلى نابلس... يوم السبت، باختصار هو أن أكبر سدر كنافة سيدخل موسوعة (غينيس) وسيتم إنجازه في نابلس على الدوار ضمن فعاليات مهرجان نابلس للتسوق. الـمبادرة بحد ذاتها تستحق الثناء؛ كونها جاءت في الـمكان الـمناسب؛ نابلس العاصمة الاقتصادية الـمحاصرة والـمعزولة منذ العام 0002، وهي أساس بالإمكان البناء عليه في الأعوام الـمقبلة. الاهم ان الـمشهد على مدخل نابلس الرئيس بداية شارع القدس بات مختلفاً، حيث ازدان، الاسبوع الـماضي، بلوحات اعلانية لـمنتجات غير فلسطينية إلى جانب اعلانات الترويج للـمهرجان، الدعوات توالت خصوصاً من "الراصد الاقتصادي" إلى محافظ نابلس بهذا الخصوص علـماً أن معظم الشركات الفلسطينية راعية للـمهرجان ولا تستحق الا الدعم والاسناد على فعلها الاقتصادي هذا، وهذه نقطة تسجل لنابلس، ومحافظها وفعالياتها. الاستجابة كانت سريعة فاستبدلت بإعلانات للـمنتجات الفلسطينية التي دعمت ودعت إلى مهرجان نابلس للتسوق، ومن الواضح ان موقف الـمحافظ هو الذي ادى لهذه النتيجة الطيبة، وترك آ

صلاح هنية: ‏إصرار على مكافحة الفساد الغذائي

رتفع كل فترة صرخات المستهلكين الفلسطينيين ضد الأغذية الفاسدة، والمنتجات المهربة من المستوطنات. ويؤكد رئيس جميعة حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية على محاربة هذه الظواهر، لافتاً الى وجود الكثير من المعوقات وهذا نص المقابلة: *هل من غطاء قانوني للمستهلك الفلسطيني؟ يتمتع المستهلك الفلسطيني بحقوق حمائية، إذ يتم تطبيق قانون حماية مستهلك عصري يحمل ‏الرقم 21 لعام 2005، ويغطي بشمولية قضايا المستهلك المحورية. وتتمثل هذه القضايا بضرورة إشهار الأسعار، ومحاربة الغبن ‏التجاري والغش والتلاعب بالأسعار والأغذية والسلع. وينظم القانون آلية حماية المواطنين، من خلال تأسيس جمعية ‏حماية المستهلك، والمجلس الفلسطيني لحماية المستهلك، ويتيح للجمعيات رفع قضايا نيابة عن المستهلك دون أي ‏حاجة لتوكيل كونها جمعيات تمثيلية، ويركز على قضايا تنسيقية بين الجمعية والقطاع العام‎.‎ والجانب الثاني الإيجابي، ورغم حداثة عمر جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، ورغم ضعف مواردها المالية إلا أنها ‏استطاعت تحقيق إنجازات، واستطاعت الضغط والتأثير على العديد من القرارات الحكومية بما يضمن حقوق المستهلكين. ‎*لكن، هل القانون والج