التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المخرج ايليا سليمان يعرض فيلمه (الزمن الباقي) في رام الله



Sat Jul 11, 2009 8:35am GMT


رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - (الزمن الباقي) فيلم روائي للمخرج الفلسطيني ايليا سليمان يقدم فيه سيرته الذاتية يسرد عبرها بطريقة فنية ما شهدته الاراضي الفلسطينية منذ عام 1948 الى يومنا هذا من احداث.

وقال سليمان لرويترز بعد عرض فيلمه ليل يوم الجمعة ومدته 109 دقائق على مسرح وسينماتك القصبة في رام الله ليكون العرض الاول بعد مشاركة الفيلم في مهرجان كان السينمائي الاخير "لقد احتاج هذه العمل لسنوات كانت البداية منذ العام 2005 واقدم فيه عرضا لمراحل من حياتنا منذ العام 1948 ... انه سيرة ذاتية عشتها واستمعت الى حكاياتها من امي وابي واخرى بحثت عنها."

ويأخذ سليمان جمهوره في بداية الفيلم الى الايام الاولى من معارك عام 1948 التي جرت بين الفلسطينيين واليهود وشارك فيها مقاتلون عرب. يقدم المخرج جنديا عراقيا نموذجا في مشهد يحمل تراجيديا سوداء يكون فيها مجموعة من الشبان المسلحين الجالسين على قهوة ويمر عليهم الجندي الذي يقول انه من جيش الانقاذ ويريد التوجه الى طبريا للدفاع عنها ولكنه لا يعرف باي اتجاه تكون.

ويستحضر المخرج مشاهد من هرب المقاتلين العرب وارتداء المقاتلين اليهود لملابسهم واقتحام المدن واعتقال المواطنين فيها وقتل اخرين ويقدم مشاهد مختصرة تروي كيف ترك الناس منازلهم ورحلوا عنها على امل العودة اليها بعد ايام.

ويقدم الفيلم صورة معقدة لحياة الفلسطينيين الذي بقوا في اسرائيل ليصبحوا اقلية فيها يتعلم اطفالهم النشيد الوطني الاسرائيلي باللغة العبرية ويرفعون علمها ويعمل مدير مدرسة على تأنيب تلميذ لانه يقول "ان امريكا دولة امبريالية".

الممثل عامر حليحل شارك في الفيلم بمشهدين قصيرين احدهما دور فلسطيني قرر ان يغادر بيته الى الاردن بعد حرب 1948 لايام فقط حتى تهدا الاوضاع ويعود. وقال حليحل "ما يقدمه الفيلم من ضياع الشخصية وفقدان الهوية عشته انا عندما كنت طالبا فقد وقفت هذه الوقفة (ترديد النشيد الوطني الاسرائيلي) في المدرسة. يحتاج الامر الى وقت كي تكبر وتدرك ما جرى ويجري من حولك."

ويقدم المخرج مسؤولا اسرائيليا يحظى بالترحيب والاحترام عند زيارته للمدرسة التي يتعلم فيها الفلسطينيون النشيد الوطني الاسرائيلي ولا ينسى ان يلقي خطابا يشيد فيه "بديمقراطية اسرائيل واحترامها لحقوق الاقلية العربية فيها."

وينتقل الفيلم الى مرحلة اخرى يكبر فيها التلاميذ ويبدأون مواجهة قوات الجيش والشرطة ويرفعون الاعلام الفلسطينية ويختار المخرج مناسبة (يوم الارض) الذي تعود احداثه الى الثلاثين من مارس اذار عام 1976 عندما اندلعت مظاهرات الاحتجاج على مصادرة اراض تعود ملكيتها للفلسطينيين في منطقة الجليل سقط فيها عدد من الضحايا بين قتيل وجريح. ويعمل الفلسطينيون على احياء هذه الذكرى كل عام.

واختار ايليا سليمان الذي يظهر كممثل في النصف الثاني من الفيلم ان يكون صامتا مقدما للجمهور مشاهد يكون الصمت فيها ابلغ من كل الكلام. وحول ذلك قال لرويترز "الصمت لغة سينمائية وهو نوع من التحدي وهو لحظة حقيقة وفيه تهميش للذات وكي لا تكون حكواتيا."

وتعكس المشاهد التي يظهر فيها سليمان صامتا لحظات تدعو الى التامل مثل المشهد الذي يكون فيه جالسا على مدخل مستشفى ويتحدث الخارجين والداخلين عن سبب اصاباتهم.

ويربط المخرج عبر رحلة قصيرة الى رام الله حياة الفلسطينيين ببعضهم البعض ويقدم مشهدا من المواجهة بين شبان فلسطينيين يقذفون الحجارة على الجنود الاسرائيليين واخر لشاب يمر امام دبابة تلاحقه بمدفعها دون ان يعيرها اي انتباه فيما يدعو صديقه للمشاركة في حفل صاخب في احد مطاعم المدينة.

ويقدم الفيلم تناقضا اخر في حياة الفلسطينيين يتلخص في مشهد المواجهة مع الجيش الاسرائيلي وفي الليل يقدم مشهدا لحفل صاخب يشارك فيه شبان وشابات فيما تكون سيارة للجيش الاسرائيلي تنادي بحظر التجول في رام الله.

ويحظى المشهد الاخير للفيلم بتصفيق حاد للجمهور عندما يقف ايليا سليمان امام الجدار الذي تقيمه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية ويصل ارتفاع اجزاء منه الى ما يزيد عن الثمانية امتار وبعد لحظات من التفكير يقفز على الجهة المقابلة باستعمال عصا الزان التي يستخدمها الرياضيون في رياضة القفز.

وقال سليمان ان العرض الثاني للفيلم الذي يهديه الى روح ابيه وامه سيكون اليوم السبت في الناصرة حيث صورت معظم مشاهد الفيلم قبل ان ينطلق في جولة عروض خارجية ستبدأ من فرنسا اضافة الى المشاركة بعدد من المهرجانات الدولية.

وقال جورج خليفة المخرج والممثل الفلسطيني في تقديمه للفيلم ليل يوم الجمعة " افلام ايليا سليمان اصبحت حدثا على مستوى السينما العالمية يواصل فيها بطريقته الخاصة عرض القصة الفلسطينية بحساسية عالية."

من علي صوافطة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"مهرجان التسوق": نابلس حققت قصب السبق ..... بقلـم: صلاح هنية

كان رتل الـمركبات شبه متواصل من حوارة إلى مدخل نابلس صباح السبت، ولـم تخف حركة السير على الشارع الرئيس من رام الله إلى نابلس... يوم السبت، باختصار هو أن أكبر سدر كنافة سيدخل موسوعة (غينيس) وسيتم إنجازه في نابلس على الدوار ضمن فعاليات مهرجان نابلس للتسوق. الـمبادرة بحد ذاتها تستحق الثناء؛ كونها جاءت في الـمكان الـمناسب؛ نابلس العاصمة الاقتصادية الـمحاصرة والـمعزولة منذ العام 0002، وهي أساس بالإمكان البناء عليه في الأعوام الـمقبلة. الاهم ان الـمشهد على مدخل نابلس الرئيس بداية شارع القدس بات مختلفاً، حيث ازدان، الاسبوع الـماضي، بلوحات اعلانية لـمنتجات غير فلسطينية إلى جانب اعلانات الترويج للـمهرجان، الدعوات توالت خصوصاً من "الراصد الاقتصادي" إلى محافظ نابلس بهذا الخصوص علـماً أن معظم الشركات الفلسطينية راعية للـمهرجان ولا تستحق الا الدعم والاسناد على فعلها الاقتصادي هذا، وهذه نقطة تسجل لنابلس، ومحافظها وفعالياتها. الاستجابة كانت سريعة فاستبدلت بإعلانات للـمنتجات الفلسطينية التي دعمت ودعت إلى مهرجان نابلس للتسوق، ومن الواضح ان موقف الـمحافظ هو الذي ادى لهذه النتيجة الطيبة، وترك آ

صلاح هنية: ‏إصرار على مكافحة الفساد الغذائي

رتفع كل فترة صرخات المستهلكين الفلسطينيين ضد الأغذية الفاسدة، والمنتجات المهربة من المستوطنات. ويؤكد رئيس جميعة حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية على محاربة هذه الظواهر، لافتاً الى وجود الكثير من المعوقات وهذا نص المقابلة: *هل من غطاء قانوني للمستهلك الفلسطيني؟ يتمتع المستهلك الفلسطيني بحقوق حمائية، إذ يتم تطبيق قانون حماية مستهلك عصري يحمل ‏الرقم 21 لعام 2005، ويغطي بشمولية قضايا المستهلك المحورية. وتتمثل هذه القضايا بضرورة إشهار الأسعار، ومحاربة الغبن ‏التجاري والغش والتلاعب بالأسعار والأغذية والسلع. وينظم القانون آلية حماية المواطنين، من خلال تأسيس جمعية ‏حماية المستهلك، والمجلس الفلسطيني لحماية المستهلك، ويتيح للجمعيات رفع قضايا نيابة عن المستهلك دون أي ‏حاجة لتوكيل كونها جمعيات تمثيلية، ويركز على قضايا تنسيقية بين الجمعية والقطاع العام‎.‎ والجانب الثاني الإيجابي، ورغم حداثة عمر جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، ورغم ضعف مواردها المالية إلا أنها ‏استطاعت تحقيق إنجازات، واستطاعت الضغط والتأثير على العديد من القرارات الحكومية بما يضمن حقوق المستهلكين. ‎*لكن، هل القانون والج