التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شكراً للإمارات العربية المتحدة من قلب الوطن ..... بقلم: صلاح هنية





لقد شكّل قرار دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تمويل بناء وحدات سكنية مكان المستوطنات المنوي الانسحاب منها في غزة، بحيث يصل المبلغ إلى مئة مليون دولار، علامة فارقة ومهمة في الدعم العربي لفلسطين بشكل عام، وفي الدعم الإماراتي بشكل خاص، وما نراه اليوم عبر هذا القرار هو مبادرة موصولة من السلف إلى الخلف ضمن رؤية اختارت مشاريع استراتيجية لامست احتياجات حقيقية لدى الشعب الفلسطيني وشكلت عنصر إسناد للسلطة في ظل أصعب الظروف التي مرت بها جراء العدوان الإسرائيلي عليها.
فقد بادرت الإمارات العربية المتحدة ومن خلال الهلال الأحمر الإماراتي إلى تمويل مشروع إعادة إعمار مخيم جنين والذي وصلت تكلفته الإجمالية إلى ما يقارب الاربعين مليون دولار إذا لم تزد على ذلك بكثير بسبب مواكبة الإمارات لكل متطلبات الإعمار في المخيم، سواء الحالات الإنسانية مرورا بشراء الأرض الإضافية إلى المسجد، وكانت مدينة الشيخ زايد في غزة في شمالها منطقة بيت لاهيا والتي أسعفت أيضا في موضوع الإسكان ككلر وفي موضوع توفير المأوى لمن هدمت منازلهم ولمن فقدوا ابناءهم ومعيلهم شهداء، ولقد عبرت فلسطين عن فرحتها في هذا المشروع من خلال حفل تسليم الشقق الذي حضره وزير الإعلام الإماراتي والوفد المرافق له، وسيصار خلال فترة قريبة إلى وضع حجر الأساس للحي الإماراتي في رفح (638 وحدة سكنية) بدعم إماراتي كامل لتوفير المأوى لمن هدمت منازلهم في رفح، وكان للإمارات مبادرات أخرى على هذا الصعيد من خلال مشاركتها عبر هلالها في تمويل إعادة إصلاح أضرار عدد من المباني العامة والخاصة في الضفة وغزة، إلى جانب مجموعة من المشاريع الصغيرة في فلسطين.
(من لا يشكر الناس لا يشكر الله) وهنا تأتي أهمية ماكنة الإعلام في تعزيز هذه المبادرات ونقلها إلى الرأي العام بالصورة اللائقة، ولعل العلاقات العامة هي ماكنة بقوة دفع رباعية تصب بالضرورة في هذا المجال أيضا بصورة تعكس الصورة الحقيقية للواقع، وتضع تصورات ملائمة لتغيره وتنقل وقائع التغيير والانتقال، العلاقات العامة هي التي تنقل رسالة الوزارة وتضع الحقيقة في يد جمهور مؤسستها، وفي هذا الإطار، فإن موقفا عربيا بهذا التميز أطلقته وبادرت له الإمارات العربية المتحدة يجب أن ينقله الإعلام الفلسطيني بصورة تواكبه وتوازي كرمه وأصالته، ولعل المواقع الإلكترونية إلى جانب المطبوعات يجب أن تشكل رافعة حقيقية لمثل هذا الحدث، إلى جانب مبادرات عربية كريمة أخرى أبرزها:
مدينة الملك فهد في رفح 950 وحدة سكنية، وقد حال الحصار والحواجز داخل غزة وتقسيمها إلى ثلاث مناطق معزولة دون تنظيم حفل وضع حجر الأساس.
بنك التنمية الإسلامي وتمويله لبرنامج إصلاح الأضرار في المباني العامة والخاصة وإصلاح الطرق الإقليمية والرابطة.
وهذه الوقفة تغطي مبادرات في قطاع الإنشاءات والطرق لكن الملف، عربياً، حافل في الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية والتكافل والمقدسات الإسلامية والزراعة وغيرها، لهذا تعتبر ماكنة الإعلام التخصصي القطاعي ماكنة فاعلة إذا ما ضخت معلوماتها وقواعد بياناتها في الزمان والمكان المناسبين، ولا امتدح أحدا، ولكنني أرى باختصار أن رسالة المؤسسات أمانة في أعناق العلاقات العامة فيها يجب أن تؤدى، وتطوير ودعم هذه الدوائر أمانة في عنق المسؤول الأول يجب أن يؤديها على أكمل وجه، وهي للأمانة تتفاوت بين مسؤول وآخر في درجة الدعم والإسناد لدوائر العلاقات العامة.
حتى لا نبتعد كثيرا نقول (بارك الله في الإمارات حكومة وشعبا، وجعل الله هذا في ميزان حسناتهم)، وهذا هو ديدنهم في الوقوف إلى جانب إخوة لهم.


تاريخ نشر المقال 30 تموز 2005

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"مهرجان التسوق": نابلس حققت قصب السبق ..... بقلـم: صلاح هنية

كان رتل الـمركبات شبه متواصل من حوارة إلى مدخل نابلس صباح السبت، ولـم تخف حركة السير على الشارع الرئيس من رام الله إلى نابلس... يوم السبت، باختصار هو أن أكبر سدر كنافة سيدخل موسوعة (غينيس) وسيتم إنجازه في نابلس على الدوار ضمن فعاليات مهرجان نابلس للتسوق. الـمبادرة بحد ذاتها تستحق الثناء؛ كونها جاءت في الـمكان الـمناسب؛ نابلس العاصمة الاقتصادية الـمحاصرة والـمعزولة منذ العام 0002، وهي أساس بالإمكان البناء عليه في الأعوام الـمقبلة. الاهم ان الـمشهد على مدخل نابلس الرئيس بداية شارع القدس بات مختلفاً، حيث ازدان، الاسبوع الـماضي، بلوحات اعلانية لـمنتجات غير فلسطينية إلى جانب اعلانات الترويج للـمهرجان، الدعوات توالت خصوصاً من "الراصد الاقتصادي" إلى محافظ نابلس بهذا الخصوص علـماً أن معظم الشركات الفلسطينية راعية للـمهرجان ولا تستحق الا الدعم والاسناد على فعلها الاقتصادي هذا، وهذه نقطة تسجل لنابلس، ومحافظها وفعالياتها. الاستجابة كانت سريعة فاستبدلت بإعلانات للـمنتجات الفلسطينية التي دعمت ودعت إلى مهرجان نابلس للتسوق، ومن الواضح ان موقف الـمحافظ هو الذي ادى لهذه النتيجة الطيبة، وترك آ

صلاح هنية: ‏إصرار على مكافحة الفساد الغذائي

رتفع كل فترة صرخات المستهلكين الفلسطينيين ضد الأغذية الفاسدة، والمنتجات المهربة من المستوطنات. ويؤكد رئيس جميعة حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية على محاربة هذه الظواهر، لافتاً الى وجود الكثير من المعوقات وهذا نص المقابلة: *هل من غطاء قانوني للمستهلك الفلسطيني؟ يتمتع المستهلك الفلسطيني بحقوق حمائية، إذ يتم تطبيق قانون حماية مستهلك عصري يحمل ‏الرقم 21 لعام 2005، ويغطي بشمولية قضايا المستهلك المحورية. وتتمثل هذه القضايا بضرورة إشهار الأسعار، ومحاربة الغبن ‏التجاري والغش والتلاعب بالأسعار والأغذية والسلع. وينظم القانون آلية حماية المواطنين، من خلال تأسيس جمعية ‏حماية المستهلك، والمجلس الفلسطيني لحماية المستهلك، ويتيح للجمعيات رفع قضايا نيابة عن المستهلك دون أي ‏حاجة لتوكيل كونها جمعيات تمثيلية، ويركز على قضايا تنسيقية بين الجمعية والقطاع العام‎.‎ والجانب الثاني الإيجابي، ورغم حداثة عمر جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، ورغم ضعف مواردها المالية إلا أنها ‏استطاعت تحقيق إنجازات، واستطاعت الضغط والتأثير على العديد من القرارات الحكومية بما يضمن حقوق المستهلكين. ‎*لكن، هل القانون والج