التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الوطن الجميل .... من القدس إلى الباذان إلى كفر عين ....... بقلم: صلاح هنية


في فلسطين بتنا بحاجة إلى قاموس جديد يحدد لنا المصطلحات والمعاني ... نحن اليوم بعد السماء عن الأرض عن جوهر قضايانا المصيرية .... ولكننا اقرب ما نكون إلى اللهو السياسي أن لم يكن حلقات التحشيش الفكري والبحثي ..... العالم ينقلب اليوم رأسا على عقب بمتغيرات جوهرية قد لا تكون بمقياسنا نحن ولكنها تغيرات جوهرية بالمقاييس المتعارف عليها لمن يعيشوا بظلها ويعتبروا جزء من العالم وجزء من التاريخ والجغرافيا .... جريا على العادة الفلسطينية وترسيخا للقائم قررت أنا العبد الفقير لله عقد جلسة على طريقة التحشيش الفكري التي تسمى تأدبا (العصف الذهني) فوجدت نفسي على رأس الطاولة اقود الجلسة من حيث لا أدري، فدعوت الجميع للوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ومن ثم انطلقت قائلا أن الانقسام الواقع أمر يضر ويصب في مصلحة الاحتلال، وعرجت على فرض اللون البرتقالي على الأسرى مشيرا إلى نضالات الحركة الأسيرة، وهتفت عاليا لصالح المرآة والمساواة واستراتيجية انفاذ اتفاقية سيدوا على المستوى الفلسطيني، واستذكرت يوم حرية الصحافة العالمي وأكدت على ضرورة الاحتفال بهذا اليوم خصوصا بعد ارتفاع عدد الشهداء من الصحفين خلال تغطيتهم لأحداث مناطق الصدام، وقررت منح قطعة أرض ورثها ابي عن جدي لأقامة مدرسة عليها (ولم ينتبه الجمع أنها تقع خارج حدود جدار الفصل والعزل ومشي الفيلم)، وقررت باسم الحضور التأكيد على أهمية تبني استراتيجية شاملة للمقاهي في الوطن تضع مزاج الزبون على رأس سلم أولوياتها. وبادر منافس لي عندما قرأ التقرير الصحفي في اليوم التالي بالتأمر مع الطبيب غير الممارس إلى عقد جلسة عصف ذهني موازية فانهال هجوما على جلستنا بطريقة مواربة، وفي النهاية قرر أن يشكل إطارا لا يكتفي فقط بقرارات وشعارات بل أطارا يمتلك أمكانيات الأقلاع ينافس ويقدم كل ما هو شهي وجديد وسيضع على رأس اهتماماته استراتيجية شاملة وجديدة للمطاعم والفنادق الفارهة في الوطن، وأن يخصص جناحا نسويا يراعي معايير الأعمال والاقتصاد. طوبى للوطن .... طوبى للشهداء .... (على هذه الأرض ما يستحق الحياة ) في مساحة الوطن التي تبقت من الجدار إلى الجدار ومن الحاجز إلى الحاجز ومن الكتلة الاستيطانية إلى الأخرى ما زال هناك شيئا جميلا يدعو للتفاؤل والأمل رغم الجرح الغائر في جسدنا رغم الانقسام وترسخه وتحوله إلى واقع مع الزمن .... في الباذان في محافظة نابلس وبعد انقطاع دام منذ العام 2000 بعد أن حالت الحواجز والأغلاقات دون وصول أهل نابلس وجنين وطوباس وبقية الضفة الغربية إلى هذه المنطقة السياحية الطبيعية الخلابة فسدت سبل الرزق أمام أصحاب المطاعم والمنتزهات وبائعي الفخار وأغلق من تحمس لفتح محل حلويات نابلسية هناك ... الاسبوع الماضي كنت هناك وسمعت الحكاية بالتفصيل من رئيس مجلس قروي الباذان، ومن رجال أعمال في المنطقة ومن مزارعين، كانت بداية عودة طفيفة للابتسامة على الشفاه لأن أمكانية الوصول إلى المكان باتت ممكنة بعد غياب ثمانية سنوات متتالية، جلسنا وتسامرنا وفضفضوا وقالوا وتأملوا وحلموا ببعض الامتيازات لهذه المنطقة كمنطقة جذب سياحي ولتكن لها الأولوية. انتظرت طويلا بعد الزيارة لعل الله يلهم صحفيا أو مراسلا في يوم حرية الصحافة العالمي أن يطوف بروحه وأفكاره المنطقة ويخرج بتقرير أو قصة صحفية عن المنطقة يحكي حكايتها يحدث القارئ عن ما وراء الخبر وما وراء أخبار العلاقات العامة ( التي نتقنها بحكم العمل والوصف الوظيفي )، كنت اتمنى على أحدهم أن يتقمص شخص ذلك الفلاح الذي يزرع ارضه هناك، وصاحب المتنزه أو المطعم الذي استمر يعاني ثمانية أعوام دون مصدر رزق بديل، فارتحل إلى العاصمة الإدارية ليعمل بالمياومة هنا وهناك، كنت اتمنى أن يكتبوا عن جمال الطبيعة عن المكان الجديد الذي جلسنا فيه ونتغزل فيه. ورغم ذلك تبارى المتبارين للاحتفال بيوم حرية الصحافة العالمي ومنهم من حدثني عن نوعية الطعام وعن عدد مناقل الشواء غير الكافية، ومنهم من حدثني عن الاحتفال الثاني وتغزل به، وعادوا جميعا إلى صالة التحرير ومنهم من عاد مراسلا، ومنهم من عاد مدربا صحفيا، ولكن الصفحات المحلية ظلت تعج بأخبار العلاقات العامة والأخبار الشخصية وقضايا تشكيلات جديدة ومحاولات عناوين جديدة، فأذا لم يفلح الاب في التنظيم السياسي أو الأخ الأكبر في التنظيم السياسي يسعفه رديفه في التشكيلات الجديدة المنتظرة. في ابو ديس كنا ايضا هناك في جامعة القدس لنشارك في وضع حجر الأساس لمجمع الشهيد القائد ياسر عرفات للنشاطات الطلابية 3500 متر مربع بتمويل وزارة المالية في الحكومة الفلسطينية المستقيلة، كان اللقاء بالنسبة لي حميما وكأنني في البيت ( الدكتور سري نسيبة استاذي في جامعة بيرزيت سابقا، الدكتور سعيد زيداني استاذي في جامعة بيرزيت سابقا "الذي يصر على تسميتي بالصبي تحببا"، الأكاديمي الصديق من أيام العمل في القدس الدكتور حسن الدويك، زميل مهنة الصحافة سابقا الدكتور زكريا القاق، وزميلة المهنة رولا الافندي، والصديق الدكتور عماد ابو كشك، والدكتورة خلود الدجاني، والدكتور منذر الدجاني ). كنت سعيدا في المكان المخصص لمجمع القائد الشهيد ياسر عرفات وبالاهتمام العالي برمزية الأسم وأهمية اختيار اسم الرمز القائد لمجمع مهم لنشاطات الطلبة، شدتني الكوفية الفلسطينية الحاضرة بقوة بعد حملة أزالة اثارها بكوفيات بديلة ولكن ضل وخاب سعيهم، وعذوبة الكلمات عن الرواد والعظماء خصوصا من رفاق الدرب خاصة الأخ أحمد قريع (ابو علاء). وعرجنا على مركز الشهيد ابوجهاد للحركة الأسيرة هناك كان الفرق النوعي في توجه جديد من نوعه وله أهمية وعمق ارتباط بالنضال والأسرى والمركز يتحدث عن نفسه دون شرح ودون انفعالات من الشابات المتطوعات مصدرها عاطفي وجداني، فدخولك في مدخل المركز بطريق الآلم ومن ثم الظلمة التي تحف المكان لتعيش اللحظة، ومراعاة التوثيق الدقيق وتوثيق شهداء الحركة الأسيرة قضايا ذات ابعاد متنوعة وهي مهمة جدا وفي الصميم. هنا عدت ليوم حرية الصحافة العالمي والصحفيين وقلت لماذا يكتفون بخبر علاقات عامة مفاده زار فلان وعلان مركز الشهيد ابو جهاد، لماذا لا يعيشون الواقع وينقلوا لنا تفاصيل المركز ليعيش ابن رفح وابن قلقيلية وابن مخيم عين الحلوة معنى الأنجاز وروعته وأهميته، هل هو ضغط العمل الشماعة التي نعلق عليها كل مسألة، أم ماذا. وفي قرية كفر عين في محافظة رام الله والبيرة كان التجمع وكان مطلوب منا أن نضع تصور حول آلية تشجيع المنتج الفلسطيني وقلنا وأضفنا وشددنا، ولكن تلك الصور التي تنشر في الصحافة الفلسطينية شبه يومي كانت مصدر قلق ومصدر الهام خلال الحديث لماذا لا نحترم منتجنا الفلسطيني كمؤسسات وجمعيات واتحادات بحيث نلتقط صورة في اجتماع أو ندوة أو جلسة عصف ذهني تزين بمنتجات لا تحمل صفة (صنع في فلسطين) ولا تتناسب مع (خلي زادك من خير بلادك). وكان الصوت عاليا في كفر عين عن حماية الأرض حماية مزارعي الزيتون من خلال تسويق زيت الزيتون، وكان هناك حديثا عن البنوك والقروض والكفالات وكفالة حق وغيرها. ما يشكل ظلما لرام الله والبيرة انها العاصمة الإدارية وبالتالي يظن البعض أن المغرفة باليد يغرفون منها متى شاؤوا، ولكن لا زال هناك الكثير من الاختياجات في ريف هذه المحافظة للبنية التحتية، للأبنية المدرسية، للمراكز الطبية، لمشاريع المياه، ويحق لهذه المحافظة أن تطالب بالتوازن في التنمية وأن لا يقع ما قالته لي العجوز التسعينية ( بكاكو في رام الله والبيرة وببيضوا في غيرها).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"مهرجان التسوق": نابلس حققت قصب السبق ..... بقلـم: صلاح هنية

كان رتل الـمركبات شبه متواصل من حوارة إلى مدخل نابلس صباح السبت، ولـم تخف حركة السير على الشارع الرئيس من رام الله إلى نابلس... يوم السبت، باختصار هو أن أكبر سدر كنافة سيدخل موسوعة (غينيس) وسيتم إنجازه في نابلس على الدوار ضمن فعاليات مهرجان نابلس للتسوق. الـمبادرة بحد ذاتها تستحق الثناء؛ كونها جاءت في الـمكان الـمناسب؛ نابلس العاصمة الاقتصادية الـمحاصرة والـمعزولة منذ العام 0002، وهي أساس بالإمكان البناء عليه في الأعوام الـمقبلة. الاهم ان الـمشهد على مدخل نابلس الرئيس بداية شارع القدس بات مختلفاً، حيث ازدان، الاسبوع الـماضي، بلوحات اعلانية لـمنتجات غير فلسطينية إلى جانب اعلانات الترويج للـمهرجان، الدعوات توالت خصوصاً من "الراصد الاقتصادي" إلى محافظ نابلس بهذا الخصوص علـماً أن معظم الشركات الفلسطينية راعية للـمهرجان ولا تستحق الا الدعم والاسناد على فعلها الاقتصادي هذا، وهذه نقطة تسجل لنابلس، ومحافظها وفعالياتها. الاستجابة كانت سريعة فاستبدلت بإعلانات للـمنتجات الفلسطينية التي دعمت ودعت إلى مهرجان نابلس للتسوق، ومن الواضح ان موقف الـمحافظ هو الذي ادى لهذه النتيجة الطيبة، وترك آ

صلاح هنية: ‏إصرار على مكافحة الفساد الغذائي

رتفع كل فترة صرخات المستهلكين الفلسطينيين ضد الأغذية الفاسدة، والمنتجات المهربة من المستوطنات. ويؤكد رئيس جميعة حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية على محاربة هذه الظواهر، لافتاً الى وجود الكثير من المعوقات وهذا نص المقابلة: *هل من غطاء قانوني للمستهلك الفلسطيني؟ يتمتع المستهلك الفلسطيني بحقوق حمائية، إذ يتم تطبيق قانون حماية مستهلك عصري يحمل ‏الرقم 21 لعام 2005، ويغطي بشمولية قضايا المستهلك المحورية. وتتمثل هذه القضايا بضرورة إشهار الأسعار، ومحاربة الغبن ‏التجاري والغش والتلاعب بالأسعار والأغذية والسلع. وينظم القانون آلية حماية المواطنين، من خلال تأسيس جمعية ‏حماية المستهلك، والمجلس الفلسطيني لحماية المستهلك، ويتيح للجمعيات رفع قضايا نيابة عن المستهلك دون أي ‏حاجة لتوكيل كونها جمعيات تمثيلية، ويركز على قضايا تنسيقية بين الجمعية والقطاع العام‎.‎ والجانب الثاني الإيجابي، ورغم حداثة عمر جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، ورغم ضعف مواردها المالية إلا أنها ‏استطاعت تحقيق إنجازات، واستطاعت الضغط والتأثير على العديد من القرارات الحكومية بما يضمن حقوق المستهلكين. ‎*لكن، هل القانون والج