التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مروان البرغوثي .... رافعة الوحدة الوطنية وركيزة (فتح) بقلم: صلاح هنية

"إن استمرار الانقسام سيقود إلى مزيد من التعثر للمشروع الوطني ولمزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ولن تكون هناك دولة فلسطينية كاملة السيادة إلا في حال إنهاء الانقسام. وعلى ما يبدو، فإن البعض مستفيد من استمرار حالة الانقسام ومن وجود سلطتين ويعمل لعرقلة نجاح الحوار الوطني حفاظا على مصالحه الخاصة" القائد مروان البرغوثي. سبعة أعوام مضت على اعتقالك أبا القسام.. سبعة أعوام اشتاقت لك فيها أسود المنارة وجولات شارع ركب.. وقاعة الغرفة التجارية الصناعية في محافظة رام الله والبيرة يوم كنت تحدد الخطوط العامة في الندوات واللقاءات السياسية وعيون القائد الشهيد فيصل الحسيني تنظر اليك بأمل، وأخرى في ذات اللحظة تقول لك (تفضحناش، خليها مستورة)... سبعة أعوام اشتاقت لك فيها قاعة بلدية البيرة وساحات جامعة بيرزيت والملعب البلدي في نابلس وطريق مقبرة الشهداء في البيرة يوم كنت ترافق الشهداء في الوداع الأخير... لا زال القطاع الخاص الفلسطيني يذكرك بالخير "ابا القسام"، فلهم معك تجارب كنت خلالها رافعة للمنتج الفلسطيني ومدافعا عن قطاع الخدمات الفلسطيني، يوم كنت تتحدث مع التجار والموردين عن الجودة والسعر المنافس. كنت تقول لهم: "لا أنا بالخبير الاقتصادي، ولا بالمسوّق التجاري، ولا بالمستهلك الذكيّ، ولكنني أعرف تماما أن ترويج المنتجات الفلسطينية سيقود إلى إيجاد فرص عمل جديدة للأيدي العاملة ووظائف للخريجين الجدد، ورفع نسبة مساهمة القطاع الخاص في المسؤولية الاجتماعية، وإنعاش اقتصادي ملموس....." أعوام سبعة مضت، وآخر على وشك الانضمام إليها، حين كنا نتذوق معك "ابا القسام" نكهة الديمقراطية في أطر حركة "فتح" يوم كنت تقودها سباق مسافات طويلة عبر المؤتمرات الحركية لمختلف الأقاليم وكان الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات يأتي إلى مراكز عقد هذه المؤتمرات ليقول للكادر التنظيمي (على بركة الله) (على القدس رايحين شهداء بالملايين). خضت عام 1996 انتخابات أول مجلس تشريعي فلسطيني وساهمت في وضع معايير الاختيار لمرشحي الحركة للمجلس التشريعي. حرصت على أن يكون كادرا مميزا قادرا على العطاء في أول انتخابات حرّة على أرض الوطن. كوادر بأكملها تراجعت عن خوض الانتخابات انطلاقا من أن وجود مروان ضمانة لنا وللحركة وللوطن. وتجند العشرات في حملتك الانتخابية التي لم ينفق عليها الملايين، بل كلمات بسيطة واضحة المعالم شكلت رافعة لحركة "فتح" وحرصا على تمثيل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. أعرف شخصيا كم ضربت بقبضتك على الطاولة لتقول "فلان وفلان من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية خط أحمر وهم أهم مني شخصيا" وكان لك ما أردت. هذا القائد الأسير لم يكن يوما ما حالة فلسطينية خارجة عن المألوف، بل كان استثنائيا في تأصله فيها إلى درجة أصبح معها حال لسانها حتى في الأسر. لقد امتلك ناصية القيادة والقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. عرفته شابا عاديا مقبلا على الحياة، حين قدم عام 1980 للتسجيل في جامعة بيرزيت بعد الافراج عنه من الأسر في ذات العام، كم كان سعيدا وهو يدخل بوابة الجامعة في الحرم القديم التي كان يحرسها المناضل المرحوم توفيق البرغوثي، هذا الذي كان يطوّق مروان بابتسامة عريضة تحفه بكل الخير عند دخوله وخروجه، وكان مروان دائم الحديث عن عطاء هذا الرجل وتفانيه في حب وطنه وحركته. وظل مروان وفيا مقداما مستعدا أن يكون رأس حربة في كل الخطوات، ليس اعتباطا، ولكن ربما لأنه، كقائد بالفطرة، عرف أن هناك مكانه الطبيعيّ. اعتقل مرات، وابعد، وعاد من الابعاد ليقود "فتح" في الضفة الغربية في مرحلة كان البعض يعتقد أن التنظيم والعمل التنظيمي حالة من الماضي فتسابق البعض تجاه مواقع متقدمة في السلطة الوطنية الفلسطينية، وبات مروان قابضا على جمرة التنظيم الفتحاوي وتحسين أوضاعه في مؤسسات السلطة وفي مؤسسات العمل غير الحكومي؛ فرعى تجارب رائدة من العمل التطوعي، والعمل النسوي، والعمل الجماهيري، وحملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ومتابعة قضايا وشؤون الأسرى، ولم يترك بيت شهيد أو اسير الا وطرقه في كل المناسبات الدينية والوطنية، كان يحب الجميع ويعمل على تبني قضاياهم وقضايا أسر الشهداء. ظل مروان منذ العام 2000 مع انطلاقة انتفاضة الأقصى محط نقد وصل حد التجريح حول موقفه من الانتفاضة والانخراط الفتحاوي في صفوفها، بل حتى قيادتها. كان ليل فلسطين يشهد على الهمز واللمز والتصغير من الانجاز على صعيد مشاركة وقيادة "فتح" للانتفاضة ممثلة بمروان وقيادة العمل التنظيمي، وكان إصدار بيان باسم القوى الوطنية والإسلامية بمكوناتها جميعا ينال التعليق تلو التعليق ضد مروان. ولكن مروان لم يكن فردا ولا حالة خارجة عن المألوف، بل كان تعبيرا عن حالة فتحاوية أصيلة تعرف بعمق أن الوحدة الوطنية علامة امتياز وشهادة جودة. اعتقل مروان وقضى عددا من قيادة "فتح" شهداء وهم يخطون بدمائهم رسالة الثبات على المواقف التي رسمها لهم قادة "فتح" الرواد. (أبا القسام) أنت لست اليوم حيث أنت ولم تعد ملك نفسك..... أنت من أسرك وغياهب سجنك تستطيع أن تشكل لنا جميعا بوصلة نحن أبناء هذا الوطن المنقسم على نفسه، المغيّب عنه مفهوم الوحدة الوطنية وممارستها وبه وحوله جدار يمزق التضاريس والرؤى والمخيال، جدار أكبر مما يحق لنا أن نمارس هواية التسكع بعد أن أكل الاستيطان جزءا أخر من الوطن، القدس اليوم تصارع وحيدة وأقصاها يواجه حملة مسعورة ..... (ابا القسام) أنت في أسرك محرك لكل الشرفاء من أجل إنجاز المؤتمر الحركي السادس وصياغة خطاب التجديد والإصلاح في الحركة، أنت الضمانة لأوسع مشاركة من مستحقي العضوية في المؤتمر في ضوء تدافع أجيال وأجيال في "فتح" .....أنت هوية "فتح- الوطن"، فلا تبخل علينا بمثلها..أصدقك القول أنك تستطيع أن تكون فاعلا ومؤثرا وقادرا على التقاط اللحظة في هذه المرحلة المصيرية في مسيرة حركة "فتح" أن تشكل رافعة حقيقية لخطاب التجديد والإصلاح والمساءلة والأفصاح في حركة "فتح" ضمن المؤتمر الحركي السادس، ولا تكفي هنا الأشارات والغمز واللمز. يجب أن تكون عنصرا أصيلا من عناصر صياغة الخطاب الفتحاوي الجديد للمرحلة القادمة.. يجب أن تشكل ضمانة لمشاركة الكادر الفتحاوي في المؤتمر ... (ابا القسام) الأمر جد خطير وبتنا نبحث عن طريقنا فالحال ليس ذات الحال. عليك أن تكون حاضرا بقوة في صياغة تصورات وتوجهات المرحلة القادمة على المستوى الوطني العام والمستوى الفتحاوي. (ابا القسام) فرّج الله أسرك عما قريب، ولنبدأ من حيث وصل بنا الحال، لذا عليك التقاط اللحظة. فليقرع أبو القسام أجراس الوحدة الوطنية والحركية وبرنامج المساءلة والمحاسبة والدولة. وإلا سنعود للبكاء على الديار وفيروز وأجراس العودة ورد نزار قباني عليها، ورد اليرغوثي عليها وعلى نزار معا. أيها البرغوثيّ الآخر، نحن بانتظار ردك، لأننا نعلم أنه من نوع آخر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"مهرجان التسوق": نابلس حققت قصب السبق ..... بقلـم: صلاح هنية

كان رتل الـمركبات شبه متواصل من حوارة إلى مدخل نابلس صباح السبت، ولـم تخف حركة السير على الشارع الرئيس من رام الله إلى نابلس... يوم السبت، باختصار هو أن أكبر سدر كنافة سيدخل موسوعة (غينيس) وسيتم إنجازه في نابلس على الدوار ضمن فعاليات مهرجان نابلس للتسوق. الـمبادرة بحد ذاتها تستحق الثناء؛ كونها جاءت في الـمكان الـمناسب؛ نابلس العاصمة الاقتصادية الـمحاصرة والـمعزولة منذ العام 0002، وهي أساس بالإمكان البناء عليه في الأعوام الـمقبلة. الاهم ان الـمشهد على مدخل نابلس الرئيس بداية شارع القدس بات مختلفاً، حيث ازدان، الاسبوع الـماضي، بلوحات اعلانية لـمنتجات غير فلسطينية إلى جانب اعلانات الترويج للـمهرجان، الدعوات توالت خصوصاً من "الراصد الاقتصادي" إلى محافظ نابلس بهذا الخصوص علـماً أن معظم الشركات الفلسطينية راعية للـمهرجان ولا تستحق الا الدعم والاسناد على فعلها الاقتصادي هذا، وهذه نقطة تسجل لنابلس، ومحافظها وفعالياتها. الاستجابة كانت سريعة فاستبدلت بإعلانات للـمنتجات الفلسطينية التي دعمت ودعت إلى مهرجان نابلس للتسوق، ومن الواضح ان موقف الـمحافظ هو الذي ادى لهذه النتيجة الطيبة، وترك آ

صلاح هنية: ‏إصرار على مكافحة الفساد الغذائي

رتفع كل فترة صرخات المستهلكين الفلسطينيين ضد الأغذية الفاسدة، والمنتجات المهربة من المستوطنات. ويؤكد رئيس جميعة حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية على محاربة هذه الظواهر، لافتاً الى وجود الكثير من المعوقات وهذا نص المقابلة: *هل من غطاء قانوني للمستهلك الفلسطيني؟ يتمتع المستهلك الفلسطيني بحقوق حمائية، إذ يتم تطبيق قانون حماية مستهلك عصري يحمل ‏الرقم 21 لعام 2005، ويغطي بشمولية قضايا المستهلك المحورية. وتتمثل هذه القضايا بضرورة إشهار الأسعار، ومحاربة الغبن ‏التجاري والغش والتلاعب بالأسعار والأغذية والسلع. وينظم القانون آلية حماية المواطنين، من خلال تأسيس جمعية ‏حماية المستهلك، والمجلس الفلسطيني لحماية المستهلك، ويتيح للجمعيات رفع قضايا نيابة عن المستهلك دون أي ‏حاجة لتوكيل كونها جمعيات تمثيلية، ويركز على قضايا تنسيقية بين الجمعية والقطاع العام‎.‎ والجانب الثاني الإيجابي، ورغم حداثة عمر جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، ورغم ضعف مواردها المالية إلا أنها ‏استطاعت تحقيق إنجازات، واستطاعت الضغط والتأثير على العديد من القرارات الحكومية بما يضمن حقوق المستهلكين. ‎*لكن، هل القانون والج