التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ثرثرة على ضفاف الوطن ..... بقلم صلاح هنية



انا ارى ان نكف عن الحديث عن الحوار الوطني وعن الوحدة الوطنية وأن نعلق عليهما خرزة زرقاء لأننا أكيد ضربنا الملفين بالعين من كثرة ما ناقشنا ومن كثرة الأماني والتوقعات!!!!!

قالوا الوطن بالف خير وما بقي غير الحوار والوحدة وانهاء الانقسام ....
عديم الخبرة والدراية السياسية تنطح وقال دائما كان لدينا وحدة وطنية ولسان حال مشترك ... والا غزة طول عمرها مفتوحة على الضفة، والضفة مفتوحة على غزة ... أي كنا نسمع ناس معدودين على الايدين يذهبوا إلى غزة ويشرحوا لنا عن أكل السمك والبحر وتغيرات مهولة في غزة ... ونفس عدد أصابع اليد من غزة كان بأمكانها الدخول إلى الضفة ويقصون لنا قصتهم ويتحدثون وكأنهم يحدثونا عن عالم أخر.
الممر الآمن ظل أمنية لم تتجاوز أشارة موضوعة على طريق افتراضي أنه آمن إلى غزة وبالعكس.

باختصار لماذا نبيع انفسنا جوز فاضي ولماذا نجمل الأمور ونقول أننا نريد انهاء الانقسام؟؟؟؟
الوعي الشعبي الفلسطيني ليس في وارد هذا الأمر الناس لديهم هم غارقين فيه لرأسهم وليس من أولوياته انهاء الانقسام، والدليل على ذلك أن هذا الموضوع مثار جدل لدى نخب سياسية ومريديهم وليس أولوية شعبية، اتفق معكم أن الوعي الشعبي تم تطويعه بصورة تجعل القدس والاستيطان والجدار ليست مواضيع مفصلية لديه، وبات فيلم سينمائي أو كتاب نشاطات وليس منهاجا يحمل أكثر ما يحتمل ويصبح ملغيا للوجود المسيحي في القدسو يأخذ جدلا واستقطابا أكثر بكثير من الانقسام والقدس واعتداءات المستوطنين في الخليل، وقص شريط لغرفة صغيرة أهم بكثير من كل هذه القضايا.
الوعي الشعبي الفلسطيني عرف عن دراية وتجربة أنه ليس مؤثرا ولا يستطيع التأثير على صناعة القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي والتربوي الفلسطيني فقد سدت منافذ التأثير وتكلست.
الوعي الشعبي الفلسطيني مدرك تماما على قاعدة (على بال مين يلي بترقص في العتمة ) أن شراءه الصحيفة اليومية أو جميع الصحف اليومية ومشاهدته لتلفزيون فلسطين واستماعه لصوت فلسطين ومتابعته للمواقع الإلكترونية لن يجعله زبون يتلقى حدمة من حقه المطالبة بجودة هذه الحدمة، فهو مجرد متلقي لما أريد له أن يتلقى ولا يهم أن كانت أولوياته حاضرة أو هناك مساهمة في تشكيل توجه شعبي باتجاه قضية حساسة حاضرة في هذه المؤسسات الإعلامية أم غائبة.

رفع مراقب الخط منذ زمن شارة التحذير عن تسلل لم يره الحكم في الساحة ... اليوم يعاد عرض القرص المدموج فيحمل مراقب الخط المسؤولية الكاملة عن عدم الاصرار على أن يرى الحكم التسلل ......

للأمانة أنني شخصيا اتخذت قرارا مصيريا نابع من قناعة تامة أن أسير حيث يسير الأخرين وأن أضع الأمور في غير نصابها الصحيح حتى أكون محمودا ومرغوبا ومثار جدل ولعل أسمي يردد في قوائم التوقعات لمستقبل باهر في ظل حالة وطن بائسة ....
منذ اليوم سأترك الجوهر واتعاطى مع القشور .......
صانع القرار على حق دائما والمخطئ هو المواطن الذي لا يستطيع قراءة ما بين السطور في القانون والتعليمات الإدارية ولا يستطيع أن يقرأ توجهات ورؤى من يقرر ....
اقتصار إعادة اللحمة إلى الوطن على ملف كولسات نخب سياسية (بتنتع) في هذا الموضوع المصيري ودور مراكز ابحاث تبحث في مختبرات اللاوعي عن جزييء أو الكترون للوحدة الوطنية وتحوله إلى ضجيج إعلامي أو ملف بيد كورس وراء مطرب مشهور يردد ما يفقه وما لا يفقه موضوع ليس ذنب أولئك جميعا الذنب ذنب الجمهور المتلقي لجميع هذه الترهات!!!!!
تشكل وعي جيل فلسطيني بأكمله في غزة لا يعرف عن الضفة الغربية بما فيها القدس شيء وفي الضفة الغربية لا يعرف شيئا عن قطاع غزة وبحرها وناسها وسمكها هو ذنب هذا الجيل نفسه الذي شجع الاحتقان السياسي وسمح أن نصل مرحلة مراقبة الهواء الذي نتنفسه، الذنب هنا ليس ذنب مفاوض ولا نخب سياسية ولا من قرر الانقلاب في غزة ولا أكاديمين ولا مفكرين ..... الذنب ذنب الجيل نفسه!!!!!!
القرار التنموي ينبع منا نحن ولا أثر لمن عرفوا ب (سماسرة التنمية ) ولا أثر لمن حرف التنمية عن مسار التنمية من أجل الصمود باتجاه مصطلحات اخترقت مناخنا واجوائنا من خلال بوابة العولمة التي هي ليست شر بالمطلق!!!!! المذنب هو من يقول أن التنمية تنبع من القاعدة إلى القمة وهي تعبير عن احتياجات كل قرية وعزبة وخربة، مذنب لأن صاحب القول رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض وهذا خطاب محتكر لمؤسسات المجتمع المدني (طابو)!!!!

ضمن هذا النهج تتعاطي النخب الثقافية والإعلامية في الوطن مع القضايا المحورية والمفصلية فورا تترك القضايا الجوهرية ولا تقييم القرارات والتوجهات التي تقود إلى نتائج نشاهدها يوميا فيصبح الطرف المتلقي الأضعف هو أساس المصيبة والتراجع وحجر عثرة في وجه انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية ومواجهة الاستيطان في القدس ....

عمليا ما يحدث اليوم هو إعادة استنساخ لمشهد ما قبل وخلال النكبة عام 1948، عملية تغيب الوعي لصالح احتكار القرار لدى نخب سياسية وثقافية تعتقد أنها تعرف مصلحة الناس أكثر مما تعرف الناس مصلحتها، مع مجموعة من الكورال الذي يبصم غيبا، نعم نحن لم نفهم تصريح ليبرمن حول انابوليس وخارطة الطريق فاحتجنا إلى سلسلة مقالات ودراسات قد تتحول إلى (مجلدات المعرفة) حول تفسير السر في تصريحات ليبرمن. نحن لم نفهم ولم نختبر ونعرف أدوات الحوار الوطني الشامل في القاهرة فاحتجنا إلى (معلقات) وشعر الرثاء والهجاء وغيره ليكشفوا لنا سر العالق والمختبئ وما وراء وراء الحقيقة في الحوار لذلك حمدت الله على اختتام المشهد الاحتفالي لافتتاج الحوار حتى يقل عدد الموضحين والمصرحين والقائلين على قاعدة الحضور القوي كمستقلين.

عمليا ما يحدث اليوم إعادة استنساخ لمشهد ما قبل وخلال النكبة عام 1948، بدنا عرس نشبع فيه رقص وهذا ما يحدث اليوم نجير كل الوسائل من أجل دعاية وترويج من وراء الحوار ومن وراء الدعوة للوحدة الوطنية فالمروجين لأنفسهم جاهزين أن يكونوا (كرمال عيون الشعب الغلبان) فادة له في المواقع المتقدمة.

عمليا ما يحدث اليوم إعادة استنساخ لمشهد ما قبل وخلال النكبة عام 1948، الجميع يتحدث عن روافع في الوطن وللوطن، الجميع يتحدث عن فنتازيا، الجميع يطلب ود المسؤول ويقول له أنا برغي في ماكنتك.

بكل الصدق والصراحة والأمانة من الواضح أن جوهر الأزمة تتعلق بصناعة القرار وأزمة الأزمات أن الوعي الشعبي يرى أن لا أثر ولا حضور له في التأثير على صناعة القرار، والادهى من ذلك أن واقع النميمة والثرثرة على ضفاف المقاهي الشعبية ومراكز المساج وعلاج البشرة أن القرار يأتينا جاهز من خارج حدود الوطن وبالتالي يبني الجميع توقعاته على شكل نتائج القرار كونه مستورد وليس صناعة محلية، والمصيبة الكبرى أن تصيب مع الأعمى فيصبح المنظر مشكوك في نزاهته وضربة الأعمى هي الصائبة سياسيا واقتصاديا.

salahhanieh@maktoob.com
aya2abd.blogspot.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"مهرجان التسوق": نابلس حققت قصب السبق ..... بقلـم: صلاح هنية

كان رتل الـمركبات شبه متواصل من حوارة إلى مدخل نابلس صباح السبت، ولـم تخف حركة السير على الشارع الرئيس من رام الله إلى نابلس... يوم السبت، باختصار هو أن أكبر سدر كنافة سيدخل موسوعة (غينيس) وسيتم إنجازه في نابلس على الدوار ضمن فعاليات مهرجان نابلس للتسوق. الـمبادرة بحد ذاتها تستحق الثناء؛ كونها جاءت في الـمكان الـمناسب؛ نابلس العاصمة الاقتصادية الـمحاصرة والـمعزولة منذ العام 0002، وهي أساس بالإمكان البناء عليه في الأعوام الـمقبلة. الاهم ان الـمشهد على مدخل نابلس الرئيس بداية شارع القدس بات مختلفاً، حيث ازدان، الاسبوع الـماضي، بلوحات اعلانية لـمنتجات غير فلسطينية إلى جانب اعلانات الترويج للـمهرجان، الدعوات توالت خصوصاً من "الراصد الاقتصادي" إلى محافظ نابلس بهذا الخصوص علـماً أن معظم الشركات الفلسطينية راعية للـمهرجان ولا تستحق الا الدعم والاسناد على فعلها الاقتصادي هذا، وهذه نقطة تسجل لنابلس، ومحافظها وفعالياتها. الاستجابة كانت سريعة فاستبدلت بإعلانات للـمنتجات الفلسطينية التي دعمت ودعت إلى مهرجان نابلس للتسوق، ومن الواضح ان موقف الـمحافظ هو الذي ادى لهذه النتيجة الطيبة، وترك آ

صلاح هنية: ‏إصرار على مكافحة الفساد الغذائي

رتفع كل فترة صرخات المستهلكين الفلسطينيين ضد الأغذية الفاسدة، والمنتجات المهربة من المستوطنات. ويؤكد رئيس جميعة حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية على محاربة هذه الظواهر، لافتاً الى وجود الكثير من المعوقات وهذا نص المقابلة: *هل من غطاء قانوني للمستهلك الفلسطيني؟ يتمتع المستهلك الفلسطيني بحقوق حمائية، إذ يتم تطبيق قانون حماية مستهلك عصري يحمل ‏الرقم 21 لعام 2005، ويغطي بشمولية قضايا المستهلك المحورية. وتتمثل هذه القضايا بضرورة إشهار الأسعار، ومحاربة الغبن ‏التجاري والغش والتلاعب بالأسعار والأغذية والسلع. وينظم القانون آلية حماية المواطنين، من خلال تأسيس جمعية ‏حماية المستهلك، والمجلس الفلسطيني لحماية المستهلك، ويتيح للجمعيات رفع قضايا نيابة عن المستهلك دون أي ‏حاجة لتوكيل كونها جمعيات تمثيلية، ويركز على قضايا تنسيقية بين الجمعية والقطاع العام‎.‎ والجانب الثاني الإيجابي، ورغم حداثة عمر جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، ورغم ضعف مواردها المالية إلا أنها ‏استطاعت تحقيق إنجازات، واستطاعت الضغط والتأثير على العديد من القرارات الحكومية بما يضمن حقوق المستهلكين. ‎*لكن، هل القانون والج