التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حصاد المرآة الفلسطينية //// (440) شهيدة بيد الاحتلال و (121) شهيدة بيد العائلة




كتب /علي دراغمة .......

المرأة الفلسطينية تعمل بداب منذ مطلع القرن الماضي على تحسين شروط حياتها ومشاركتها وحاولت التحرر من مجتمع سيطر عليه الرجل الذي صادر حقوقها بأسم الدين و العادات والتقاليد التي اخترعها بنفسة ،وبين اول مؤتمر نسوي عقد في مدينة القدس حضره (300) سيدة فلسطينية وعربية سنة (1929) واليوم حيث ترتفع نسبة الطالبات عن الطلبة في جامعة النجاح الوطنية كبرى الجامعات الفلسطينية ب( 5) في المئه مسافة قرن من التحرر من القيود الأجتماعية والسياسية 0

في هذه الفتره الزمنية خطت المرأة الفلسطينية خطوات واسعة ، واحتلت مكانتها في العملية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،غير ان مسيرة التحرر هذه التي لم تكتمل بعد و لم تكن معبدة بالورود بل بالتضحيات 0

في مسيرة التحرر من القيود الأجتماعية دفعت النساء اثمان باهضة و استحقاق اظلم قانون ذكوري وهوه القتل المعنون بالشرف حيث تستمر هذة الظاهرة وسنويا يوثق مقتل العشرات من النساء لمجرد اختيارهن للشريك ،وقد وثقت مؤسسات نسوية مقتل (121) امرأة فلسطينية خلال الست اعوام السابقة 0

اذكر مشاهدتي لأكبر تجمع لأحدى العائلات شمال الضفة الغربية ،عندها خرج احد الشبان من منزلة يحمل سكينا ويقول " اشهدوا غسلت العار " بعدها شاع انه قتل شقيقتة البالغة (18) عاما لانها تعرضت للأغتصاب من قبل ثلاث رجال من قرية مجاورة خطفوها ليومين ، حينها علمت ان هذا الشاب اتخذ القرار بعد التشاور مع من يسمونهم بحكماء العائلة، وطبعا لم يعاقب احد على هذه الجريمة ،فقد قتلت الضحية مرتين عندما أغتصبت وعندما نحرت امام شهود الزور واغلق الموضوع 0

ولا زلت اذكر منذ طفولتي مأساة ثلاث فتيات في احدى القرى كان والدهن واشقائهن يرفضون فكرة زواجهن لسببين الاول من اجل ان يعملن في مزرعة العائلة ويخدمن اشقائهن المتزوجين لانهم يملكون ارض كبيرة ،والسبب الثاني كان على لسان الاخ الاكبر في العائلة الذي قال " لن ازوج اختي كي تنام في حضن رجل " ولا زلت اذكر كلام احدى هؤلاء الفتيات كيف كانت تتمنى الخلاص من عبودية العائلة وهى ترغب بالزواج كحق طبيعي ومتطلب انساني ،في حينه لم اكن اعي لماذا كانت هذة الفتاة تختلس النظر الى سائق الجرار الزراعي الذي كان يعبر من جانب بيتها صباح مساء دون ان يعرف الرجل ان في هذا البيت نساء 0

وفي المسيره السياسية ظهر دور المرأة الفلسطينية جليا في الأنتفاضة الفلسطينية الاولى حيث اخذت دورها بجدارة وشاركت في الفعاليات الشعبية ، ووقفت الى جانب الرجل بل اخذت مكانة في بعض الاحيان حيث كانت هى الأم وهى الأب عندما يغييب الرجل عن البيت بسبب مطاردة الأحتلال له او بسبب السجن لعدة اعوام او عندما يستشهد0

وفي الانتفاضة الثانية قتلت اسرائيل (440 ) امرأة فلسطينية حسب الجهاز المركزي للأحصاء الفلسطيني ،فيما اعتقلت المئات لفترات متفاوتة ،واجبار العشرات من النساء على الولادة عند الحواجز العسكرية الاسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية التي تقدر اعدادها حسب مؤسسات اممية ومحلية (630 ) حاجزا منها (80 ) حاجز يتواجد علية جنود اسرائيليين و(80) حاجز متنقل والبقية عبارة عن بوابات حديدية ومكعبات اسمنتية وجدران وسدات ترابية 0

دفعت المرأة الفلسطينية الكثير مما تم تحقيقة من مكاسب على الصعيد الأجتماعي خاصة بعد ان سيطر رجال المقاومة المسلحين على مقاليد الأمور في الشارع الفلسطيني حيث فقدت المرأة الكثير من دورها الميداني مع كل قطعة سلاح جديدة يحملها ويتبخطر بها قائدعسكري أمر نفسة على المجتمع خارج القانون ، وتدخل في شؤن الأسرة من زواج وطلاق وفرض قوانيين المرحلة التي كانت بمعظمها قوانيين ذكورية ، وتراجع في اشكال المقامة الشعبية فتعثر دور النساء0

حاول مسلح فلسطيني في مدينة طولكرم اجبار فتاة على الصعود بسيارتة المسروقة في الشارع العام وامام الناس وعندما صرخت رافضة الذهاب معه وصفها بالبذاءة ،حينها اكتفى المارة بالنظر دون ان يتدخل احد0

لقد ذهلت من نتائج بحث اجرته صحفية كندية قبل سنوات في عشرة دول عربية واسلامية من بينها فلسطين حول اوضاع المرأة العربية والمسلمة ، تبين فيه ان المرأة الفلسطينية الأكثر اطهاضا من قبل المجتمع رغم ارتفاع نسبة تعليم المرأة بشكل ملحوظ 0

تصفحت المواقع الألكترونية الفلسطينية ، فوجدت العشرات من الجمعيات النسوية التي لا يبدو لها تأثير على تغيير الارث الثقافي تجاه المرأة في المجتمع الفلسطيني على الأقل حتى آلان، وما زلنا نسمع جعجعتا ولا نرى طحنا ، وكأننا مجتمع وآد النساء0

Dra_ali@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"مهرجان التسوق": نابلس حققت قصب السبق ..... بقلـم: صلاح هنية

كان رتل الـمركبات شبه متواصل من حوارة إلى مدخل نابلس صباح السبت، ولـم تخف حركة السير على الشارع الرئيس من رام الله إلى نابلس... يوم السبت، باختصار هو أن أكبر سدر كنافة سيدخل موسوعة (غينيس) وسيتم إنجازه في نابلس على الدوار ضمن فعاليات مهرجان نابلس للتسوق. الـمبادرة بحد ذاتها تستحق الثناء؛ كونها جاءت في الـمكان الـمناسب؛ نابلس العاصمة الاقتصادية الـمحاصرة والـمعزولة منذ العام 0002، وهي أساس بالإمكان البناء عليه في الأعوام الـمقبلة. الاهم ان الـمشهد على مدخل نابلس الرئيس بداية شارع القدس بات مختلفاً، حيث ازدان، الاسبوع الـماضي، بلوحات اعلانية لـمنتجات غير فلسطينية إلى جانب اعلانات الترويج للـمهرجان، الدعوات توالت خصوصاً من "الراصد الاقتصادي" إلى محافظ نابلس بهذا الخصوص علـماً أن معظم الشركات الفلسطينية راعية للـمهرجان ولا تستحق الا الدعم والاسناد على فعلها الاقتصادي هذا، وهذه نقطة تسجل لنابلس، ومحافظها وفعالياتها. الاستجابة كانت سريعة فاستبدلت بإعلانات للـمنتجات الفلسطينية التي دعمت ودعت إلى مهرجان نابلس للتسوق، ومن الواضح ان موقف الـمحافظ هو الذي ادى لهذه النتيجة الطيبة، وترك آ

صلاح هنية: ‏إصرار على مكافحة الفساد الغذائي

رتفع كل فترة صرخات المستهلكين الفلسطينيين ضد الأغذية الفاسدة، والمنتجات المهربة من المستوطنات. ويؤكد رئيس جميعة حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية على محاربة هذه الظواهر، لافتاً الى وجود الكثير من المعوقات وهذا نص المقابلة: *هل من غطاء قانوني للمستهلك الفلسطيني؟ يتمتع المستهلك الفلسطيني بحقوق حمائية، إذ يتم تطبيق قانون حماية مستهلك عصري يحمل ‏الرقم 21 لعام 2005، ويغطي بشمولية قضايا المستهلك المحورية. وتتمثل هذه القضايا بضرورة إشهار الأسعار، ومحاربة الغبن ‏التجاري والغش والتلاعب بالأسعار والأغذية والسلع. وينظم القانون آلية حماية المواطنين، من خلال تأسيس جمعية ‏حماية المستهلك، والمجلس الفلسطيني لحماية المستهلك، ويتيح للجمعيات رفع قضايا نيابة عن المستهلك دون أي ‏حاجة لتوكيل كونها جمعيات تمثيلية، ويركز على قضايا تنسيقية بين الجمعية والقطاع العام‎.‎ والجانب الثاني الإيجابي، ورغم حداثة عمر جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، ورغم ضعف مواردها المالية إلا أنها ‏استطاعت تحقيق إنجازات، واستطاعت الضغط والتأثير على العديد من القرارات الحكومية بما يضمن حقوق المستهلكين. ‎*لكن، هل القانون والج