التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشهد الاقتصادي بين التفاؤل والسوداوية ..... بقلم: صلاح هنية

المشهد الاقتصادي الفلسطيني
بين التفاؤل والسوداوية

بقلم
صلاح هنية

وضعنا (ابو نزار) أمام quiz سريع مفـــــاده انه زرع شجرة تين في حديقة منزله اثمرت الشجرة وباتت تنتج حبة واحدة ناضجة يوميا، مشكلته كانت مع البلبل الذي يأتي مبكرا إلى الشجرة ليغرد فيأكل حبة التين الناضجة فيقع (ابو نزار) في حيـــــص بيص هو يريد أن يسمع تغريد البلبل ولا يريد أن يضره ويريد حبة التين الناضجة ولا يريد أن يصــــحو مبكرا فما قولكم يا كرام ؟
(اسماعيل ) قال هذا واقعنا وحالنا اليوم ترى ماذا نحن فاعلين يا كرام؟
(ابو جميل) قال في هذا العالم اليوم يستحيل أن تحقق ثلاثة أشياء في آن واحد ويجب أن نتواضع، وعليه عليك أن تصحو مبكرا فتفوز بحبة التين.
(حسن) قال صحيح هذا تصوير لواقع حالنا ولكن نستطيع أن نتدبر الأمر لعلك تصحو مبكرا، بس لا الأمر صعب هذا امتحان لمستويات تفكير استراتيجي.
على الطاولة المجاورة كان الجمع اقتصاديا بامتياز وكان الحديث مختلف نوعيا لا علاقة له بالبلبل والتين، كان الحديث عن الاستيراد والتصدير، عن افق الاستثمار، عن انتاج سينمائي، ولكنه كان يمتاز بالثقة والنظرة التي تستشرف المستقبل، قلت أما قصة كثير من الناس دفترها فاضي قال بدهم يهاجروا ومين اللي بدو يهاجر الشاب اللي تخرج هذا العام من الجامعة وما لقي عمل قال بدو يهاجر، والعامل اللي وقف شغله في المستوطنات صار بده يهاجر، أي كل الاحترام للعقول الاقتصادية المبتكرة.
في ساعات المساء التقيت مع جمع مختلف في مكان غير ذات المكان الجمع كان اقتصاديا استثماريا بامتياز وتنوع الحال والحديث، باختصار وجدت أن تفاؤلا بانتعاش اقتصادي واستثمار عال قائم، مرده ليس حلم رغم أن الحلم لدى رجال الأعمال يكون مستند إلى حسابات وواقع، مرده مجموعة معطيات مهمة لديهم فهم يقرؤن غير ما نقرأ من وسائل الإعلام، ويستنتجون ما بين السطور من حديث وقرارت حكومة فياض ما لا نقرأ، نحن ننتظر تصريحا واضحا حول الرواتب والمستحقات، حول الأمن والخطة الأمنية، هم يستنتجون ويستخلصون مستخلصات ورؤى اقتصادية لا نستطيع اليها سبيلا، تشكل بالنسبة لهم باروميتير حول جدوى الاستثمار والتوسع من عدمه.
وحتى لا يعتبرني البعض أنني انثر ورود التفاؤل دون حساب فقد ركزت في الحديث فوجدتهم يتعاطون مع مشاريع مطروحة وواقعية تتجاوز الربع مليار دولار، فرحت وعلمت أن عوائدها فرص عمل جديدة، انجازات على الأرض تعود على المواطن بالفائدة، انعاش اقتصادي، تدخل حكومي يفضي إلى تنمية.
ذهبت صوب قاعات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة لحضور معرض زادنا للصناعات الغذائية الفلسطينية فوجدت القطاع الخاص الفلسطيني مهتما اهتماما عير عادي في تقديم نفسه ومنتجاته بأجمل حللها للمستهلك الفلسطيني، ووجدت اعتماما من قبل الزوار يسألون ويستفسرون.
قابلت الاقتصادي مازن سنقرط في جناح مجموعة سنقرط العالمية وجدته كعادته مبتسما متفاءلا استقبلني بحرارة كما يستقبل بقية الزوار طاف بي في جناح المجموعة وقدم لي صورة عن منتج جديد زراعي يقوم على اساس زراعة الاعشاب وتصديرها إلى اوروبا بتغليف جميل ومميز، وحدثني عن افاق مستقبلية لمشاريع أخرى.
وطفت في اروقة المعرض ووجدت ان حماسا من القطاع الخاص قائما وحماسا من الزوار قلت لعله خير، لكن اتمنى أن يظل القطاع الخاص الفلسطيني اقتصاديا بامتياز وطنيا بشكل عام بعيدا عن الانخراط في تعقيدات العمل السياسي اليومي الذي يبعدهم عن دورهم التنموي الرئيسي، المقصود هنا التسيس الصارخ الذي يميز القطاع الخاص الابتعاد عنه.
قدمت جردة معلومات للجمع في المساء فنظروا لي شذرا صرت مع الهاي هاي معلوم يا عمي بطلنا ننفع، قلت سلامة قيمتكم بس المزبوط أن التفاؤل قضية مهمة جدا بدلا من تجميع اطنان الهم والبحث عن البقع السوداء في الواقع الفلسطيني دون رؤية مستقبلية تزيل هذا السواد.
(ابو اكرم) بدت الفلسفة أي هو الواحد مش قادر يوصل خارج رام الله وجاي تقول لي تفأل.
(ابو توفيق) قال بس ما تنرفز عشان ما تكب علينا القهوة مثل امبارح القصة انك انت مش قادر توصل واللي بحكي عنهم (ابو العبد) بعانوا مثلك بس يا عمي زي ما قال المثل أذا في رغبة ونية في هناك مليون طريقة.
(ابو اياد) قال والله يا عمي صحيح بس كمان بدها حاسة شم استثمارية ولازم يطلعوا الناس من التفكير السلبي الذي يضع العقبات غير الواقعية.
(ابو توفيق) قال بس هذا بدون الوصفة الطبية اللي بجيب الدور تبعت (ابو أكرم) ان وصل للمتفاءلين خربت السياسية والاقتصاد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش

نابلس: إطلاق حملة لتشجيع قطاع الإنشاءات الفلسطيني ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية

كتب غازي بني عودة:أطلقت في نابلس، أمس، حملة لتشجيع قطاع الإنشاءات المحلي، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية ذات البديل الوطني.وأكد مسؤولون واقتصاديون ورجال اعمال على مركزية الدور الذي يلعبه قطاع الانشاءات في الاقتصاد الفلسطيني، وضرورة توفير شروط تطويره وتشجيعه امام ما يجري استيراده من منتجات ذات بديل وطني يضاهيها في الجودة.واشاروا الى الدور المركزي الذي تستطيع السلطة والمؤسسات الرسمية القيام به، دون ان يسقط ذلك دور القطاع الخاص المطالب بتوفير شروط المنافسة في السعر والجودة.جاء ذلك خلال لقاء نظمه ملتقى رجال اعمال نابلس بالتعاون مع مؤسسة "الراصد الاقتصادي" حول آليات تشجيع ودعم الصناعات الانشائية والمعدنية الفلسطينية، ومقاطعة المنتجات الاسرائيلية. وشارك في اللقاء وكيل وزارة الاقتصاد ناصر طهبوب، ووكيل مساعد وزارة الأشغال العامة والإسكان عفيف السعيد، ومنسق الحملة الوطنية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية صلاح هنية عن "الراصد الاقتصادي"، ورئيس مجلس إدارة ملتقى رجال الأعمال علي برهم، ونقيب المهندسين احمد اعديلي، ومدير عام شركة "نابكو" عنان عنبتاوي، ومنسقة الحملة النسوية لم