لو كنت مسؤولا لما وفرت لحظة من لحظات بقائي على رأس المسؤولية دون أن أكون طائرا بلا جناحين أحلق من مهمة إلى أخرى... إلى مؤتمر... إلى زيارة إلى تقديم تعزية في ما وراء المحيطات وأصقاع الأرض .....كل ذلك، بالطبع من أجل القضية!!! لو كنت مسؤولا لما منحت جزءا يسيرا من وقتي لزيارات ميدانية داخل الوطن أو المشاركة في مؤتمرات تعقد في قلقيلية أو طوباس أو ترقوميا أو أريحا، ولتترك القوس لباريها وأولئك الذين لا يمتلكون رغبة السفر على جناحي طائرة ولا يستطيعون أن يحصلوا على رافعة توصلهم إلى مواقع المسؤولية ..... لو كنت مسؤولا لكان جوابي الاعتذار دائما عن أية دعوة على مستوى الوطن (كونه محلي وبلدي، وأنا متخصص بالفرنجي) مستثنيا من ذلك الدعوات التي تضمن أن السيد الرئيس ودولة رئيس الوزراء سيحضران شخصيا هذا اللقاء أو المؤتمر ..... والاعتذار هنا يجب أن يكون مفبركا وعلى قاعدة الانشغال الدائم وساعات العمل الطويلة: في الليل اجتماع وفي ساعات الصباح الباكر اجتماع وما بينهما اجتماع، وينسى المعتذرون، أو المعذورون، أن البلد صغير جدا وأن سعل أحدهم في رام الله يسمعه أهل بيت لحم فيشي واشي بحقيقة أن اجتماعات العمل اليلية...
صوت البلد( مدونة سياسية اقتصادية اجتماعية يشرف عليها صلاح هنية كاتب وباحث فلسطيني )