التخطي إلى المحتوى الرئيسي

(مروان البرغوثي) عليك التقاط اللحظة ..... بقلم / صلاح هنية

منذ أيام كان مدار النقاش مع صديق قديم ومحوره
(مروان البرغوثي) ولم يكن النقاش عابرا بل كان استراتيجيا وذا مضمون، كان فحوى النقاش الوضع الراهن وافاق المرحلة واثر غياب ابا القسام عن الساحة اجباريا، كان النقاش يدور عن قدرة مروان الكبيرة والمميزة على صياغة مشروع سياسي وطني يستقطب الكثيرين حوله، لأنه يعي المرحلة ما بعد الانقلاب الأسود في غزة وقمع القوة التنفيذية للأمنيين في غزة هاشم، قدرة مروان على أن يكون توحيديا يتعالى على (الانا) والمشروع الذاتي الذي يقود صوب الهاوية فوق الهاوية التي ننجر إليها رغم انفنا.

ولم يكن النقاش فحواه أن (مروان البرغوثي) سوبرمان أو قوة خارقة، بل هو مناضل صلب يحب وطنه وحدوي حتى النخاع لديه تصور وقدرة على صياغة رؤية، وهي رؤية قد تحتاج إلى بعض النقاش والتطوير لأنها ستكون خارجة من بين جدران الأسر والعزل، ولكنها ضرورية وحيوية في هذه اللحظة.

لن تكون هذه الرؤية فقط للمرحلة الراهنة على المستوى الوطني ولكنها ستكون حتما رافعة لحركة فتح وإعادة الاعتبار لدورها المركزي في القضية الوطنية.

ليس مستحيلا أن يتخيل الإنسان الرؤية التي سيطلقها مروان البرغوثي من الأسر أخذين بعين الاعتبار المتغيرات التي وقعت على الأرض من عددة نواحي، ولن يكون التعامل مع المرحلة بالتالي من قبله كلاسيكيا تقليديا يردد شعارات قد لا تسعف في الوقت الراهن.

جزمنا معا أنا والصديق القديم أن ابا القسام قادر على اجتراح الرؤى التي تؤهلها لتكون برنامج سياسي شامل للمرحلة ورؤية للمستقبل توحد وتجمع وتعالج وتبتر عند الضرورة.

خطابه لم يكن قبل الأسر مجاملا ولم يكن قاصرا كان يرى محاور مهمة تابعناها جميعا من خلال كتاباته ومقابلاته الصحفية وندواته كان يرى في منظمة التحرير الفلسطينية جبهة وطنية جامعة للجميع على اختلاف مشاربهم الفكرية وبحاجة إلى نقلة نوعية تؤهلها للاستمرار في قيادة المرحلة دون أن تفصل على مقاس أحد أي كان حجمه ودوره وفعله النضالي. كان يرى ضرورة تطوير ومهنية الأجهزة الأمنية.

كان خطابه الفتحاوي واضحا محوره اشاعة الحياة الديمقراطية في الحركة وبادر بالتالي إلى عقد المؤتمرات الحركية في الاقاليم مبتدئا من أدنى الأطر التنظيمية حتى قمة الهرم التنظيمي داعيا إلى عقد المؤتمر الحركي السادس وضخ دماء جديدة في قيادة الحركة.

كان خطابه يمتلك بعدا اجتماعيا متقدما ومتلائما مع القيم التي يحتكم لها المجتمع كان يخاطب المرأة ويحفظ لها دورها ومكانتها، والعمال والشباب والطلبة، كان نصيرا للفقراء عدوا للفقر، كان عونا للأسرى واسر الشهداء والجرحى والمعاقين.

كان فذا في دعم مسيرة القطاع الخاص وتنمية الاقتصاد الوطني، وكان متوازنا في طرحه بين ارباب العمل والعمال، بين تشجيع المنتج الفلسطيني وجودته ومنافسته.

كان أفق خطابه مفتوحا على العالم العربي والإسلامي والدولي، وكان مطلعا على الشؤون الإسرائيلية ومتابعا لها.





كان مقداما في مواجهة الفساد والمفسدين، كان مع النزاهة والشفافية، كان مع حرية الرأي والرأي الخر، كان على استعداد أن يدافع عن حق الأخرين في طرح رايهم بقوة.

وهذا هو السر في أن خطابه لن يكون قاصرا وبالتالي مشروعه كذلك بل سيكون حتما رافعة ومخرجا ودليل عمل وطني.

لم يعد أمام مروان البرغوثي اليوم خيارا الا أن يطرح مشروعا متكاملا بقوة يشكل رافعة لشعبه وقضاياه المصيرية ..... لم يعد أمامه خيارا الا أن يلتقط اللحظة ويقول ما لم نقله ولن نكون أهلا أن نقوله ... لم يعد امامه خيارا ولا منفذ الا أن يقول القول الفصل في هذه اللحظة الحرجة حتى لا يترك مجالا لمن لا يحسنون القول أن يقولوا.

نقاشنا أنا والصديق القديم كان فيه الكثير الكثير، حتى أن صديقنا القديم ذهب إلى ابعد من هذا جميعه ولكن علينا أن نتريث قليلا قبل أن نتوسع في القول انتظارا لمروان البرغوثي لالتقاط اللحظة.

ولا أخال مروان خال الوفاض من الوقائع التي خلقت على الأرض فقد فرشت الارضية يا ابا القسام لفعاليات جماهيرية لمقاومة الجدار والاستيطان ولكنها اليوم بحاجة لاستراتيجية انت تمتلك مبادئها.

نعم كان خطابك العام المقتضب أنك ضد الانقلاب في غزة ومع دعم السيد الرئيس وحكومة سلام فياض، ولكننا نعرف أن لديك أكثر من هذا بكثير.

نحن اليوم بحاجة لمشروع سياسي شامل متكامل يحتكم إلى العقل والضمير ليس إلى العواطف .... نحن بحاجة إلى مشروع سياسي شامل ومتكامل يسد الطريق على هواة السياسية ومطلقي مفاهيم الديمقراطية والتجاذبات بل نريد أن نرى طحنا وهذا لن يكون الا منك.

اعذروني فأنا لا أحب شخصنة الأمور ولكن قناعاتي نتيجة لاندفاع الصديق القديم تجاه هذه المسألة وقناعتي بقدرة ابا القسام على القيام بهذه المهمة خيرقيام تدفعني إلى التعاطي مع الموضوع من هذه الزاوية، واصر على رفض الشخصنة والتعاطي مع القضية الوطنية كأنها مزرعة ملكية خاصة، بل هي قضية شعب قضى أكثر من نصف حياته مناضلا من اجل حقوقه الوطنية.

ملاحظة:

كتب هذا المقال للصدفة المحضة قبل اربع وعشرين ساعة من نشر مقابلة مروان البرغوثي في الصحافة الفلسطينية، وكم كان سروري عظيما لهذه المقابلة، ولكني لا زلت مصرا على مشروع سياسي متكامل يشكل مرشدا للخروج من الأزمة، ولن يكون الا ابا القسام عنوانه ومحوره.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...