غالبية المناسبات التي تجمعنا يدور الحديث عن الهم العام عن الفرص عن التحديات، وللامانة فإن الحديث عن الفرص نادرا ما يحدث والاضواء تسلط فقط على الهموم وصفا وتشريحا وتمحيصا دون تمحيص عن مواجهة التحديات. غالبا ما تشعر من خلال تبادل اطراف الحديث والاستماع للنقاشات أن هناك تصورا راسخا أن قوة خفية ليست بيننا ليست منا لا نستطيع توصيفها هي في التفكير الشعبي وفي تفكير بعض النخب السبب غير المعروف لكل شيء، هي السبب في تدهور الوضع الاقتصادي والأصرار على تعميق الربط الاقتصادي مع الاقتصاد الإسرائيلي، وذات القوة الخفية هي السبب في عدم التفاعل مع فتوى محكمة لاهاي الدولية بخصوص عدم شرعية جدار الفصل العنصري، وذاتها المسؤولة عن واقع التعليم في دولة فلسطين. المضحك في الموضوع أننا نخلي مسؤولياتنا عن حالنا ومستقبلنا تحت يافطة القوى الخفية التي تحركنا عن بعد ونحن بلا حول أو قوة. المضحك أننا نبرر هذا الفهم الخاطئ بأننا غير قادرين على تحديد مواصفات هذه القوى الخفية حتى تظل خفية وتكون مبررا قويا لنا في تبادل اطراف الحديث حول همنا.
صوت البلد( مدونة سياسية اقتصادية اجتماعية يشرف عليها صلاح هنية كاتب وباحث فلسطيني )