التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لنسقط معاً أكذوبة القوى الخفية لصالح قوى التأثير والتغير بقلم : صلاح هنية



غالبية المناسبات التي تجمعنا يدور الحديث عن الهم العام عن الفرص عن التحديات، وللامانة فإن الحديث عن الفرص نادرا ما يحدث والاضواء تسلط فقط على الهموم وصفا وتشريحا وتمحيصا دون تمحيص عن مواجهة التحديات.
غالبا ما تشعر من خلال تبادل اطراف الحديث والاستماع للنقاشات أن هناك تصورا راسخا أن قوة خفية ليست بيننا ليست منا لا نستطيع توصيفها هي في التفكير الشعبي وفي تفكير بعض النخب السبب غير المعروف لكل شيء، هي السبب في تدهور الوضع الاقتصادي والأصرار على تعميق الربط الاقتصادي مع الاقتصاد الإسرائيلي، وذات القوة الخفية هي السبب في عدم التفاعل مع فتوى محكمة لاهاي الدولية بخصوص عدم شرعية جدار الفصل العنصري، وذاتها المسؤولة عن واقع التعليم في دولة فلسطين.
المضحك في الموضوع أننا نخلي مسؤولياتنا عن حالنا ومستقبلنا تحت يافطة القوى الخفية التي تحركنا عن بعد ونحن بلا حول أو قوة.
المضحك أننا نبرر هذا الفهم الخاطئ بأننا غير قادرين على تحديد مواصفات هذه القوى الخفية حتى تظل خفية وتكون مبررا قويا لنا في تبادل اطراف الحديث حول همنا.

المحزن أننا نمثل دور المهمشين باتقان أذ اينما وليت وجهك في الوطن تجد العشرات بل المئات يمثلون هذا الدور لتبرير عدم قدرتهم على إدارة شؤون المجتمع المحلي الذي يدعون تمثيله فيعلقون على شماعة قوة خفية.
المحزن أن عدم وجود خرائط سياحية على مدى الوطن ومجلات سياحية وتعريفية يستعين بها السائح وضيوف الوطن خصوصا اننا نحصي كل عام عدد السياح الذين زاروا الوطن وهم لا يحصلون على خريطة ولا مطبوعة "وهذا نقاش مثار بقوة في اوساط القطاع السياحي وأوساط نشطاء الاعلام السياحي"، ومن الطبيعي أن نبادر لتحميل الأمر لذات القوة الخفية.
المحزن اننا نتحدث عن مخالفات ابنية وعن تشويه النمط العمراني وعدم الرغبة بالتوسع العمراني في المناطق الريفية حفاظا على الأرض وفي ذات الوقت ندعي أننا نرغب لكن الأمر ليس في ايادينا.
المحزن اننا نتباكى عن افراغ القدس من المؤسسات الفلسطينية خصوصا مؤسسات المجتمع المدني والنقابات العمالية ولكننا لا نحمل انفسنا جزءا من المسؤولية فالأمر في يد شبح خفي لا نعرفه.
باختصار ...
يجب أن نخرج من هذه الدائرة وهذا الوهم وأن نقول للاعور اعور بعينه ليس ببطولات فردية لا تجدي نفعا وليس بغرض استعراض العضلات الفردية، بل يجب أن يتم ذلك ضمن خارطة طريق واضحة المعالم عنوانها الواضح "نحن وحدنا بيدنا الحل ولا يوجد قوى خفية".
وهذا يستدعي أدوات محددة ابرزها
تفعيل دور النخب السياسية والثقافية في مواجهة التحدي والخروج من دائرة الاعتراض المطلق أو القبول المطلق بل يجب أن يمارسوا دورهم الواعي والممنهج.
تفعيل دور قوى المجتمع المحلي الممؤسس بحيث يتمكن من المساهمة في التغير وصناعة الفرق.
تعزيز دور الاعلام كمنبر للمساءلة وتعزيز دور الصحافة الاستقصائية.
تعزيز دور الحوكمة.
الاهم من هذا جميعه:
رفض كذبة القوى الخفية .... رفض كذبة هناك من يحركنا بالمحرك عن بعد .. رفض كذبة اننا قدمنا كل ما نستطيع ولم نعد نستطيع التأثير ...
ونختم بما اذيل به مراسلاتي الالكترونية دائما:
"أذا كنت تشعر انك اقل من أن تصنع الفرق فحاول المبيت مع بعوضة في غرفة مظلمة مغلقة".

salah@pcp.ps



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

د. اشتية يصادق على إحالة ثلاث عطاءات لإنشاء مدارس في يعبد وبيت سوريك وشمال الخليل

صادق الدكتور محمد اشتية وزير الأشغال العامة والإسكان على إحالة ثلاثة عطاءات على المقاولين لمباشرة الأعمال فيها وذلك لإنشاء مدارس بتكلفة بلغت 2 مليون و470 ألف دولار. ووافق الوزير اشتية على إحالة عطاءات لإنشاء ثلاثة مدارس الأول هو إنشاء مدرسة يعبد الثانوية للبنين في جنين بتكلفة 997 ألف دولار بتمويل من وزارة المالية، والثاني هو مشروع إنشاء مدرسة بيت سوريك الأساسية للبنات في الرام بتكلفة 765 ألف دولار مولها المصرف العربي للتنمية-أفريقيا والثالث هو إنشاء مدرسة الدوارة الثانوية للبنين في الخليل بتكلفة مقدارها 765 ألف دولار بتمويل من المصرف العربي للتنمية-أفريقيا. وأشار د. اشتية إلى بناء المدارس ينبع من حرص الوزارة على خلق ظروف تعليمية أفضل للطلبة حيث قال: "يأتي اهتمامنا بالتعليم في فلسطين كونه يعتبر رافعة للفقر ووسيلة لجسر الهوة بين التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الفلسطيني وأداة للنهوض الاقتصادي وهو إثبات للهوية لأنه أداة لمواجهة المشروع الهادف إلى محو الكينونة الفلسطينية". وأضاف: "كل هذه العوامل تجعلنا مصممين على إنشاء المدارس وترسيخ الوعي بأهمية التعليم ودوره ف...

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

لقدس ........ما بين أعلامها ومكانها ورؤى فلسطينية ... بقلم: صلاح هنية

القدس معركة يسعى الاحتلال جاهدا إلى حسمها ولكنه لم يتمكن لغاية هذه اللحظة من حسما كليا ؟؟؟؟؟ مقبلات بداية الزيارة إلى القدس بعد عامين من الغياب القصري، عامان تغيب خلالهما عن أي مكان في العالم وتعود إليه قد تجد أن تقدما ما قد وقع، لكن القدس أمر مختلف جذريا؛ فهي تتغير ولكن بشكل خطير ومقلق على المستوى السياسي والوطني والاجتماعي والاقتصادي والعاطفي والوجداني والأخلاقي. القدس اليوم ليست مثلما كانت قبل عامين، وهي لم تكن قبل عامين مثلما كانت عليه قبل عامين مضيا على ذلك التاريخ. باختصار ما يقع في القدس اليوم هو تسارع محموم باتجاه محو تراث وتاريخ وحضور إنساني واسع وذكريات وأماكن وقصره بأدوات غير شرعية على ما يريده المحتّل وتغييب كل الشواهد الباقية عبر الدهر. وهذا التغيير واضح أنه عشوائي تدميري فقط لأظهار عناصر القوة أن الاحتلال يستطيع. فالقطار الخفيف ليس هدفا تنمويا ولا تطويريا ولا يحزنون، بل هو أعلان أن بلدوزرات الاحتلال من طراز كتربلير تضرب الأرض تحت أقدامنا لتقول أننا هنا قوة احتلالية تغير كما تشاء. ...