التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الرمز البريدي في رام الله فخر لا يفارقني بقلم :صلاح هنية


نادرا ما بات بالامكان أن يفتخر المواطن الفلسطيني بشيء في محيطه المكاني، الأمر الذي بات تقليدا راسخا.
القاعدة الراسخة أن توبخ ترليون مرة في الساعة أذا أظهرت افتخارا بشيء في هذا الوطن وحتى في حدود محيطك المكاني، وكأنك ارتكبت فعلة شنيعة.
الخميس الماضي كنت ممثلا لمؤسستي في اجتماع في بلدية رام الله للحديث عن جاهزية رام الله للطوارئ ،استمعنا للخطط والتدابير منها ما هو تقليدي قائم على تكرار الاساسيات المتكررة كل عام والناتجة عن كسل وخمول بعض المواطنين الذين يقطنون بخيارهم في أماكن أكثر عرضة للتأثر بالمنخفض الجوي ولا يحركون ساكنا، بمعنى البلدية ملزمة بدورها ولكنهم لم يحركوا خطوة للامام خلال الصيف الماضي لمعالجة ولو طفيفة لأوضاعهم بصورة أو أخرى، ولا نحملهم فوق طاقتهم بل نحثهم على أقل الممكن.
ما شدني في الحديث ما جاء من عرض حول " الاستفادة من عنونة المدينة في الطوارئ" ، والعنونة والرمز البريدي خطوة رائدة تميزت فيها مدينة رام الله حيث بات لكل مواطن رقم بريدي يساعده في الوصول إلى خدمات البلدية وتقديم طلب الخدمات بيسر وسهولة، وهذا أمر يحتاج إلى التواصل مع المواطن لتوعيته لأهمية اسم شارعه ورقم عمارته ورقم شقته في تيسير امور حياته. كتبت هذا التعليق على صفحتي على الفيسبوك فجأني تعليق من "مجدي ابو زيد" :انني اخجل من ترديد اسم شارعي ،اتمنى على لجنة التسمية والترقيم أن تغيره لأحسن استخدامه.
ولم يكن مخطط بلدية رام الله بالانضمام إلى مشروع 100 مدينة قابلة لمواجهة الصدمة على مستوى العالم اقل اهمية من الرمز البريدي، وهذا أمر بالغ الأهمية ونقلة نوعية أن تصنف رام الله ضمن 100 مدينة عالمية في هذا الاتجاه.
وتواصلت التقليدية من طرح بعض ممثلي المؤسسات المشاركة :توقفوا يا بلدية رام الله مكانكم ولا تحثوا الخُطا إلى الامام في الرمز البريدي والانضمام لمشروع 100 مدينة ريثما نرفع جاهزية بلديات الجوار لتصل درجتكم لأنكم متواصلون معهم ومضطرون أن تنتظروهم، ولم يتمكنوا اصحاب هذا الطرح من الفائدة المستقبلية التي ستعم على بقية البلديات المجاورة عندما نصل بل لمحافظة رام الله والبيرة ككل.
في مؤتمر مؤسسة التعاون "التعاون من أجل التنمية: قيود وافاق " هناك فتح الباب على مصرعيه للسؤال المحوري والاساسي " هل بالامكان تنمية في ظل الاحتلال "، هناك من تحدث عن " صمود في ظل الاحتلال " وهناك من تحدث عن " اقتصاد مقاوم في ظل الاحتلال يهيء لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية " هناك من تحدث عن قلب مثلث الاولويات رأسا على عقب موضحا انه بالامكان الاجماع أن الاولوية مخيمات لبنان وغزة، ومن ثم الضفة الغربية، ومن ثم القدس حسب مستوى الدخل، ولكن الاولويات التنموية الحقيقية تتطلب قلب المعادلة باتجاه القدس"، السؤال فتح على مصرعيه وتفرع عنه تعقيبات متعددة عن حال المزارعين الصغار في الاغوار، عن حالة استئجار اراضي الفلسطينين المصادرة من المستوطنة لزراعتها لحساب المستوطنين.
وجاء الحديث عبر الفيديو كونفرنس من بيروت من الجامعة الاميركية من قبل الدكتور فيجي براشاد استاذ الكرسي الزائر لكرسي ادوارد سعيد الذي ركز على محاور ثلاثة اساسية لمواجهة الليبرالية الجديدة واخفاقاتها الاقتصادية الوصول للموارد وتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، القوة الاقتصادية، الأجر الاجتماعي لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية العامة والنقل العام ومحاربة الفقر والبطالة.
- لحظة نشر هذا المقال سأكون ضمن الاف المواطنين المجازين بمناسبة عيد الاضحى المبارك، تجوالي هنا وهناك بحكم الاجازة يجعلني اسمع حديث الناس وتخوفاتهم. للاسف الناس لا يوجد لديهم الثقة الكافية بالجاهزية لمواجهة وقائع مختلفة وعلى رأسها الاغذية الفاسدة، التلاعب بالاسعار، الجودة، يشعرون ان كل مشترياتهم مرتفعة السعر وبالامكان تحصيلها باسعار أقل من مكان ما أخر ليس محمودا.
- حديث الناس هو عن الاضاحي التي وصلت إلى 1500 شيكل والتي باتت بعيدة المنال على المواطن الفلسطيني، والسؤال :من يحدد السعر؟ هل هو فقط عامل العرض والطلب، الا يوجد نوع من التأثير الحكومي على السعر، استمعت لتقرير عن تجربة "تكية أم علي" في الاردن حيث يتم تحصيل ثمن الاضحية ويتم الشراء من استراليا باسعار منخفضة جدا نصف السعر في الاردن وتذبح هناك حسب الاصول وعلى اسم المضحي وترسل مقطعة إلى "تكية ام علي" التي تقوم بتوزيعها على المستفيدين على مدار العام، لا نريد استنساخ التجربة ولكن لنثبت انه بالامكان افضل مما كان.
- اعترف واقر ان هناك مصادر متنوعة للسلع خصوصا الملابس مثلا وبالامكان أن يكون هناك تفاوت سعر بين محل وأخر حسب النوعية، لكن لا يعقل أن يكون التفاوث اربعة اضعاف دون مبرر بالاساس، نتيجة لغياب الرقابة.
في مناحي حياتنا كافة بالامكان افضل مما كان ويوجد لدينا ما نفتخر به كثيرا كثيرا كثيرا.
salah@pcp.ps
تاريخ نشر المقال 12 تشرين الأول 2013

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...