التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عندما وضعنا الرقم الإحصائي الفلسطيني على الخارطة الدولية >>> بقلم: صلاح هنية

في القاعة الفارهة في مدينة رام الله تجمّعنا للاحتفاء بانضمام فلسطين إلى المعيار الدولي لنشر البيانات، وكان الجميع هناك بحشد كبير ضم: أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ووزراء، ووزراء سابقين، ورئيس هيئة مكافحة الفساد، والنائب العام، وممثلي الغرف التجارية الصناعية الزراعية، وأطر القطاع الخاص، وجمعية حماية المستهلك الفلسطيني، وأكاديميين وإعلاميين ومنتدى سيدات الأعمال وممثلي وزارات. شاهدنا فيلماً افتتح به الاحتفاء ردد فيه ما حفظه كل فلسطيني عن ظهر قلب (على هذه الأرض ما يستحق الحياة) رافقته صور للصناعة الفلسطينية ومعاصر الزيت وطلبة مدارس، ومن ثم ظهرت شخصيات تتحدث عن الإنجاز وتشير إلى أهمية الرقم الإحصائي الفلسطيني، وتأكيد أهمية الخروج بتصورات وإنجازات تتخطى الواقع الصعب الذي نعيش. استمعنا لخطاب الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء، وميزة الرجل دائماً أنه يضع الأمور في نصابها، فهو يفترض أن الحضور ليسوا مطلين على تفاصيل هذا الإنجاز، فيحدثنا بالتفصيل عن الحكاية وحجم الإنجاز، ولا بد أن يشكر ممثلي القوى والفصائل المشاركين، الأمر الذي عكس بنظره اهتماماً غير مسبوق. والدكتور فياض يترأس المجلس الاستشاري للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وهو المجلس الذي استمر بالعمل منذ أن اتخذ قراراً في الحكومة السابقة بتأسيس المجالس الاستشارية في جميع الوزارات، ولعل تفعيل مجلس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تعبير عن اهتمام شخصي من قبل الدكتور فياض الذي ينحاز للرقم الإحصائي بشكل كبير، وأكاد أجزم أن الرقم الإحصائي يكاد يكون نصيره القوي في عكس حجم وأهمية تدخلات حكومته في الشأن المالي والاقتصادي بصرف النظر عن التقييم والاختلافات في قراءة الرقم الإحصائي وأثر انعكاسات السياسة الاقتصادية والمالية عليه. لم تكن علا عوض رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أقل انجذاباً لهذا الإنجاز، ولكن في حدود نطاق صلاحيات ومسؤوليات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، رغم تركيزها على الشركاء ودورهم في سلطة النقد الفلسطينية، وبورصة فلسطين، ووزارة الحكم المحلي، ضمن نطاق الفريق الوطني الذي عمل للانضمام للمعيار. تعلمت شخصياً من هذا النشاط خصوصاً بعد أن أشارت الزميلة الأميركية الناشطة في قطاع المياه (سوزان) إلى ضرورة أن يكون هدف أي نشاط ينظم في فلسطين تعليمياً وتوعوياً، خصوصاً بعد نقاش طويل بيني وبينها حول حملة شعبية للمطالبة بالكف عن العمل بنظام عدادات الدفع المسبق في المياه كون المياه أصلاً شحيحةً وبالتالي الدفع المسبق سيدفع المواطن إلى أن يصبح أكثر شحاً على نفسه كونه يدفع ثمن مياه غير مضمونة الوصول أصلاً، فنصحتني بأن يكون الاحتجاج تعليمياً توعوياً بمعنى أن نقول للناس ما هو الموضوع، وأن نجعل أشخاصاً يتقمصون شخصيات محببة للناس ويخاطبونهم مع توزيع النشرات الاحتجاجية على الأمر. نعم، تعلمت من هذا النشاط أهمية أن تلتحق فلسطين من خلال انضمامها للمعيار الدولي لنشر البيانات بسبعين دولة، من بينها أربع دول عربية فقط، من الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي، والبالغة عضويته ما يزيد على مائة وتسعين دولة. نعم، تعلمت من هذا النشاط أن فريقاً وطنياً مؤهلاً لا ينتظر ترقيات ولا مكافآت ولا أعطيات بل كان همه أن يضع فلسطين على الخارطة إحصائياً، وأن من يحصل على المكافآت ليس أفضل بأي شكل من الأشكال من فريق وطني كفؤ وفعال. نعم، تعلمت أنه كان بإمكاننا أن نحتفل بهذا الإنجاز في قاعة تتوافق مع سياسة ترشيد النفقات المعلنة من الحكومة بصرف النظر عن إن كان التمويل من جهة مانحة أو من ميزانية الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أو من غيرها، لماذا لم نحتفل بقاعة إحدى المدارس الحكومية أو في قاعة إحدى كليات فلسطين التقنية الحكومية، أو في جامعة من الجامعات، عذراً ليس من باب المزايدة ولكن من باب الالتزام بترشيد النفقات المعلنة. تعلمت من هذا النشاط أن الجميع بجب أن يكون عنصراً فاعلاً في مسيرة البناء والتنمية والنهضة ولا يجوز أن يكون في موقع أو مهمة تستدعي منه أن يكون كذلك فيتحول إلى معطل على قاعدة الروتين والدراسة بدقة متناهية للتفاصيل التي قد تأخذ ستة أشهر أخرى. والمساهمة لا يقف أمامها عائق الموقع الوظيفي أو الوصف الوظيفي، فالوطن وبناؤه مهمتنا جميعاً كفلسطينيين، وهي مهمة أكثر قدسية في رقبة كل موظف حكومي. تعلمت من هذا النشاط أن هناك شيئاً في الوطن يقع.. نُنتج من خلاله طحناً دون جعجعة، وما أكثر الجعجعة في الوطن دون طحن. مبارك لفلسطين... نحو إنجاز جديد...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...