التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عنزة ولو طارت >>> بقلم: صلاح هنية

الاجتماع لأجل الاجتماع استراتيجية فلسطينية جديدة، لم يعد مهما جدول الأعمال، ولا الاستخلاصات والاستنتاجات، ولا توزيع المهام والادوار، بل الأهم والمهم الاجتماع لأجل الاجتماع، وما يرافقه من مظاهر ومرفقات تظهر الاجتماع على جرجة عالية من الأهمية بغض النظر عن المحتوى.
الرؤية واحدة الاجتماع لأجل الاجتماع بغض النظر عن من هم المجتمعين، وهنا يقع الفرق الشكلي حيث تجد بعض المشاركين يملؤون هواء الاجتماع كلمات بالانجليزية لأعطاءه نكهة خاصة كما يعتقدون رغم انه ليس اجتماعا علميا تقنيا يحتاج لمصطلحات طبية أو فيزيائية مثلا، فيجاري بقية الربع الاجواء ويتحفون الاجتماع بعض الكلمات الانجليزية الركيكة غير المناسبة للنص لكي يظهروا في المستوى والجو، ترسيخا لقاعدة الاجتماع هدفه الاجتماع ليس الا.
ومن الأهمية بمكان أن يدخل على الخط في الاجتماع بعض المجموعات التي تبدو بداية متذمرة ممتعضة فتظن انك وجدت من يشاطرك الرأي فتسند ظهرك بهم ولكن تكتشف في النهاية انهم يعربون المصطلح مع الاحتفاظ بجذره المفرنج وهذه المرة تكون ( فقرة إعلانية) نمط جديد في الاجتماعات من أجل الاجتماعات، الفقرة الاعلانية تحتاج إلى مقدمة طويلة مع المصطلحات ومن ثم الاعلان عن وجود خبراء من الاقربين وغيره فينظرون حولهم فيعدلون جلستهم ( يعني ممكن نضغط بسعر خاص أو بداية تبرع).
وتتجلى المصيبة في الاجتماعات من أجل الاجتماعات في جماعة ( عنزة ولو طارت ) وهؤلاء يسعون من أجل أن ينقل شخصا من المشاركين في الاجتماع لمسؤولهم انهم ( شقفة واحدة) بالتالي هم خير من يمثل من اوفدهم، وباختصار شديد هؤلاء عناصر تدمير سواء كان الاجتماع لأجل الاجتماع أو كان الأمر فض مجالس، وتكتشف في النهاية ان كل الوسائل العلمية للتفكير والتوضيح والتبسيط لا تصلح مع جماعة عنزة ولو طارت، ومسكين المسؤول الأول الذي اوفد وفده ولكنني اجزم انه يستطيع أن يخرج نفسه من الحرج في النهاية.
ارفق بالناس المضطرين للمجاملة خصوصا عندما يكون الاجتماع مستضافا عندهم، أو الذين يضطرون لقيادة اجتماع وتتجلى الحالة وخصوصا استخدام الكلمات الانجليزية لنخرج بلا نتيجة لا بالعربية ولا بالانجليزية، والماساة عندما تتحول المجاملة إلى عادة ونهج وبالتالي تفقد قيادة الاجتماع هدفها الأساسي من باب العادة والادمان على المجاملة.
يا جماعة الخير فقعت معي وما عدت قادر ....
تكرار ممل كما كان التلفاز ممل في عصر ما قبل الفضائيات عندما يكرر بصورة وعظية ( ابنائنا اكبادنا تمشي على الأرض) واليوم يتكرر الأمر بالانجليزية اكثر منه بالعربية، وكأننا نبيع المجتمع فضلا اننا انجبنا وارسلناهم إلى المدارس واشركناهم في هذا النادي او ذاك ونبيع العالم فضلا اننا نقتادهم صباحا إلى المدرسة وعصرا إلى النادي ومساء إلى اصدقائهم.
ونبيع العملية التعليمية – التعلمية فضلا بحيث نتأكد مرارا وتكرارا هل الاستاذ أم المعلمة مؤهل للتدريس ما هو تخصصه، خصوصا أذا كنا كأولياء أمور ذوي نفوذ اقتصادي بالتالي يجب أن نمنح انفسنا فسحة اسبوع في العام الدراسي لنفهم الإدارة التربوية اننا هنا مش بس حياتنا (بزنس) برضوا بنهتم باطفالنا فنهب هبة رجل واحد ومن ثم تعود الأمور لطبيعتها دون الالتفات للأثار النفسية التي خلفناها عندما اردنا أن نقول ( نحن هنا ) بمنطق البزنس لا بمنطق تعزيز العملية التعليمية التعلمية.
الأخطر من هذا وذاك اولئك الممثلين لمن فوضهم للمشاركة في اجتماع من أجل الاجتماع يا سلام لما يركبوا عقلهم وبدهم يعطلوا فوق ما هي الأمور معطلة وخربان حالها ومالها، وفي النهاية بضيع الموضوع الجوهري وبنصير ندق رأسنا في الحيط.
والأجمل أن تستمع إلى جماعة عنزة ولو طارت عندما يقدموا تقريرهم لمسؤولهم الأول، قال بتعرف انا عرفت انوا الاجتماع فارط فرحت المرة عشان القنهم درس رغم انني متغيب دائما ما هو بتعرف غارق في الشغل لراسي، بس حطيت النقاط على الحروف وقلت يا رئيسي في العمل هو اللي بفتتح وبختم يا أما ( اذا مش لاعب خريب)، فيدق المسؤول الأول على كتفه ويقول له سر ونحن معك، انا اروح عشان اسمع لفلان وعلان وابقى قاعد من غير دور غير (ميسر).
وذات الوضع يحصل عندما يشد ولي الأمر على كتف ابنه ويقول له ذبحتهم ذبح في اللقاء التربوي اليوم رغم انو يا بابا تركت مليون قضية عمل مهمة وحفلات استقبال ومتابعة اسعار الاسهم، بس زبطتلك الوضع تمام، وهددت بدنا اساتذة من المريخ بس شرط يتوافقوا معك يا بابا.
على شاطئ المقهى الشعبي جلست متذمرا .....
الجميع تعاطف معي وقال ( هيك البلد)...
قلت لأ مش هيك البلد بس أحنا خليناها هيك بسلبيتنا بحيادنا بعدم وضع ايادينا على الجرح .....
تركنا الانقسام ينهش في الوطن وكل جعل لنفسه مربعا من هذا الوطن يخرقه كما شاء ذاك تحت شعار الاستقلالية، وذاك تحت شعار البزنس، وذاك تحت شعار القدس اولا، وذااك تحت شعار جودة المنتجات الإسرائيلية وافضليتها على كل ما هو عربي، وذاك تحت شعار استخدام الكلمات الانجليزية، وذاك تحت شعار التدريب والتأهيل والخبراء.
الجمع فورا بات مشاركا لي في الهم ....
قلت انا مش مصلح ولا رجل تغيير بس انا واحد من البشر اللي بدها تعيش حياة طبيعية دون هذه التعقيدات الفارطة.
يا أخي اذا كيف نوصل اولادنا على المدرسة لازم ادارة المدرسة تعمل كل شيء عنا، أذا بدنا نصف سيارتنا على الدوار في وسط المدينة لازم الشرطي يهئ الاجواء لحضرتنا عشان نتوقف، واذا بدنا نصلي الجمعة لازم يكون ممكن أن نوقف سيارتنا اين ما تيسر ذلك وما حد يعترض بدنا نصلي، واذا قاطعنا حد خلال الحديث معلش ما هو انا اهم.
يا جماعة الخير شفت على تلفزيون فلسطين برنامج رسوم متحركة ( بنحبك يا بلدنا ) شيء حلو بحكي عن حال البلاد والعباد وانجاز المعاملات والتعامل مع المؤسسات والمرور والنظام والنظافة، يا ريت يصير شعارنا وتصرفاتنا ( بنحبك يا بلدنا )
ياجماعة الحب مفتاح مهم في الحياة مش بس مع المرآة رغم انو اساسي بالنسبة لي شخصيا، بس حب شجرة الزيتون، حب الارض، حب الاطفال، حب الابداع جميعها اشياء مهمة ومفتاح حتى نعيش حياة أفضل أحسن أبسط دون تقليد وتقمص شخصيات ليست منا.
salahhanieh@maktoob.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...