التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عالشارة التقينا عالشارة نحو تقديم العام على الخاص ... بقلم:صلاح هنية





ما يثير استغرابي في الوطن أننا بتنا بحاجة لمتابعة كل صغيرة وكبيرة بصورة تستهلك من وقتنا وجهدنا، وكأن هناك اناس على أرض الوطن لا شأن لهم يغنيهم الا تعكير صفو حياتنا اليومية، منذ شهر تقريبا باشرت وزارة الأشغال العامة والإسكان ضمن مشروع اعرف وطنك الذي يتم بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرور ووزارة النقل والمواصلات بتركيب أشارات ارشادية تعرف باسماء المدن والقرى والمسافات المتبقية لوصول تلك القرية وتلك المدينة، البداية كانت في محافظة رام الله والبيرة بالمباشرة بتركيب ما يقارب من 450 أشارة إرشادية، المواطن / ة المنتمي الذي يشعر بالفرح لي أنجاز على الأرض كان ايجابيا وقدر الأمر حق قدره.

المفاجأة في الموضوع ( ورغم العوائق من قبل الاحتلال) أننا بتنا نتعاطى مع فئة سلبية تكره اي انجاز هي فئة الذين يعتدون على هذه الاشارات بالسرقة او التخريب ليس لسبب بعينه بل لممارسة عادة سيئة باتت نتاج طبيعي للحالة العامة وعنوانها عدم لعب الأطر الدور المركزي لمسؤولياتها سواء الأسرة أو المؤسسة التربوية أو المكتبات العامة أو الاندية الشبابية، وبات الكتاب والقراءة والنقاش العائلي للقضايا المفصلية ورسالة التربية في داخل حرم المدرسة بعيدة عن واقع الحياة المعاش يوميا وهدفا لرفع مستوى الذوق العام في الحياة.
أشارات ارشادية ملك عام تتعرض للسرقة والتخريب بعد طول عناء من وضع المواصفات الفنية وتحضير وثائق العطاء وتحصيل أذن بادخالها إلى ارض الوطن هي والاعمدة الحديدة التي تثبت عليها، والثبات على موقف شمولها لجميع القرى والمدن في كافة المحافظات رغم العوائق التي توضع امام المشروع على قاعدة التقسيم الاحتلالي للأرض الفلسطينية (أ ب ج) وتحصيل التمويل للمشروع .
هل نحن حقا مطالبين بحملة توعية إعلانية وأعلامية وتلفزيونية ونقاشية من أجل حماية هذه الاشارات الارشادية؟
لماذا بتنا بحاجة للتوعية في مثل تلك الأمور؟
في الوقت الذي كان فيه جيلنا ونحن في أعمار من يقومون بهذه الأعمال التدميرية اليوم نتنقل من قرية إلى مخيم إلى مدينة إلى حديقة عامة في مدينة نابلس واخرى في طولكرم لزراعة أشجار وتخضير الطرق والساحات، ونستبسل في الحفاظ عليها ونفاخر أننا نقف خلف هذا المشروع الحضاري في السبعينات، كنت اتوجه إلى مدير مدرستي رحمه الله طالبا الأذن بالمغادرة قبل الحصة الأخيرة من دوام يوم الخميس المقلص متوجها إلى جنين مع مجموعة من ابناء جيلي في الصف التاسع الأساسي (الثالث الاعدادي في ذلك الوقت) للقاء رئيس البلدية آن ذاك للطلب منه افتتاح مكتبة للأطفال في مكتبة البلدية العامة وخضنا نقاشا طويلا وقدمنا انفسنا كنموذج من انتاج مكتبة الاطفال في مكتبة بلدية البيرة العامة، كنا في تلك الفترة نواة للأعمار والنهضة ولم يخطر على بالنا لحظة أن نكون ايدي تقطع شجرة أو تخرب أشارة مرورية.

المؤسف أن تلك السلبية لا تتوقف عند هذا الحد في التعاطي مع الشارات الارشادية والمرورية والأشارات الضوئية والأشجار ووسائل النقل العام بل تصل إلى ما هو ابعد من ذلك حيث تسيطر السلبية في التعاطي مع مسائل مثل تشجيع المنتجات الفلسطينية ومنحها الأفضلية بحيث يصبح موضوعا للتندر وأدراج قائمة طويلة من عدم الجدوى، وتصل الأمور درجة التشكيك بجدوى العمل الاجتماعي والثقافي والشبابي.

قبل أيام قرأت خبرا حول (مشروع فلسطين خضراء) وقبل ذلك بكثير قرأت عن مبادرات للقطاع الخاص الفلسطيني عبر عديد شركاته بتشجير مدن وتخضير ميادين في وسط مدن، ولكننا اليوم نبحث بالمندل عن أثر لتلك الاشجار التي فاخر القطاع الخاص الفلسطيني مشكورا ومأجورا على ما قام به.

في ذكرى رحيل القائد الرمز ياسر عرفات الخامسة كانت المقاطع للقطات التلفزيونية تجد أن القائد الراحل كان دائما يزرع شجرة أو يزيح الستار عن مشروع جزء مهم منه يتعلق بالأرض والبيئة والتخضير، ولا ذلت أذكر قرار القائد الراحل في العام 1997 بتجميل مدينة غزة وإعادة طلاء المحلات التجارية بلون موحد كان اللون على ما أذكر آن ذاك الابيض والأزرق. ترى ما الذي حل بمشاريع التخضير في الوطن ولماذا لا نرعى شجرة قد نستظل بظلها يوما ونحن على عكازة ومتقاعدين.
المطلوب بالمجمل:
إعادة تقييم للعملية التربوية التعليمية في فلسطين وتفعيل دورها في إادة تشكيل وعي وانتماء الجيل الناشئ بصورة ترتبط بأولويات وتصورات وفلسفة خطة التنمية الفلسطينية.
أن تلعب الأطر دورا فاعلا في التوجيه وتنمية الذوق العام وتقديم العام على الخاص.

salahhanieh@maktoob.com
aya2abd.blogspot.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...