التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مقالات السلامة والآمان للمستهلك عودة على بدء ..............صلاح هنية


23 أيار 2015
تحضر في كل يوم قضية تمس حقوق المستهلك وتغيب إجراءات الحماية بصورة واضحة، تتابع جمعية حماية المستهلك وترصد مجمل هذه القضايا وتمارس اساليب الضغط والمناصرة والتأثير وتحشد الطاقات لتنظيم الاحتجاجات حسب القضية، ولكن الإجراءات للحماية تبقى غير قادرة على توفير الحماية المضمونة عالميا وعربيا وحتى في قانون حماية المستهلك رقم 21 لعام 2005.

لا يجوز ان تتحول قضايا المس بحقوق المستهلك من الغش التجاري الى الاغذية الفاسدة الى عدادات المياه للدفع المسبق الى عدم اشهار الاسعار الى تفاوت سعر السلع المستوردة ارتفاعا في السوق الفلسطيني وانخفاض ذات السلع في اسواق الجوار، لتصبح ككرة الثلج التي تتدحرج لتكبر ولا يعود لنا بها طائل لتصغيرها وفكفكة اثارها السلبية على المجتمع الفلسطيني وحقوق المستهلك فيه.
 حتى أن المواطن بات يخطط للسفر للاردن لابتياع حليب بودرة بجودة عالمية بسعر اقل من نصف سعره في السوق الفلسطينية، وعلى هذا ليتم القياس من الحليب الى المنظفات الى المعلبات الى الحبوب والشكولاته.
 ورغم رغبتنا ان تكون فلسطين خالية من التدخين الا اننا نستغرب ان يكون سعر التبغ والمعسل والتمباك اقل من نصف السعر في سوقنا  عنه في جمهورية مصر العربية وفي الاردن، وتدقق لتجد ان 90% مكونات السعر هي جمارك على التبغ والمعسل والتمباك، فعند رفع سعر التمباك لعشرين شيكلا تجد ان قيمة الجمارك تشكل 95% من مكونات السعر.
منذ تأسيس جمعية حماية المستهلك في اواخر العام 2009 ونحن نتحدث عن آليات لحماية حقوق المستهلك الا أننا ما زلنا لغاية اليوم نعيد اختراع العجلة وتكرار ما قيل ويقال على مدار سنوات، ليس بالامكان افضل مما كان، وان جرت المحاولة لتغير الصورة النمطية عن وزارة الاقتصاد الوطني فانها تخرج ببيان ناري مفاده ان هناك عشرات الشركات المتهربة ضريبيا وتهرب صوب القدس المحتلة ولا نستطيع معها حراكا حيث يفتقد هذا البيان لابسط قواعد الاحتراف في العمل لعاملين


 الاول، ان هذا البيان يظهر الوزارات والهيئات الحكومية وكأنها عاجزة عن الضبط وفي ذات الوقت يوجد لديها تصور ان هناك من هو فوق القانون بمجرد ذهابه صوب القدس المحتلة.
الثاني، يبدو ان الهدف من البيان الحديث عن قضية مثارة اصلا ومحاولة لايعادها عن مسؤولية الوزارة ذاتها من خلال الاعلان اننا لا نستطيع فعل شئ مع هؤلاء.
وتزداد الامور تعقيدا عندما تقام الدنيا ولا تقعد لضبط لبنة إسرائيلية غير مطابقة للمواصفة الفلسطينية، وضبط دهانات إسرائيلية غير معربة، وضبط سلطات إسرائيلية ايضا غير مطابقة للمواصفة، وعمليا هذه السلطات والدهانات واللبنة تباع في سوقنا منذ سنوات طويلة وكانت تمام التمام، اذن اين عوامل السلامة والامان للمستهلك باثر رجعي واذا كان هناك مريضا اصيب بمرض هناك تأثير لهذه السلع على حالته ولو بنسبة ضئيلة من يتحمل سلامته.
ونحن على ابواب شهر رمضان المبارك، حيث ترتفع فيه حالات المس الواضح بحقوق المستهلك نؤكد على ضرورة القضايا التالية:
اولا: ندعو حكومة التوافق الوطني بكامل مكوناتها إلى شحذ همتها لتوفير السلامة والآمان للمستهلك من خلال انفاذ القانون وزيادة اعداد فرق الرقابة في المحافظات كافة، والتشدد مع تسويق منتجات غير سليمة في السوق الفلسطيني
ثانيا: ندعو وزارة الاقتصاد الوطني للابتعاد عن البهرجة الاعلامية واصدار البيانات التي تشير إلى عدم القدرة على وضع حد للمس بسلامة المستهلك، خصوصا انه لم يتم الاعلان عن الجهات التي تمس حقوقنا كما يحدث مع وزير الصحة اللبناني ومع وزارة التجارة والصناعة الاردنية.
ثالثا: ندعو الحكومة الى الاعلان عن هيئة حكومية مستقلة لحماية المستهلك تكون تحت مظلتها فرق الرقابة والضبط والتفتيش، اسوة بعدد الادارات العامة في وزارة الاقتصاد الوطني والزراعة التي تتعامل بشكل كامل مع القطاع الخاص على اختلاف تخصصاته .
رابعا: المطلوب التشدد بحماية المزارع الفلسطيني خصوصا في المواسم المختلفة مثل البطيخ والجزر والبطاطا بحيث لا يتاح المنافسة غير العادلة من خلال التعريب وتسويق منتجات دون تصاريح زراعية.
وتبقى قضايا المستهلك الفلسطيني محورية واساسية وقد قطعت دولا عربية مجاورة شوطا بعيدا في حماية حقوق المستهلك، وتبقى الخطوة القادمة اثبات الوزارات الرسمية قدرتها على حماية حقوق المستهلك.

aya2abd@yahoo.com
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

د. اشتية يصادق على إحالة ثلاث عطاءات لإنشاء مدارس في يعبد وبيت سوريك وشمال الخليل

صادق الدكتور محمد اشتية وزير الأشغال العامة والإسكان على إحالة ثلاثة عطاءات على المقاولين لمباشرة الأعمال فيها وذلك لإنشاء مدارس بتكلفة بلغت 2 مليون و470 ألف دولار. ووافق الوزير اشتية على إحالة عطاءات لإنشاء ثلاثة مدارس الأول هو إنشاء مدرسة يعبد الثانوية للبنين في جنين بتكلفة 997 ألف دولار بتمويل من وزارة المالية، والثاني هو مشروع إنشاء مدرسة بيت سوريك الأساسية للبنات في الرام بتكلفة 765 ألف دولار مولها المصرف العربي للتنمية-أفريقيا والثالث هو إنشاء مدرسة الدوارة الثانوية للبنين في الخليل بتكلفة مقدارها 765 ألف دولار بتمويل من المصرف العربي للتنمية-أفريقيا. وأشار د. اشتية إلى بناء المدارس ينبع من حرص الوزارة على خلق ظروف تعليمية أفضل للطلبة حيث قال: "يأتي اهتمامنا بالتعليم في فلسطين كونه يعتبر رافعة للفقر ووسيلة لجسر الهوة بين التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الفلسطيني وأداة للنهوض الاقتصادي وهو إثبات للهوية لأنه أداة لمواجهة المشروع الهادف إلى محو الكينونة الفلسطينية". وأضاف: "كل هذه العوامل تجعلنا مصممين على إنشاء المدارس وترسيخ الوعي بأهمية التعليم ودوره ف...

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

لقدس ........ما بين أعلامها ومكانها ورؤى فلسطينية ... بقلم: صلاح هنية

القدس معركة يسعى الاحتلال جاهدا إلى حسمها ولكنه لم يتمكن لغاية هذه اللحظة من حسما كليا ؟؟؟؟؟ مقبلات بداية الزيارة إلى القدس بعد عامين من الغياب القصري، عامان تغيب خلالهما عن أي مكان في العالم وتعود إليه قد تجد أن تقدما ما قد وقع، لكن القدس أمر مختلف جذريا؛ فهي تتغير ولكن بشكل خطير ومقلق على المستوى السياسي والوطني والاجتماعي والاقتصادي والعاطفي والوجداني والأخلاقي. القدس اليوم ليست مثلما كانت قبل عامين، وهي لم تكن قبل عامين مثلما كانت عليه قبل عامين مضيا على ذلك التاريخ. باختصار ما يقع في القدس اليوم هو تسارع محموم باتجاه محو تراث وتاريخ وحضور إنساني واسع وذكريات وأماكن وقصره بأدوات غير شرعية على ما يريده المحتّل وتغييب كل الشواهد الباقية عبر الدهر. وهذا التغيير واضح أنه عشوائي تدميري فقط لأظهار عناصر القوة أن الاحتلال يستطيع. فالقطار الخفيف ليس هدفا تنمويا ولا تطويريا ولا يحزنون، بل هو أعلان أن بلدوزرات الاحتلال من طراز كتربلير تضرب الأرض تحت أقدامنا لتقول أننا هنا قوة احتلالية تغير كما تشاء. ...