التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحل "عنا" فهل نُحسن صنعا؟ بقلم : صلاح هنية


انقضى عيد الاضحى المبارك بعد أن اجتهد الفلسطينيون أن يصنعوا الفرح ويصنعوا الأمل، وبدأت أفواج الحجاج بالعودة إلى الوطن بعد اداء فريضة الحج، وبدأنا بنثر حالة من الأمل بعد أن تصافت النفوس من خلال تبادل زيارات العيد والسلام على بعضنا البعض في الطرقات وفي أماكن التجمعات التي التقينا فيها، تعلمنا معا من خلال الممارسة أن الناس للناس والجار للجار وزميل العمل فيه جوانب خير.
انقضى عيد الاضحى وخرجت انا شخصيا بنتيجة مفادها أن "الحل عنا" ولا يجوز أن نظل ننتظره من مكان أخر أو جهة أخرى، وهذا ليس تنظيرا فارغا بل واقعا ملموسا.
الاضحية سنة مؤكدة ولا أريد الخوض في تفاصيل البعد الديني للموضوع، لكن "الحل عنا" .لماذا ضحينا في الشوارع وعلى الارصفة وأمام ابواب المحلات وتركنا بقع الدم هناك بصورة تضر بالبيئة والصحة العامة، قلنا منذ اليوم الأول بما أن نظريتي "الحل عنا" أن بتم هذا الأمر في المسالخ تحت إشراف بيطري كما يحدث في مكة المكرمة تحديدا حيث تدفع مبلغا من المال للهدي ويتم ذبحه والانتفاع به، وكما حدث هذا العام في الاردن حيث شاهدت على قناة رؤيا الفضائية تقريرا عن عملية الذبح تتم في منطقة مخصصة لذلك على طريق المطار.
بما أن نظريتي هي "الحل عنا" والموضوع لا يتعلق بتقسيم الاراضي الفلسطينية إلى "أ ب ج" ولا علاقة للاحتلال فيه، السؤال اين هو دور وزارة الصحة في هذه المخالفة، اين يقع دور وزارة الزراعة من خلال قسم البيطرة الذي يجب أن يتدخل في جزء من المسألة، أين يقع دور البلديات واقسام الصحة والبيئة فيها، ان تنازل كل هؤلاء عن دورهم أدى إلى تحول شارع القدس الرئيسي ومنطقة البالوع في البيرة ومنطقة المنارة في رام الله وكفر عقب وسميراميس والرام إلى مسالخ دون مراعاة للشروط الصحية والبيئية والبيطرية.


بما أن نظريتي هي "الحل عنا" لماذا ارتضى وكلاء وزارات ومديرون عامون ورؤساء سلطات واساتذة جامعات واعضاء مجالس بلدية أن يذبحوا الاضحية في الشارع، لماذا لم يصروا على الذبح في المسالخ؟، لماذا لم يصروا على الذبح في أماكن مخصصة لذلك صحية وصديقة للبيئة؟ لماذا استخفوا بمناشدة جمعية حماية المستهلك الفلسطيني للجهات المسؤولة كافة بالذبح في المسالخ وفي أماكن مخصصة لذلك؟.
"الحل عنا"
لا امتلك حساسية ولا ضيق أفق تجاه ممارسة حالة الفرح وصناعة الأمل، بل أحب أن أكون جزءا منها وشريكا فيها ومحفزا لها، وبما أن "الحل عنا" اذا نستطيع أن نصنع الفرح في "حي رفيديا" في نابلس ولكن دون أن نصرخ بصوت مؤذ ونحن شلة شباب نسير معا في هذا الحي، ولكن دون أن نصطف اصطفافا مزدوجا نعطل السير ونخلق أزمة، نستطيع أن نفرح في رفيديا وفي شارع تونس وفي شارع القدس في مدينة نابلس وفي المنارة وميدان الشهيد ياسر عرفات وفي شارع فلسطين في مدينتي رام الله والبيرة دون أن نسبب ازعاجا ونستطيع أن نذهب صوب المطاعم والمقاهي التي لا تمتلك مواقف لها دون أن نسبب ارباكا.
بما أن " الحل عنا " تعالوا نبتكر الحل معا ونضع الكل أمام مسؤوليته ونبدأ من حيث تعديل السلوك الفردي ونؤثر على السلوك الجمعي لنصنع الفرق بما أن الموضوع ليس خارجا عن ارادتنا وطاقتنا وأمكانياتنا.
"الحل عنا"
عدادات المياه مسبقة الدفع منافية للقانون الدولي الإنساني والاعلان العالمي لحقوق الإنسان ومنافية ل "المياه حق إنساني أصيل لا يجوز المس به من حيث تقليل الكميات أو اتخاذ تدابير تمس بأمكانية الوصول بحرية لمصادر المياه" ,وبالتالي فأن التدابير اللازمة لتحسين التحصيل الذي هو هدف اساسي للحكومة ولدائرة مياه الضفة الغربية لا ترتبط بأي شكل من الأشكال مع عدادات الدفع المسبق في المياه في الوقت الذي لا نتحكم بمصادرنا المائية ولا بكميات ضخها ولا بأوقات ضخها ،بالتالي هل يكون التحكم الوحيد هو المواطن وجيبه الخاوية بحيث يدفع مقابل عدم ضخ وتذبذب عمليات الضخ للمياه.
الموضوع بأيدينا على قاعدة الخروج من دائرة الجباية باتجاه ابداع وسائل تركز على جودة الخدمة والوسائل العصرية للتحصيل والوسائل العصرية لمحاربة ونبذ ثقافة عدم الدفع.
"الحل عنا"
شكرا لفضائية فلسطين التي عرضت علينا ظهر امس الجمعة مسرحية محمد بكري "المتشائل" مقتبسة عن رواية اميل حبيبي عن الواقع الفلسطيني بديلا عن البرامج التي تخلق فينا حالة من الملل بعد انقضاء صلاة الجمعة وفي هذا الشتاء القادم.
شكرا لمزودي الانترنيت الذين لم يقطعوا عنا الخدمة خلال العيد رغم أن الفاتورة استحقت في اسبوع اجازة العيد ولم يكن بالامكان دفعها.
شكرا للاتصالات التي لم تقطع خدمة الهاتف الارضي عنا ولا الخلوي "جوال ووطنية" رغم أن الفاتورة استحقت في عطلة العيد.
شكرا لطواقم الدفاع المدني والاسعاف والطوارئ والمشافي الذين تواصلوا في العمل طيلة ايام العيد.
شكرا لطواقم الاعلام التي تواصلت عبر الاثير وفي التلفزيون والكترونيا خلال عطلة عيد الاضحى.
شكرا لإمام مسجدنا الذي استوصى بنا خيرا ورشح لنا خطيبا متميزا لصلاة عيد الاضحى المبارك والخطيب لم يشهر بأحد ولم يعيب على أحد، بل حدثنا عن أنفسنا عن حالنا عن تلمس موقعنا في الواقع المعاش والمستقبل المنشود.
تاريخ نشر المقال 19 تشرين الأول 2013

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...