غالباً
تظلم رام الله ويتغول في ظلمها من قبل جهات عدة ولا تجد من يدفع الظلم
عنها إلا إبداعاتها وتميزها في الشؤون الثقافية والفنية الإبداعية، ورام
الله ليست خيراً مطلقاً طبعاً.
كلما غضب أحد الفصائل من السلطة انقض على رام الله بتعبير غير موفق (سلطة رام الله)، وكلما التقى رب أسرة فتاة ليست على مقاس رؤياه قال هي من بنات رام الله، وكلما سدت سبل التوظيف في مدينة من المدن تصبح رام الله محوراً للحسد والشر المطلق، وإن وجدت علبة فول منتهية الصلاحية في رام الله تصبح قصة وقضية، وإن وجد طن من الأغذية الفاسدة في مدينة أخرى فالأمر طبيعي تلك ليست رام الله، وارتفاع الأسعار يساوي رام الله. المشكلة أن من يظلمون رام الله يأخذونها نموذجاً من حيث لا يشعرون (صحيح لا يوجد لدينا قصر للثقافة ولكن يوجد لدينا مسرح نستطيع أن نستقطب نشاطات ثقافية حتى يتم إنشاء قصر شبيه برام الله) وآخرون يلعنون مطاعم ومقاهي رام الله ولكنهم لا شعورياً (يسعون لافتتاح فرع لها في مدينتهم) وآخرون يدينون ليل رام الله ولكنهم يسرقون أنفسهم ويذهبون صوب رام الله وهم يمنحون أنفسهم شعوراً أنهم مارقو طريق وليس هدفهم هذا المكان أو ذاك. الأزمة أن عناصر المنافسة والميزة التنافسية التي تتمتع بها رام الله ليست ما يشيعون ولكن رام الله تمتاز بالمراكز الثقافية والشبابية ومركز الإعلام الفلسطيني ومراكز الأبحاث والدراسات، وهي مركز تعليمي من حيث مدارسها الخاصة التاريخية العريقة ومعاهدها التعليمية العليا التي احتضنت المئات من أبناء وبنات المدن الأخرى، وفيها مساحة واسعة من النقاشات وتبادل الأفكار وفيها من يعترض على انطلاق المفاوضات وفيها من يأخذ موقفاً وسطياً وفيها من يوافق بالمطلق، وفي رام الله صبايا يذهبن إلى مراكز اللياقة البدنية وحدهن، وفي رام الله عمارات شاهقة واستثمار عقاري. المشكلة أنك لا تجد كثيراً من المتحمسين لرفع الظلم عن رام الله تارة من منطلق أنها أكبر من أن يدافع عنها وتارة أنها أهل لتقديم ذاتها بشكل جميل دون تسويق ودعاية، وقد تكون تلك نقاط إيجابية أن (دعوا الفعل يعكس صورة رام الله)، في لحظات إيمانية بحيث لا تعرف اليد اليمنى ماذا تقدم اليسرى تحركت الصدقات وأموال الزكاة للفقراء وللجمعيات الخيرية في رام الله والبيرة، وفي حملات منظمة من أثرياء المدينة في الولايات المتحدة الأميركية تم تجنيد أموال لمؤسسات عريقة في رام الله والبيرة، في أيام العسرة انتصر أهل رام الله والبيرة لمؤسسات ناشئة ذات أهداف نبيلة فقدموا لها مقراً دون إيجار مجاناً. نعم ما زلنا في رام الله بحاجة لتطوير المنطقة الصناعية وإحداث نقلة نوعية فيها، وما زلنا بحاجة لتمويل الطريق الدائري للمدن الثلاث رام الله والبيرة وبيتونيا، وما زلنا بحاجة لإقامة المركز الوطني للمعارض، وما زلنا بحاجة لقفزة نوعية باتجاه البلدية الإلكترونية، وما زلت أشعر أنني مظلوم في حيي لأن شارع حارتنا لم يضأ بعد، وما زلنا ننتظر خصوصاً في ظل تداخل رام الله والبيرة ما زلنا بحاجة لتطوير سوق الخضار والفواكه التابع لبلدية البيرة وهو مركزي للمحافظة، ما زلنا بحاجة لجهد أكبر لتطوير مكتبة بلدية رام الله العامة وهي قائمة بقوة ولكنها بحاجة لتطوير أكبر. وعندما اتخذت الحكومة قراراً بتكثيف الجولات الميدانية لأعضائها في مختلف المحافظات ليكونوا أكثر قرباً من الناس وقضاياهم واحتياجاتهم غيبت رام الله عن خارطة هذه الجولات والزيارات على أساس أنهم يداومون في رام الله ولكن رام الله لديها الكثير من الاحتياجات التي باتت واضحة ومنظمة. ولن أستخدم هذه المساحة للانحياز لرام الله ولكنني طوال شهر رمضان وأيام العيد لم أسمع كلمة خير واحدة عن رام الله فباتت متهمة كمدينة وبت أنا متهماً لأنني أقطنها وكيف لا أدفع الأذى عنها، وانتقدها وقت ما لزم الأمر ذلك. |
20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...
تعليقات