في اوائل التسعينات كان لدينا تمرين مهم هو المفاوضات في واشنطن يوم كان الوفد الفلسطيني برئاسة المرحوم الدكتور حيدر عبد الشافي، وكان القطب المؤيد والمبارك للمفاوضات يودع الوفد بزفة حتى استراحة اريحا، ويستقبله بحفاوة أكبر في الاستراحة ومرة يستقله صوب المسرح الوطني في القدس لسعته ورحابة المكان، ومرات نحو بيت الشرق ليتم استقباله حيث مقره ومقر طواقمه الفنية، وبعد الاستقرار تبدأ اللقاءات الميدانية والجلسات المغلقة مع دائرة الثقة من القطب المؤيد.
كان عنوان الحديث لدى الفريق المفاوض ولدى القطب المؤيد يأتي عبر عبارة تاريخية خطها المرحوم فيصل الحسيني ( مصدر قوتنا اننا نستطيع ان نقول لا في اللحظة المناسبة ونقلب الطاولة ).
في الوطن كان هناك من هو محتج على المفاوضات كفكرة ووسيلة وكان هذا القطب ينشط مع كل جولة مفاوضات في واشنطن ويعلن رفضة ويتظاهر امام منازل اعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض.
كان عنوان الحديث لديهم أذا سؤولوا ما هو البديل عن المفاوضات ( لسنا نحن من يصنع البديل ويطرحه انتم انتم من تطرحونه ونحن معكم ).
الشيء بالشيء يذكر ... ما أن اطلق السيد الرئيس محمود عباس سؤاله الذي دعا خلال مقابلة متلفزة على قناة دريم ( الى اين؟) داعيا القيادة الفلسطينية والفصائلية والفتحاوية إلى البحث في هذا السؤال، الا واعتبر كل منهم نفسه برأسه خلية تفكير لوحده يستخرج النتائج والتوصيات والاستنتاجات، ويجند لديه شخصيا طاقما اعلاميا يطلق له الافكار والاستنتاجات أن جاز تسميتها كذلك، ونقفز على فضائية فلسطين من تحضير كعك عيد الاضحى المبارك ما بعد العيد بعشرة ايام إلى فقرة مغايرة مفادها الاجابة على السؤال الى اين؟ فنجد انفسنا لسنا بعارفين اين نحن اليوم.
وينقسم العرب عربين وهم اصلا منقسمون ويتوافقون على استعادة تمركز جديدة في حالة الانقسام ولكننا نسميها اليوم مصالحة.
ويعلن عن توجه لتشكيل حكومة كفاءات تكنوقراط تتوافق مع برنامج منظمة التحرير الفلسطينية والتزاماتها ولا تدخلنا في حصار جديد هذا كله في الذهن الفلسطيني تعريف لحكومة الكفاءات والتكنوقراط.
ونعود إلى الدوامة والمربع ذاته من جديد ونخلف وراءنا السؤال بلا جواب الى اين؟ لأننا جاهزون للحكومة ولسنا جاهزين للتفكير الاستراتيجي الى اين؟
الدوامة بدأت ....
من هو رئيس الوزراء القادم؟
من هو وزيرنا القدم؟
من هو خليفة الوزير الفلاني؟
هل سيعود الوزير السابق إلى موقعه؟
ماذا سيفعل الوزراء الحاليين بحياتهم؟
الدوامة تتواصل ...
ارمي اسمي وزيرا في المزاد وبرمي اسمك في المقابل أن ما صابت بتزبط في ترتيب مواز يترافق مع التشكيل الحكومي.
ارمي اسمي وكيلا للوزير الفلاني القادم من خلال سياسة طرح الاسماء.
لن يعود فلان وزيرا يا عمي خلص المرحلة تتطلب شيء جديد.
في ضوء هذه الدوامة ....
المواطن الفلسطيني لا زال يأمل بتحسن الوضع المعيشي وتحسن قدراته الشرائية وتحديد الحد الادنى للأجور. ولا زال يسأل الله تصريحا يؤهله لبلوغ الأقصى ليؤدي صلاة فيه. لا زال يحلم بصحن حمص في مطعم ( ابو طلال) في شارع عمر المختار في غزة وطبق سمك مشكل شهي.
لا زالت في ظل الدوامة تلك الأم تحلم بأن تحتضن ابنها الاسير المحرر الذي ابعد إلى غزة. لا زالت تلك السيدة تحلم بزيارة بيت العائلة في منطقة قلنديا التي حال بينها وبينه الجدار والحاجز. ولا زال ذلك المزارع يحمد الله كثيرا على أن موسم قطف الزيتون انقضى ولم يصب أحد من العائلة بأذى من قبل المستوطنين.
واختم بمقتبس احب ان اردده ( كنا في تشيع جثمان شهيد في البيرة اواسط انتفاضة الاقصى سئل صديقنا ( ابو محمود) الصديق ( سليم) ونحن نسير في الموكب قائلا ( إلى اين فكرك رايحين؟) فضحك واجاب بطريقته المعهودة ( إلى المقبرة؟) لم يكن الوضع يسمح لنا أن نضحك ولا أن نحلل ونعقب ).
خارج النص:
نجتهد لنصل موقع الاجتماع لمجلس إدارة جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في مدينة رام الله حيث نختار دائما ساعات العصر وتكون الازمة عالقة بشدة في المدينة، وما أن نصل مكان الاجتماع الا والجميع ينفجر معبرا عن هموم وواقع المستهلك بصدق جراء معاناة حقيقية في قلب المدينة، وعلى رأي ( وليد البطراوي ) لو كنت مسؤولا لذهبت قبل جلسة مجلس الوزراء إلى قلب المدينة وقرب مدرسة وفي محيط سوق خضار وفواكه رام الله والبيرة لعلي أكون أكثر حماسا عندما اصوت لصالح تعديل قانون ضريبة الدخل أو رفع رسوم الطابو وقبل أن اصر على اقتصاد السوق.
salah@pcp.ps
صادق الدكتور محمد اشتية وزير الأشغال العامة والإسكان على إحالة ثلاثة عطاءات على المقاولين لمباشرة الأعمال فيها وذلك لإنشاء مدارس بتكلفة بلغت 2 مليون و470 ألف دولار. ووافق الوزير اشتية على إحالة عطاءات لإنشاء ثلاثة مدارس الأول هو إنشاء مدرسة يعبد الثانوية للبنين في جنين بتكلفة 997 ألف دولار بتمويل من وزارة المالية، والثاني هو مشروع إنشاء مدرسة بيت سوريك الأساسية للبنات في الرام بتكلفة 765 ألف دولار مولها المصرف العربي للتنمية-أفريقيا والثالث هو إنشاء مدرسة الدوارة الثانوية للبنين في الخليل بتكلفة مقدارها 765 ألف دولار بتمويل من المصرف العربي للتنمية-أفريقيا. وأشار د. اشتية إلى بناء المدارس ينبع من حرص الوزارة على خلق ظروف تعليمية أفضل للطلبة حيث قال: "يأتي اهتمامنا بالتعليم في فلسطين كونه يعتبر رافعة للفقر ووسيلة لجسر الهوة بين التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الفلسطيني وأداة للنهوض الاقتصادي وهو إثبات للهوية لأنه أداة لمواجهة المشروع الهادف إلى محو الكينونة الفلسطينية". وأضاف: "كل هذه العوامل تجعلنا مصممين على إنشاء المدارس وترسيخ الوعي بأهمية التعليم ودوره ف...
تعليقات