التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخم المسجد في رمضان ليستمر بعد رمضان المبارك وهذا ما يجتهد فيه امامنا ( ابو صالح) جزاه الله كل خير. تابعت على فضائية فلسطين حلقة أخرى من مسلسل ( حضرة الغياب ) كان فيها الاديب الشهيد غسان كنفاني يستمع لراي فتاة في مقتبل العمر في كتاباته، وكان في الجهة الاخرى جلسة تضم محمود درويش ومعين بسيسو وراشد حسين وعبد الرحمن الابنودي حيث قرا الابنودي قصيدته الجديدة التي احبها كنفاني. التنوع في فلسطين حاضرا وماضيا ومستقبلا قائم وبقوة وسيظل حاضر بقوة، والتنوع ظل في خدمة المصلحة العليا للوطن والمواطن، والتنوع احيانا كان يقود لتنافر كنا نسميه احيانا ( مراهقة سياسية ). اذكر ايام جامعة بيرزيت حين كنا هناك كيف كان التنوع يخدم تميز الجامعة، وكيف اثرانا على المستوى الشخصي، وكيف كسر هذا التنوع جدارا تقليديا من العلاقة الرسمية بين الطالب واستاذه، وهذا ما يجعلني اتجرأ أن اقول اننا احتفظنا بصداقات نوعية مع اساتذتنا من رئيس الجامعة إلى عميد شؤون الطلبة إلى اساتذتنا بدرجة برفيسور إلى درجة استاذ مشارك. تعلمت في حياتي كيف احافظ على حالة التنوع ضمن ضوابط ليست تقليدية تزيد زخم هذا التنوع وتحفظه من كل سوء. ومن حقي أن ادعو أن يكون الجميع مبادرا للحفاظ على حالة التنوع ليرفد المجتمع الفلسطيني بكل ما هو ايجابي كل يدعم المسيرة بطاقاته على قاعدة احترام عقله ورؤيته وابداعاته وقدراته. لن نقبل ونحن نؤسس لمرحلة الدولة الفلسطينية بعد اتمام الجاهزية الوطنية لاقامة الدولة الفلسطينية أن تسرق منا هذه اللحظة لصالح حالة تركناها خلفنا قبل اتمام الجاهزية الوطنية، ولن نسمح أن تسرق منا لصالح من يريد أن يقفز فوقنا ويعطي نفسه الاحقية بأنه فوق القانون، بصراحة ووضوح تحدثنا الاسبوع الماضي عن ( فسخ الحمل الزائد وغير المفيد) حتى نذهب صوب استحقاق الدولة خفافا. لن نقبل أن يصبح هناك أكثر من رقيب على الاعمال الفنية والثقافية الابداعية في الوطن في الوقت الذي نتبنى اقتصاد السوق ونقول اننا لن نتدخل في تقيد وضع السوق في فلسطين ونفاخر بذلك، نترك الاسعار والجودة والاستيراد غير المنظم ولا نؤثر على القدرة التنافسية للاقتصادي الفلسطيني ايجابيا، ولكنتنا نقفز صوب مراقبة الابداع الفني والثقافي وتقيده. لست مدافعا عن (وطن على وتر) ولم يرق لي منذ بداية عرضه في شهر رمضان المبارك فقط لأن الاداء لم يكن كما كان سابقا، ونحن نكبر امتثال فضائية فلسطين لقرار النائب العام بوقف العرض وهذا نموذج يحتذى في الوقت الذي يسعى البعض لتصوير نفسه انه فوق القانون في الوطن. امنيتي أن تكون هذه المعالجة السريعة لعمل فني تتوازى مع معالجة سريعة لقضايا ضبط اغذية فاسدة وأدوية مضرة بالصحة وتحقيق عبرة في الوطن أن هناك معالجة حقيقية لهؤلاء، اتمنى أن يتخذ قرار قضائي بحق مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية على مستوى مجلس إدارتها الذين لا يبذلون الجهد الكاف من أجل تفعيل وتطوير معايير الجودة العالمية وتتعطل لديهم مشاريع كبرى من مانحين. عذرا قد اوصف بالاقلام المأجورة والصفراء وغيره ولكن ما ينطبق على العمل الابداعي الفني والثقافي يجب أن ينطبق على معايير ضبط السوق وحماية حقوق المستهلك ومراعاة معايير الجودة والتوصيف والمعايير الفنية الالزامية وتهيئة مناخ الاستثمار وديمومة المشاريع الاستثمارية القائمة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

د. اشتية يصادق على إحالة ثلاث عطاءات لإنشاء مدارس في يعبد وبيت سوريك وشمال الخليل

صادق الدكتور محمد اشتية وزير الأشغال العامة والإسكان على إحالة ثلاثة عطاءات على المقاولين لمباشرة الأعمال فيها وذلك لإنشاء مدارس بتكلفة بلغت 2 مليون و470 ألف دولار. ووافق الوزير اشتية على إحالة عطاءات لإنشاء ثلاثة مدارس الأول هو إنشاء مدرسة يعبد الثانوية للبنين في جنين بتكلفة 997 ألف دولار بتمويل من وزارة المالية، والثاني هو مشروع إنشاء مدرسة بيت سوريك الأساسية للبنات في الرام بتكلفة 765 ألف دولار مولها المصرف العربي للتنمية-أفريقيا والثالث هو إنشاء مدرسة الدوارة الثانوية للبنين في الخليل بتكلفة مقدارها 765 ألف دولار بتمويل من المصرف العربي للتنمية-أفريقيا. وأشار د. اشتية إلى بناء المدارس ينبع من حرص الوزارة على خلق ظروف تعليمية أفضل للطلبة حيث قال: "يأتي اهتمامنا بالتعليم في فلسطين كونه يعتبر رافعة للفقر ووسيلة لجسر الهوة بين التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الفلسطيني وأداة للنهوض الاقتصادي وهو إثبات للهوية لأنه أداة لمواجهة المشروع الهادف إلى محو الكينونة الفلسطينية". وأضاف: "كل هذه العوامل تجعلنا مصممين على إنشاء المدارس وترسيخ الوعي بأهمية التعليم ودوره ف...

لقدس ........ما بين أعلامها ومكانها ورؤى فلسطينية ... بقلم: صلاح هنية

القدس معركة يسعى الاحتلال جاهدا إلى حسمها ولكنه لم يتمكن لغاية هذه اللحظة من حسما كليا ؟؟؟؟؟ مقبلات بداية الزيارة إلى القدس بعد عامين من الغياب القصري، عامان تغيب خلالهما عن أي مكان في العالم وتعود إليه قد تجد أن تقدما ما قد وقع، لكن القدس أمر مختلف جذريا؛ فهي تتغير ولكن بشكل خطير ومقلق على المستوى السياسي والوطني والاجتماعي والاقتصادي والعاطفي والوجداني والأخلاقي. القدس اليوم ليست مثلما كانت قبل عامين، وهي لم تكن قبل عامين مثلما كانت عليه قبل عامين مضيا على ذلك التاريخ. باختصار ما يقع في القدس اليوم هو تسارع محموم باتجاه محو تراث وتاريخ وحضور إنساني واسع وذكريات وأماكن وقصره بأدوات غير شرعية على ما يريده المحتّل وتغييب كل الشواهد الباقية عبر الدهر. وهذا التغيير واضح أنه عشوائي تدميري فقط لأظهار عناصر القوة أن الاحتلال يستطيع. فالقطار الخفيف ليس هدفا تنمويا ولا تطويريا ولا يحزنون، بل هو أعلان أن بلدوزرات الاحتلال من طراز كتربلير تضرب الأرض تحت أقدامنا لتقول أننا هنا قوة احتلالية تغير كما تشاء. ...