ما أن تلج إلى قاعة الاحتفال الرئيسية للإعلان عن أطلاق اسبوع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فلسطين حتى تظن أنك في واحة ثرية بتكنولوجيا المعلومات وأن الوطن جميعه مربوط لاسلكي وترددات الاتصالات تزيد عن المطلوب ونورد جزء منها إلى دول أخرى، ما قيل في القاعة الرئيسية وما شهدناه في المعرض وما سمعناه على لسان الخبراء أكاد أجزم أن الواقع مختلف تماما.
الواقع يقول أن بريدي الإلكتروني مليء بالدعوات من عديد الجهات التربوية تدعونا كأولياء أمور إلى متابعة ومراقبة الابناء والبنات خلال استخدامهم ل (فيس بوك) وماذا يقولون وعن ماذا يتخاطبون .... الدعوات تقول إلى متابعة المواقع غير المرغوبة على الشبكة العنكبوتية وحماية الأطفال منها.
الواقع على مستوى عديد الدول يتحدث عن واقع مختلف بالأمس القريب تابعت برنامجا على أحدى الفضائيات يتعلق بذات الموضوع الشكوى كانت عبر التقرير المعروض من تكرار الرسائل القصيرة التي تحمل مادة دعائية ودعوة للتسوق ولحق حالك، والقضية الجوهرية من أين أتوا بارقامنا لماذا اختارونا تحديدا، في الاستوديو كان الخبير الفرنسي الذي يعمل في شركات تلك البلد يقدم حلا ورديا مفاده ( اننا في فرنسا نقتني على مستوى كل شخص جهازيين خلوي الأول ذات رقم خاص للاستخدامات الخاصة ورقم أخر لأغراض العمل ) رد المذيع كان (عنا ما بيزبط).
على شاشة الفضائية المصرية كان تقريرا اعلاميا يتحدث عن ذات السجال مفاده أن مؤسسة السيدة سوزان مبارك في مصر عقدت ورشة تدريبية لأولياء الأمور حول سبل حماية الابناء من مواقع الشبكة العنكبوتية غير المرغوبة ومتابعة ابناءهم عند استخدام الشبكة العنكبوتية.
الحكاية ليست نزهة في حديقة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رغم أننا لا نحتاج هذه النزهة فهي بيننا في كل لحظة، واذا كانت الاحصاءات تقول على ذمة اتحاد نظم المعلومات الفلسطينية أن نسبة مساهمة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الناتج الاجمالي تصل 15% منها 12% لقطاع الاتصالات دون ايراد حجم التدفقات النقدية لهذا القطاع، بالتالي الأمر لا يقتصر على وصف الحدث بالعرس التكنولوجي الفلسطيني لأننا اكتفينا الصيف الفائت بحجم الأعراس التي زينت ساحات الوطن ومقدار ما انفق فيها من لحوم وأرز والبان.
بما أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تخترق هوائنا وجدران منازلنا وغرف نومنا وساحات لهو أطفالنا فأننا لا نتحدث عن موضوع نخبوي مقتصر على مجموعة متخصصة تتحدث في خلوة علمية، أنه موضوع وقطاع يمسنا جميعا شئنا أم أبينا، ولا أحرم الجانب العلمي النظري والتطبيقي بين المختصين ولا ادينه، ولكنني كمهتم وولي أمر أرى أن شيئا ما يجب أن يحدث في مدارسنا وفي أنديتنا الشبابية وعلى مستوى استخدام الانتيرنيت في مقاهي الانتيرنيت وشيوع اللاسلكي في كل مطعم ومقهى خمسة نجوم.
كما قلنا وساهمنا وحشدنا بأن يكون قطاع الاتصالات الخلوية صديقا للبيئة، فأن تكنولوجيا المعلومات يجب أن تكون رؤوفة بالطفولة والشباب والمراهقين والمراهقات والعارفين وغير العارفين، بحيث تخرج من موسمية المؤتمر والاسبوع والمعرض إلى رحابة قاعات المدارس والجامعات والتعاطي مع مجالس الاباء والامهات في المدارس الحكومية والخاصة والتابعة لوكالة الغوث الدولية للوصول إلى هدف التأثير على عادة استخدام الشبكة العنكبوتية من قبل الابناء والبنات، خصوصا أنهم اعتزلوا عادة المطالعة ولم يعودوا يكترثوا بها، وباتوا اتكاليون في كل شيء على أولياء الأمور باستثناء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وهذا لا يعفيني من واجب نقل التحية إلى بال تريد واتحاد نظم المعلومات الفلسطيني والحاضنة التكنولوجية (بيكتي) لنجاحهم بتنظيم المعرض والاسبوع، والنجاح الأهم بأنهم نالوا دعم وتشجيع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، وتم تقديم دعم سنوي من قبل الحكومة بمقدار نصف مليون دولار على أن يتم زيادة نسبة العمالة في القطاع 10% سنويا والا ستظل النصف مليون دولار لمرة واحدة فقط.
خارج النص:
لا أدري ما الذي وقع من خطب في البلاد ... من الواضح تماما أن منسوب حب الوطن تضاءل بل تراجع ... السبب بالأساس يعود لمساليتن الأولى شخصية بحتة قائمة على أساس شخصنة الأمور والتعاطي مع القضايا العامة بردة فعل شخصية. الثانية، تتعلق بتشويه الوعي عن سابق قصد وترصد بدأ من تحريف النشيد الوطني الفلسطيني من قبل جزيرة قطر مرورا بتشويه الوعي من قبل ادعياء العلم والثقافة ومنتجات هذا التشويه باتت سائدة ورائجة في الوطن.
من الواضح أن دورا غير مسبوق يجب أن يكون قائما لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلوات بتجير جميع قدراتهم ووسائلهم العصرية لأعادة الاعتبار للوطنية الفلسطينية. والمساهمة في عمليات النشر الإلكتروني للكتاب والبحوث.
salahhanieh@maktoob.com
aya2abd.blogspot.com
تعليقات