التخطي إلى المحتوى الرئيسي

برغم عبث جزيرة قطر مزيدا من التفاؤل مزيدا من الأمل ... بقلم: صلاح هنية

وصلتني الرسالة التالية من المواطنة (أم عاهد) تعقيبا على المقالة السابقة ( آليات تجاوب الاداء الحكومي مع خطاب الدكتور سلام فياض) وابرز ما جاء فيها ( سؤالي الرئيس عن الاداء الحكومي أذا كانت وزارة التربية والتعليم العالي ضمن سياسة السلطة الوطنية الفلسطينية ترخص وتؤسس كليات تمنح درجة الدبلوم وفي ذات الوقت تمنح رخص لمعاهد تقدم دورات لمدة عام معترف فيها من قبل الوزارة، ومن ثم تصبح هذه الدرجة نقمة على رؤوسنا لا نحصل على ترقية لأننا دبلوم، رغم أن نسبة وظائف في التعليم لذوي الدبلوم، ويتم توظيفنا في الوزارات، ومن ثم يفتح باب الترقيات بقرار مجلس الوزراء من قبل اللجنة الإدارية الوزارية لمرة واحدة ويتم أخذ عدد محدود وتظل لعنة الدبلوم تلاحق البقية، رغم توفر شرط الاقدمية والكفاءة، بالله عليك أن تنقل هذه الرسالة في مقالك هذا الاسبوع قبل أن يبتوا في القرارات هذا الاسبوع في مجلس الوزراء لعل صوتي يصل من خلالك)
انتهى شكوى المواطنة دون وضع المقدمات والخاتمة في الرسالة التي وصلتني ، ولكنني حقا لا امتلك جوابا للشكوى لأنني لست في موقع الاجابة.

عن منسوب التفاؤل.....
استطيع أن أجزم أن منسوب التفاؤل لدى الشعب الفلسطيني قد تراجع تماما، رغم أنه شعب لا يقنط ابدا ولا ييأس، لكن التفاؤل أمر أخر ومختلف، مرد ذلك أساسا هو حالة العبثية السياسية التي اوقعنا انفسنا فيها عن سابق قصد وترصد ومعرفة، وبتنا كالعلكة في فم الذي يسوى واللي ما يسوى، حتى وصل بنا الأمر أن يحرف النشيد الوطني، وقبل ذلك كانت هناك مساعي واضحة لتغيير العلم الفلسطيني، وغدا ستغيير الجغرافيا، بفضل مراهقين سياسيين عبثيين تارة يقولون انهم اعلاميين وصحفيين وتارة كتاب وتارة أصحاب رأي.

الحكاية ليست حكاية جزيرة قطر رغم أنها جزء من الحكاية ككل ولها دور رئيسي في هذه اللعبة ...... لكن الحكاية بدأت في مكان أخر .....

ذهبت للمرة الأولى صوب برنامج ثقافي اسبوعي يأخذ طابع ثقافي وفي أخراجه العام ترفيهي، وقف الفريق الذي تفوق في تلك الليلة ليلتقط صورة جماعية فلم يبتسم أحدا منهم وقفت مقابلهم لعل حركات مصطنعة من طرفي تضحكهم لم يحدث ذلك. تجول أحد المشرفين في البرنامج لالتقاط صور جماعية للمشاركين كل على طاولته ولكن أحدا أيضا لم يبتسم.

ذهبت صوب حديقة احدى المتنزهات في الجو الحار بقصد تقديم الاسناد المعنوي للصديق الذي تولى أدارتها حديثا جلست حيث جناح العائلات وما هي لحظات حتى أحطت بطاولة من أمامي وطاولة من خلفي، أحدى الطاولات دعا شخص صديق أخر واجلسه امامه وبدأ سرد مجموعة من النصائح والتوجيهات جوهرها أن الشخص يجب أن يهرب من مشاكله مؤقتا ويبحث لها عن حل بتروي، الناصح لم يبتسم ولم يبدي علامات في الوجه توحي بأنه متفاؤل أو مبتسم أو يقصد ما يقول وما ميزه صوته المرتفع الذي اسمع نصائحه لكافة المتواجدين في الحديقة، متلقي النصائح ظل صامتا عابسا سارحا غير متفائلا.

ذهبت صوب الفيس بوك لعلي أجد انيسا في عالم الشبكة العنكبوتية من هنا أو هناك متفائلا مقبلا على الحياة، فوجدت دعوة للتوقيع على عريضة تدين تحريف النشيد الوطني الفلسطيني من قبل جزيرة قطر، قلت لا أمل.

ذهبت صوب الصحافة المكتوبة وبدأت اقرأ وخلصت إلى مجموعة تساؤلات غير متفائلة بتاتتا ....
هل من الأهمية بمكان تكرار الحديث عن لا انتخابات دون وفاق وطني؟
هل من الأهمية بمكان الوقوف في خط الوسط بين موقفي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحماس تماما كالمراقبين الدوليين؟

ذهبت صوب شراء مزاجي لعلها تهون فقبل تقديم نفس الأرجيلة أعطاني مختص الاراجيل محاضرة طويلة عريضة عن صعوبة الوضع وتراجع الفائدة الاقتصادية من هذا العمل وإلى أين نذهب وماذا نفعل، والناس عابسة، والناس طافية، وما أن قدم لي نفس الارجيلة حتى بدأ صداعا يضرب رأسي وحتما نتاج ارتفاع ضغط الدم وبدلا من التغيير وشراء المزاج راحت علينا وعلى مزاجنا.

هاتفت الطبيب غير الممارس وقلت لعل عنده بعض الأمل الرجل كعادته رد على الهاتف في محاولة لاستيضاح جدية الأمر الذي اريد وعندما وجدني مخنوقا من الوضع العام وقلة درجة التفاؤل لدى الناس قال سأهاتفك بعد قليل، فات الوقت عدت لمهاتفته قال لي (خليك بالبيت ... اغلق التلفزيون ... لا تتابع الشبكة العنكبوتية ... اذا هاتفك شخص من ذوي الاهتمامات السياسية أو الثقافية أو التنموية أو الرياضية أو الكشفية لا تجيب .... أكثر من شرب اليانسون ونام مبكرا)

في تلك اللحظة تذكرت والدي (رحمه الله) عندما اخرجته مرة من مستشفى المقاصد في القدس بعد اصابته بجلطة هنا مسك بيده الطبيب المشرف عليه وقال له منذ اليوم ( لا تفكر ... لا تهمل هم .... ينخسف العالم ما النا علاقة ... قلبنا أهم من العالم ) أجاب والدي يا سلام ما أبسط واسهل هذا الطلب من السهل أن يتحقق تماما!!!!!!!!!

ذهبت صوب الصديق الذي عاد من السويد حديثا ظننا مني وبعض الظن أثم أن يحدثني عن Volvo و Saab والحسناوات الشقراوات لنعيش لحظات بعيدا عن خبصة غولدستون ولا انتخابات دون وفاق وطني ولا وفاق دون نداء وراء نداء، فما كان منه أن اختصر وقال عن جمال لا يوصف في السويد في الطبيعة والنساء وغيره، وفورا قفز إلى نتائج اجتماع المجلس الثوري، ومن الذين عينوا حديثا، وغولدستون، وقرار السماح باستيراد الزيت من الخارج نتيجة لضعف موسم الزيتون في فلسطين هذا العام، قلت سامحك الله بت جزء من التشكيلة العامة في الوطن ... مبروك!!!!

المشمولين بعطف لقب خبير من الأجيال الشابة في اواسط العشرينات من أشخاص كانوا يتمنون أن يقال عنهم أكفاء في أواسط الاربعينات من عمرهم، بات يتقمصون الدور عبر الترويج الإعلامي بصورة مدروسة وفنية اعتماد على (أنا بحكي اشوي عربي)، هؤلاء باتوا مركز الاحباط لبقية الكفاءات وسنوات الخدمة الطويلة، والوطن بخير والشعب الفلسطيني لازم يكون متفاءل.

باختصار القصة ليست نكات لممارسة عادة الضحك ولكنها واقع نعيشه صباح مساء دون رحمة من كل الدواليب التي تطحنا صباح مساء تارة تحت مسمى الانقسام، والانقلاب الأسود، وجماعة دايتون، وتقرير غولدستون، وحكومة رام الله، ودعاة الوئام والمحبة ورش عطر المحبة والتأخي وطي صفحة الماضي الأليم، إلى المستفيدين من الذين تسللوا على حين غفلة إلى وسط الملعب تارة بلباس خبراء وتارة بلباس مستشارين وتارة بلباس ( عشر سنوات في أميركا ما بحكي عربي ).

الجميع نال نصيبه من حالة الانقسام وتردي الوضع العام منه من نال نصيبه على شكل تعطل أمكانيات الابتسام، ومنهم من طاله الأمر على صعيد انسداد قنوات الدموع من كثرة البكاء، ومنهم من رأى ضرورة المشاركة بالتغير فنال نصيبه بانسداد قنوات التأثير على أية صناعة قرار من إدارة النادي العضو فيه إلى بلديته إلى مساهمته في شركة ربحية، ومنهم من بات عرضة لتقييم من قبل أولاد امبارح الذين شملوا من علية القوم بلقب خبير ومستشار.


salahhanieh@maktoob.com
aya2abd,blogspot.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

د. اشتية يصادق على إحالة ثلاث عطاءات لإنشاء مدارس في يعبد وبيت سوريك وشمال الخليل

صادق الدكتور محمد اشتية وزير الأشغال العامة والإسكان على إحالة ثلاثة عطاءات على المقاولين لمباشرة الأعمال فيها وذلك لإنشاء مدارس بتكلفة بلغت 2 مليون و470 ألف دولار. ووافق الوزير اشتية على إحالة عطاءات لإنشاء ثلاثة مدارس الأول هو إنشاء مدرسة يعبد الثانوية للبنين في جنين بتكلفة 997 ألف دولار بتمويل من وزارة المالية، والثاني هو مشروع إنشاء مدرسة بيت سوريك الأساسية للبنات في الرام بتكلفة 765 ألف دولار مولها المصرف العربي للتنمية-أفريقيا والثالث هو إنشاء مدرسة الدوارة الثانوية للبنين في الخليل بتكلفة مقدارها 765 ألف دولار بتمويل من المصرف العربي للتنمية-أفريقيا. وأشار د. اشتية إلى بناء المدارس ينبع من حرص الوزارة على خلق ظروف تعليمية أفضل للطلبة حيث قال: "يأتي اهتمامنا بالتعليم في فلسطين كونه يعتبر رافعة للفقر ووسيلة لجسر الهوة بين التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الفلسطيني وأداة للنهوض الاقتصادي وهو إثبات للهوية لأنه أداة لمواجهة المشروع الهادف إلى محو الكينونة الفلسطينية". وأضاف: "كل هذه العوامل تجعلنا مصممين على إنشاء المدارس وترسيخ الوعي بأهمية التعليم ودوره ف...

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

لقدس ........ما بين أعلامها ومكانها ورؤى فلسطينية ... بقلم: صلاح هنية

القدس معركة يسعى الاحتلال جاهدا إلى حسمها ولكنه لم يتمكن لغاية هذه اللحظة من حسما كليا ؟؟؟؟؟ مقبلات بداية الزيارة إلى القدس بعد عامين من الغياب القصري، عامان تغيب خلالهما عن أي مكان في العالم وتعود إليه قد تجد أن تقدما ما قد وقع، لكن القدس أمر مختلف جذريا؛ فهي تتغير ولكن بشكل خطير ومقلق على المستوى السياسي والوطني والاجتماعي والاقتصادي والعاطفي والوجداني والأخلاقي. القدس اليوم ليست مثلما كانت قبل عامين، وهي لم تكن قبل عامين مثلما كانت عليه قبل عامين مضيا على ذلك التاريخ. باختصار ما يقع في القدس اليوم هو تسارع محموم باتجاه محو تراث وتاريخ وحضور إنساني واسع وذكريات وأماكن وقصره بأدوات غير شرعية على ما يريده المحتّل وتغييب كل الشواهد الباقية عبر الدهر. وهذا التغيير واضح أنه عشوائي تدميري فقط لأظهار عناصر القوة أن الاحتلال يستطيع. فالقطار الخفيف ليس هدفا تنمويا ولا تطويريا ولا يحزنون، بل هو أعلان أن بلدوزرات الاحتلال من طراز كتربلير تضرب الأرض تحت أقدامنا لتقول أننا هنا قوة احتلالية تغير كما تشاء. ...