بما أننا كشعب ونخب سياسية ومؤسسات ومثقفين ومفكرين ندعو إلى افكار ابداعية للخروج من ضيق افق الوضع الراهن إلى رحابة افاق المستقبل، فأنني اقترح اقتراحا مجازفا يتماشى مع السياق العام في الهجوم ونقد كل خطوة ونفس الهواء الذي نتنفسه، وفي ظل المعركة حول زيارة السجين يعني التطبيع مع السجان أم لا يعني التطبيع مع السجان ....
" أدعو دولة الدكتور سلام فياض رئيس حكومة الرئيس ابو مازن إلى وقف كافة فعالياته ضمن خطة تهيئة البلاد والعباد لاقامة الدولة الفلسطينية وخصوصا العمل في المناطق ج !!!!!!"
" أدعو طلبة مدرسة ابني الذين يشجعون العمل التطوعي ويخوضون غماره إلى الغاء هذه المبادرة وعدم الشماركة فيه!!!!!!!!!!!"
"ادعو اتحاد كرة القدم الفلسطيني إلى وقف كافة نشاطاته وتجميدها وعدم استضافة فرق من العالم إلى أرض فلسطين!!!!!!"
" ادعو وزير السياحة والاثار وصديقنا مروان طوباسي وكيل الوزارة إلى الحفاظ على (جرة الوفاق الوطني) فالبعض نأى بنفسه عن مسؤوليتها ووضعها أمانة لدى وزارة السياحة والأثار!!!!!!!"
قد يلعنني اللاعنون ويسلخوا جلدي السالخون ولكن اليس كل ما ندور في فلكه في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة والالكترونية يركز على هذه القضايا بنوع من الفذلكة الكلامية واللفظية التي تنتهي إلى ما انتهيت إليه عمليا، وقد يمنح هؤلاء وسام شرف وتقدير، ووسام المواطنة من الدرجة الأولى، خصوصا أن التهم لديهم جاهزة وتفصل على كافة المقاسات في كل الازمنة، ولأنني خلصت إلى ما خلصوا إليه بكل وضوح سأنال سهام النقد.
كعادتي توجهت صوب الشبكة العنكبوتية باحثا عن المزيد من الاحباط في ظل أجواء الأحباط خصوصا بعد أن قرأت أن اعلانا عن (تقرير المعرفة العربي) سيتم في دبي الاربعاء الماضي فوجدت ضالتي وقرأت فخرجت لكم ايها الافاضل بما يلي:
(رسم تقرير دولي صدر الاربعاء الماضي، صورة قاتمة لوضع المعرفة في الدول العربية قاطبة، بعد أن أشار إلى جملة من المؤشرات التي كشفت عن أمية معرفية ورقمية يعيشها العالم العربي، فلا يزال، وفقا للتقرير، ثلث السكان الكبار عاجزين عن القراءة والكتابة، ولا يزال هناك 60 مليون أمي عربي، ثلثاهم من النساء، وما يقارب 9 ملايين طفل في عمر المدرسة، لكنهم خارج أسوار الدراسة.
ولأن الأرقام لا تكذب، فقد كانت جملة محاور المعرفة العربية في مستوياتها الدنيا، وبحسب تقرير المعرفة العربي لعام 2009، الذي أطلق الاربعاء في دبي خلال المنتدى الاستراتيجي العربي، بشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، فإن الفقر ما زال يتزايد في المنطقة العربية، وأكثر من 18% من العرب فقراء، كما تصاعدت نسبة البطالة في العديد من الدول مسجلة نسبة لا يستهان بها بلغت 30%، في حين أن 45% من الدارسين العرب في الخارج لا يعودون إلى أوطانهم ويستقرون في بلاد الغرب.
الأرقام التي يفضح عنها التقرير مفزعة في خطورتها، فعلى سبيل المثال، لا الحصر، إذا وزع مجموع الكتب المنشورة سنويا على عدد السكان يكون لكل 19150 مواطنا عربيا كتاب واحد فقط، بالمقارنة مع كتاب لكل 491 مواطنا إنجليزيا ولكل 713 مواطنا إسبانيا، أي نصيب المواطن العربي من إصدارات الكتب يمثل 4% و5% من نصيب المواطن الإنجليزي والإسباني على التوالي.....)
لندع الارقام تتحدث عن نفسها في ظل انشغال النخب بقضايا هامشية وبعيدة عن جوهر الأمور وبعيدا عن جوهر المأساة التي نعيشها والتي سنحصد نتاجها مع العام 2015.
وحتى تتسع مساحة الأمل والانطلاق نحو افق المستقبل الرحب اضاف ان مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم قامت بترجمة أكثر من 620 كتاباً إلى اللغة العربية من أكثر من ثماني لغاتٍ أجنبية، وتدريب أكثر من 170 ألف مدرس من ثماني دول عربية بالتعاون مع شركة انتل للارتقاء بجودة المعلمين، بالاضافة إلى تقديم أكثر من 140 منحة دراسية لمواطنين من 13 دولة عربية لمتابعة دراستهم العليا في عدد من أبرز الجامعات العربية والعالمية، وإنشاء 6 حاضنات أعمال في مختلف الدول العربية للمساهمة في مواجهة تحديات التنمية عبر تطوير مشاريع واعدة، وخاصةً المشاريع المرتبطة باقتصاد المعرفة وتكنولوجيا المعلومات .
الصديق الفيلسوف بدى هذه المرة اكثر تفلسفا وقال انا شايف أن الطوشة فقط مشتدة في أوساط بعض النخب منهم من يظن أنه (يحمل جرة الوفاق الوطني) ومنهم من يظن أنه ( حامي الحمى) ومنهم من يظن أنه ( رائد في مجال تشجيع القراءة وعادة المطالعة في ضوء أن كتاب لكل 20 الف مواطن عربي) ومنهم من يظن أنه ( مراقب خط في لعبة كرة قدم يرفع الراي عندما يرى خطأ فات الحكم من أحد الفريقيين تظنه تارة نرويجي أو هولندي) ومنهم من يظن أنه ( وصيا على المثقفين والميدعين والنقابيين وتجار الخضار والفواكه)، خارج هذا الأطار الأمور مختلفة تماما وبعيدا عن هذا الأطار تكون رحابة افاق المستقبل وانطلاقة العمل على قاعدة مختلفة تماما.
افاق المستقبل الرحب ممكنة بغض النظر عن محاولة البعض تحجيمها وجعلها على مقاس مساحة تفكيرهم وما تطاله عقولهم، ممكنة بغض النظر عن توسيع مساحة التشاؤوم والاحباط، ممكنة لأن الأمر لا يخضع لمقاييس خارجة عن مألوف الوعي المتراكم العربي والفلسطيني.
بعد غياب طال قليلا من طرف الطبيب غير الممارس رن هاتفي الجوال وكان على الخط هو بشحمه ودمه داعيا إلى جمعة بنت لحظتها ركت دون تفكير صوب مكان الدعوة فالتقيت يورغ شوماخر مدير المركز الثقافي الألماني الذي كان سعيدا لعدة اسباب أهمها أنه انتهى من افتتاح معرض مروان دبدوب "حياة على أرض مجزأة" في قاعة مركز خليل السكاكيني، وزودني بالنشرة التعريفية عن المعرض واماكن العرض اللاحقة، كان سعيدا محلقا يعيش افاق المستقبل الرحب دون تنظير حوله. وتناول نوعا من السكاكر المصنوعة فلسطينيا ووزعها علينا بمناسبة انتهاء كتابته لرسالة الدكتورة في أحدى الجامعات الالمانية.
لم يتوقف يورغ عند هذا الحد بل اخبرني المزيد هناك مشروع مكتبة متنقلة ستطوف أماكن كثيرة ليستفيد منها أكبر عدد من المواطنين، وهناك مشروع أخر تم افتتاحه الخميس الماضي وهو مكتبة في مدينة جنين.
هاتفني أحد طلبة الصف الثامن من مدرسة الفرندز في رام الله ليحدثني عن فكرة مسلسل كوميدي على مدار عشرين حلقة كل حلقة 5 دقائق، وكان متحمسا يصف ويسرح ويبدي تفاؤل وأمل، قلت لا بد من كتابة بعض السطور عن هذه الفكرة لحين ما ترى النور ويشاهدها الجمهور أنها (كوميديا وبس)
الناس في بلدي تحب أن توسع مساحة الأمل وهذا ما لمسته في عديد المواقع التي نذهب صوبها قبل اسبوعين كانت مساحة الأمل تتسع في عرابة في محافظة جنين من خلال الاحتفال باختتام رزمة مشاريع، وكذلك الحال في بير الباشا وكفر قود وجلبون وفقوعة، وذات مساحة الأمل كانت قائمة في الظاهرية وحلحول والنبي صالح وقراوة بني زيد وستحضر بقوة خلال أيام في ترقوميا ووادي القف وكريسا وخاراس.
رسالة قصيرة sms عبر الهاتف النقال لم تكن فيها دعوة للتسوق أو دعوة لانتهاز فرصة أو ارسل رسالة قصيرة لتشترك بل جاءت كبشرى مفادها فوز ثلاثة مشاريع من مشاريع (صنع في فلسطين) من أصل ستة مشاريع خاضت المسابقة على المستوى العربي في القاهرة ففزنا بثلاثة والتي تمت عبر مؤسسة النيزك أحدى مؤسسات مؤسسة الشهيد فيصل الحسيني، خبر جميل تبادلنا التهنئة والتعبير عن الفخر وقلنا نحو المزيد.
الصديق الفيلسوف قرر عقد ندوة حول (المعايير) ولكنه أمضى شهرا كاملا في وضع معايير اختيار المتحدثين فلم يفلح رغم أن العنوان (المعايير) لكن آلية انفاذ المعايير باتت صعبة أن لم تكن مستحيلة من اللحظة الأولى لتنفيذ فكرة عقد الندوة، وهذا نتيجة للاشتراطات وليس هدف انفاذ المعايير.
العابسون لم يكن حظهم وافرا هذا الاسبوع ولكنهم حضروا وبشكل جزئي ليكون عنوانهم ( يا زلمة سيارة عسكرية إسرائيلية بتدخل إلى أي مدينة فلسطينية بتعتقل وبتقيم وبتحط، مستوطن أزعر بنزع موسم الزيتون، ومصدق انت أن هناك مستقبل)
قلت ( لا حول ولا قوة الا بالله لو لم يكن امامنا هذا التحدي لماذا نبحث عن المستقبل تحت عنوان اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والوحدة صمام أمان مستقبلنا ... يعني جبت شيء جديد غير انك قرأت شريط الاخبار وكررته على مسامعنا!!!!).
salahhanieh@maktoob.com
aya2abd.blogspot.com
تعليقات