التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نابلس تختتم مهرجان التسوق .... بقلـم: صلاح هنية

أسدلت الستارة، أول من أمس، على مهرجان نابلس للتسوق الذي استمر على مدار شهر، بحفل ختامي على الدوار وسط البلد، بينما كانت الـمدينة مضاءة ومحلاتها التجارية تفتح أبوابها حتى ساعة متأخرة، محلات كثيرة علّقت الحقائب الـمدرسية إيذاناً بقرب بدء العام الدراسي، البقالات والـمقاهي الشعبية ومحلات الـملابس والـمخابز والـمكتبات ومحلات الحلويات ظلت مفتوحة على الدوار وسط البلد إلى وقت متأخر.
نابلس كانت فعلاً غير، من حيث كم الوافدين اليها على مدار شهر التسوق، والنقلة النوعية التي شهدها الوضع التجاري في الـمدينة رغم اختلاف التقديرات بشأنها، الناس كانت هناك تواقة فعلا إلى مثل هذا الحدث، وترافق ذلك مع حضور نابلسي فتحاوي قوي في اللجنة الـمركزية والـمجلس الثوري لـ(فتح) وكان هذا ايضاً مثار حديث طويل على هامش حفل الختام.
لكن اسدال الستارة على الـمهرجان كفعاليات لـم يسدل الستارة على هدف انعاش الحركة الاقتصادية في الـمدينة وتنشيط التوجه إليها من بقية محافظات الضفة الغربية للتسوق وقضاء وقت ممتع في اجواء التراث الـمعماري القديم ممثلا بالبلدة القديمة، والتخصص في سوق نابلس من الحلويات بانواعها، إلى نابلس التي تعتبر عاصمة الفقراء.
يستطيع تجار نابلس أن يحيوا فعاليات متنوعة بقدراتهم الذاتية وامكانياتهم الـمتنوعة وخبراتهم وان يستقطبوا بها ومن خلالها الـمتسوقين ويحفزوهم، وكان ذلك حقيقة على مدار السنوات التي نعمت فيها نابلس بأجواء تؤهلها لذلك، وطالـما أن هذه الأجواء عادت جزئيا، فبالإمكان العودة إلى الابداعات التجارية والتسويقية النابلسية التي كانت تستقطب جموعاً من الـمتسوقين. ولا بد من الإشارة إلى أن هناك نهوضاً في مشاريع استثمارية ذات بعد سياحي يهدف إلى توفير الراحة للقادمين إلى الـمدينة وهي تشكل علامات فارقة مهمة، رغم حاجة الـمدينة إلى فندق يساهم في جذب الـمتسوقين وبقائهم فترة أطول في الـمدينة، ويجب أن يكون هناك توجه لدعم الصناعات الصغيرة والـمتوسطة في نابلس التي تميزت بها، وتطويرها بصورة تحميها من الاستيراد غير الـمنظم ويزيد قدرتها التنافسية.
وتعيش نابلس في شهر شعبان اجواء مختلفة حيث تتم دعوة (الولايا) "نساء العائلة" إلى مأدبة شعبانية يطلقون عليها (شعبونية) استعدادا لاستقبال شهر رمضان، فتكون الجمعة العائلية مخصصة للنساء يتبادلن خلالها أطراف الحديث عن الحال والأحوال والأولاد والـمدارس والـمستقبل والتوجيهي وغيرها، وهذه العادة مدوزنة ومخططة بشكل تلقائي وفي الوقت نفسه منظمة، وهي عادة جميلة تعبر عن الترابط العائلي، رافقها حفل ختام مهرجان نابلس للتسوق بصورة احتفالية مع نتائج لها مدلول.
حتماً ستبدو الأمور مختلفة في رمضان في نابلس، لكن مهرجان التسوق ستكون له اثاره الـمستقبلية على الوضع الاقتصادي في رمضان، خصوصا أن الـمواطنين من خارج نابلس ومن داخل الخط الأخضر اعتادوا على ارتياد نابلس اسبوعيا وفي ضوء الـمهرجان الذي شكل حالة جذب ايجابية للـمدينة وسوقها ومراكزها.
بالتأكيد يجب أن تظل تجربة الـمهرجان حاضرة بأشكال مناسبة مع كل ظرف زمني في نابلس، وقد يكون الدوار مركزا لأحداث ثقافية وفنية وتراثية تشكل جذباً للحركة السياحية والاقتصادية، وبالإمكان التأسيس على تجربة الـمهرجان وتطويرها بصورة تخلق حالة مختلفة في الـمدينة. وهذا يستدعي برنامج عمل من فعاليات الـمدينة من أجل ايجاد برنامج متكامل هدفه إعادة الاعتبار لنابلس العاصمة الاقتصادية.
ودعنا مهرجان التسوق في نابلس ولكن مع عودة في سياق آخر تحت عنوان آخر... كما ودعت بيت لحم الـمؤتمر العام السادس لحركة فتح وكانت اهلا لاستقباله واحتضانه، الأمر الذي عزز قدرات الـمدينة بل والـمحافظة عموما لتكون ارضا لفعاليات كبيرة حاشدة متميزة... نابلس ليس وداعا للنشاطات... وبيت لحم مرحبا بمزيد من الـمؤتمرات... "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"... وحتماً سأعود وأعود صوب زاويتي في نابلس في ذلك الـمقهى الشعبي حيث أحب... وسأعود عبر وادي النار إلى بيت لحم حيث الـمحال التي اكتشفتها على مدار الأيام العشرة وسجلتها... وإلى الـمدينتين سينظر الجميع بتقدير كبير... .

الراصد الاقتصادي ــ الحملة الشعبية لتشجيع الـمنتجات الفلسطينية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...