التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مهرجان التسوق في نابلس والتفاعل الأكاديمي وحضور الأسرى ...... بقلم : صلاح هنية






استطاع مهرجان التسوق في نابلس، بالإضافة إلى ميزاته العديدة، أن يزج بالمؤسسة الأكاديمية شريكاً أصيلاً ضمن فعالياته، وهذا ما وقع مع جامعة النجاح الوطنية في نابلس التي باتت شريكاً في مهرجان التسوق تقود افتتاحه، وتجسد الحضور في وسط مسيرته وحتماً ستترك بصماتها على ختامه.
لست مجاملاً ولا راغباً في شيء شخصي، ولكنني للأمانة وأنا أرى دور الجامعة في هذا المهرجان تذكرت فوراً المرحوم صلاح المصري الذي خط هذا التوجه في الجامعة منذ زمن طويل خلال ترؤسه مجلس أمناء الجامعة، فالرجل لعب دوراً فاعلاً في فتح أبواب الجامعة للتأثير بالمجتمع والتأثر به، وكانت تضع خدمة المجتمع ضمن أولوياتها، لذلك شهدنا توقيعاً لاتفاقيات مع مؤسسات السلطة المختلفة لتقديم خدمات الجامعة لهذه المؤسسات، سواء على صعيد المواصفات والمقاييس أو على صعيد إسناد مشاريع البنية التحتية وغيرها من القضايا، إضافة لمشاركة رئيس الجامعة د. رامي الحمد الله وطاقم الجامعة في غالبية الفعاليات.
وكان لجامعة القدس من خلال حضور رئيسها د. سري نسيبة ضمن إطار مهرجان التسوق في معرض "شموع الأسرى"، حيث يتم خلاله نقل ابداعات ومعاناة وواقع الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وهذا ما جسده مركز ابو جهاد للحركة الأسيرة في جامعة القدس.
يضاف إلى ذلك أن وزير الأسرى عيسى قراقع هذا الرجل الذي ظل يعيش واقع الأسر لغاية هذه اللحظة وهو يتنسم نسائم الحرية في الوطن المحاط بالجدار والاستيطان والاجتياحات اليومية، قام بتسمة الشارع ما بين شارع 24 وغرب نابلس باسم شارع أسرى الحرية.
ثنائية الحضور الأكاديمي والحركة الأسيرة في مهرجان التسوق لها أبعاد أخرى أبعد بكثير من البعد الاقتصادي، وبعد رفع الحصار عن عاصمة الاقتصاد الفلسطيني، هي عودة لإحياء تقليد فلسطيني راسخ تجذر من خلال اسبوع فلسطين الذي كان ينظم في جامعة بيرزيت اواخر السبعينيات واوائل الثمانينيات، وكانت جامعة بيرزيت ايضا تحتضن سوق عكاظ لتنمية المواهب، ما حدث على أرض نابلس هو احياء لهذا التقليد مع تكثيف لحضور الأسرى والأسيرات وكلمات طيبة من عميد الأسرى سعيد العتبة.
التفاعل الشعبي مع مهرجان التسوق في نابلس يتصاعد بإيجابية ورغم انشغال أهل نابلس هذه الأيام بما يسمى "المباركات" للناجحين والناجحات في الثانوية العامة واكتظاظ حفلات الزفاف والشوفة وملاك، وهذه تقاليد نابلسية لها طقوسها ومراسمها تعنى المرأة النابلسية بإخراجها بعناية فائقة لا تشوبها شائبة.
في نابلس اهتمام عال بالفعاليات على الدوار وهي مهمة لتترك بصماتها مستقبلا على الحركة التجارية وتفعيل المجمع التجاري في وسط البلد وبالتالي يصبح السوق التجاري وسط البلد وشرق البلد ليس للعمل نهاراً فقط بل يجب أن يكون نهاراً وليلاً بحضور قوى من أرجاء المحافظة كافة ومن بقية المحافظات.
المزاج الشعبي يريد أن تعود نابلس لسابق عهدها اقتصادياً، ولكن على أن يتم تخصيص جزء من المهرجان لتعريف زوارها خلال المهرجان بمعالم نابلس الأصيلة وبتراثها وبصباناتها وبمصانع الطحينة وحماماتها، وامكانيات التطور والحفاظ على التراث المعماري في المدينة، وكما عقبت سابقاً إن المزاج الشعبي تراه اليوم في حال، وغداً في حال آخر، وعلى هذه القاعدة يتعاطون مع فعاليات الدوار التي يعتقدون أنها يجب أن تكون أكثر رزانة، ولا اتفق تماما مع هذا الطرح، ولكن لكل رؤياه وهذا تلمسه في الحديث الشعبي النابلسي عن فعاليات المهرجان على الدوار تارة يكون ببعد وطني وتارة ببعد اجتماعي وتارة على قاعدة "مش احنا اللي على الدوار".
بصوت عال أقول ما بادرت له اللجنة التحضيرية للمهرجان جهد جيد يجب أن يؤسس عليه العام القادم على قاعدة اعادة الاعتبار للعاصمة الاقتصادية نابلس اقتصادياً وثقافياً، وهذا ما بادرنا له في نيسان 2008 في الراصد الاقتصادي فتفاعلنا مع كافة فعاليات نابلس الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأطلقنا مبادرة رفع الحصار عن نابلس في العام 2008، ومن ثم خططنا لتنظيم مؤتمر عام تحت عنوان "إعادة الاعتبار للعاصمة الاقتصادية نابلس" وكان قرار السلطة الوطنية الفلسطينية بتنظيم مؤتمر الاستثمار الفلسطيني - ملتقى الشمال كرافعة لذات العنوان، واليوم يأتي مهرجان التسوق كرافد رئيسي لهذا العنوان.
عملياً ثالوث وزارة الاقتصاد الوطني (الغرفة التجارية الصناعية في نابلس، وملتقى رجال الأعمال في نابلس)، والراصد الاقتصادي يجب أن يراكموا على ما تم فعله على الأرض من خلال مؤتمر الاستثمار ومهرجان التسوق في نابلس من خلال فعاليات وخطط وانجازات تمس جوهر الحياة الاقتصادية على أرض نابلس، وتلامس بشكل أساسي احتياجات المشاريع الصغيرة والمتوسطة السمة المميزة لاقتصاديات نابلس. وللحديث بقية....

ü الراصد الاقتصادي.


تاريخ نشر المقال 27 تموز 2009

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

د. اشتية يصادق على إحالة ثلاث عطاءات لإنشاء مدارس في يعبد وبيت سوريك وشمال الخليل

صادق الدكتور محمد اشتية وزير الأشغال العامة والإسكان على إحالة ثلاثة عطاءات على المقاولين لمباشرة الأعمال فيها وذلك لإنشاء مدارس بتكلفة بلغت 2 مليون و470 ألف دولار. ووافق الوزير اشتية على إحالة عطاءات لإنشاء ثلاثة مدارس الأول هو إنشاء مدرسة يعبد الثانوية للبنين في جنين بتكلفة 997 ألف دولار بتمويل من وزارة المالية، والثاني هو مشروع إنشاء مدرسة بيت سوريك الأساسية للبنات في الرام بتكلفة 765 ألف دولار مولها المصرف العربي للتنمية-أفريقيا والثالث هو إنشاء مدرسة الدوارة الثانوية للبنين في الخليل بتكلفة مقدارها 765 ألف دولار بتمويل من المصرف العربي للتنمية-أفريقيا. وأشار د. اشتية إلى بناء المدارس ينبع من حرص الوزارة على خلق ظروف تعليمية أفضل للطلبة حيث قال: "يأتي اهتمامنا بالتعليم في فلسطين كونه يعتبر رافعة للفقر ووسيلة لجسر الهوة بين التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الفلسطيني وأداة للنهوض الاقتصادي وهو إثبات للهوية لأنه أداة لمواجهة المشروع الهادف إلى محو الكينونة الفلسطينية". وأضاف: "كل هذه العوامل تجعلنا مصممين على إنشاء المدارس وترسيخ الوعي بأهمية التعليم ودوره ف...

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

لقدس ........ما بين أعلامها ومكانها ورؤى فلسطينية ... بقلم: صلاح هنية

القدس معركة يسعى الاحتلال جاهدا إلى حسمها ولكنه لم يتمكن لغاية هذه اللحظة من حسما كليا ؟؟؟؟؟ مقبلات بداية الزيارة إلى القدس بعد عامين من الغياب القصري، عامان تغيب خلالهما عن أي مكان في العالم وتعود إليه قد تجد أن تقدما ما قد وقع، لكن القدس أمر مختلف جذريا؛ فهي تتغير ولكن بشكل خطير ومقلق على المستوى السياسي والوطني والاجتماعي والاقتصادي والعاطفي والوجداني والأخلاقي. القدس اليوم ليست مثلما كانت قبل عامين، وهي لم تكن قبل عامين مثلما كانت عليه قبل عامين مضيا على ذلك التاريخ. باختصار ما يقع في القدس اليوم هو تسارع محموم باتجاه محو تراث وتاريخ وحضور إنساني واسع وذكريات وأماكن وقصره بأدوات غير شرعية على ما يريده المحتّل وتغييب كل الشواهد الباقية عبر الدهر. وهذا التغيير واضح أنه عشوائي تدميري فقط لأظهار عناصر القوة أن الاحتلال يستطيع. فالقطار الخفيف ليس هدفا تنمويا ولا تطويريا ولا يحزنون، بل هو أعلان أن بلدوزرات الاحتلال من طراز كتربلير تضرب الأرض تحت أقدامنا لتقول أننا هنا قوة احتلالية تغير كما تشاء. ...