التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وضع شروطاً متعددةً ومسبقةً للقبول بدولة فلسطينية منزوعة السلاح خطاب نتنياهو : شطب لقضيتي القدس واللاجئين ورفض لتجميد الاستيطان وإصرار على يهودية إسرائ



كتب عبد الرؤوف ارناؤوط، وكالات:
اعتبر أكثر من مراقب أن الخطاب الـمنتظر لبنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، أمس، كان أقل من أن يكون "مناورة ذكية" لترميم علاقاته الأميركية والدولية، وأنه فشل في التغطية على منطلقاته الأيديولوجية والسياسية في التعاطي مع الـمسألة الفلسطينية.
فقد أغرق نتنياهو "رؤيته" لحل الصراع بجملة من الشروط الـمسبقة والـمستحيلة، فقد أراد شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ورفض "التنازل" عن القدس مؤكداً أنها ستبقى "موحدة" كعاصمة لإسرائيل، وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي عدة مرات شرط الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية قبل الـموافقة على أي شيء.
وأخفق نتنياهو في الاستجابة للـمطالب الرئيسة للإدارة الأميركية، فرفض تجميد النشاطات الاستيطانية موجهاً كلـمات التقدير للـمستوطنين، أما حديثه عن القبول بالدولة الفلسطينية فجاء مثقلاً بالاشتراطات التي تجعل دولة كهذه مجموعة كانتونات. ولـم يشر نتنياهو في خطابه بتاتاً إلى الضفة الغربية بالاسم، وإنما أطلق عليها الاسم التوراتي وهو (يهودا والسامرة)، وتحدث عن أرض فلسطين التاريخية باعتبارها أرض إسرائيل، وربط اليهود بأرض الضفة الغربية مدة 3 آلاف سنة خلت.
وأعلن نتنياهو، أمس، استعداده القبول بقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح شرط اعترافها بإسرائيل كدولة يهودية.
وقال نتنياهو في خطاب عن السياسة الخارجية في جامعة بار إيلان، قرب تل أبيب: "اذا حصلنا على هذه الضمانات حول نزع السلاح وإذا اعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية؛ فسنصل إلى حل يقوم على دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب إسرائيل".
وأضاف: "لكل علـمه ولكل نشيده (الوطني)، الأراضي التي ستعطى للفلسطينيين ستكون من دون جيش ومن دون سيطرة على الأجواء الجوية ومن دون دخول سلاح ومن دون إمكان نسج تحالفات مع إيران أو حزب الله" اللبناني.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض تجميد أعمال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية الـمحتلة، الأمر الذي تطالب به الولايات الـمتحدة، في موازاة دعوته الفلسطينيين إلى استئناف الـمفاوضات فوراً ومن دون شروط مسبقة.
وقال: "أدعو جيراننا الفلسطينيين والقادة الفلسطينيين إلى استئناف فوري لـمفاوضات السلام من دون شروط مسبقة".
وأضاف "لا أرغب في بناء مستوطنات جديدة أو مصادرة أراض لتحقيق هذه الغاية، ولكن يجب الإفساح في الـمجال أمام سكان الـمستوطنات أن يعيشوا في شكل طبيعي"، رافضاً وقف أعمال البناء في الـمستوطنات الـموجودة وذلك تلبية لحاجة "النمو الطبيعي".
وقال إن "الشرط الـمسبق هو أن يعترف الفلسطينيون في شكل صادق وعلني أن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي".
واعتبر أن "لب النزاع كان دائماً رفض العرب القبول بوجود دولة يهودية".
وقال نتنياهو: إن "عمليات الانسحاب التي قامت بها إسرائيل في الـماضي لـم تغير هذه الحقيقة"، في إشارة إلى الهجمات التي شنها حزب الله اللبناني بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان العام 2000 إضافة إلى هجمات حماس بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة في صيف 2005.
كذلك، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، مؤكداً أن مشكلتهم ينبغي أن تعالج "خارج حدود" الدولة العبرية.
وشدد على أنه "يجب أن يتم حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج دولة إسرائيل؛ لأن الـمطالبة بإعادة اللاجئين إلى دولة إسرائيل ستؤدي إلى انهيار إسرائيل، وهناك إجماع وطني في إسرائيل على حل مشكة اللاجئين خارج إسرائيل، وأنا أؤمن أنه بواسطة حسن النية والاستثمارات الدولية يتسنى حل هذه الـمشكلة".
وقال: إن "يهودا والسامرة (الضفة الغربية) هي منطقة أجدادنا" وقال: "إن أرض إسرائيل هي وطن الشعب اليهودي... غير أنه يجب أن أقول الحقيقة إنه في وطن القلب اليهودي يعيش جمهور كبير من الفلسطينيين. يجب أن يعيش الشعبان جنباً إلى جنب بسلام وحرية دون أن يهدد كلا الشعبين الشعب الآخر".
وشدد على أنه "في أية تسوية سلـمية يجب أن تكون دولة فلسطينية منزوعة السلاح مع ترتيبات أمنية صلبة لدولة إسرائيل، لا نريد إطلاق قذائف (قسام) على مطار بن غوريون أو على بيتح تكفا وتل أبيب"، وقال: "لتحقيق السلام يجب ضمان مجال جوي مفتوح لإسرائيل، لن نوافق على دولة فلسطينية دون ضمان نزع هذه الدولة من السلاح". وأضاف: "نطالب الولايات الـمتحدة بهذا الأمر الضروري وهو التزام واضح بأن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح ودون مجال جوي ولن يكون بوسع الدولة الفلسطينية عقد أحلاف عسكرية. بل يجب أن تسيطر إسرائيل على مجالها الجوي... سنكون على استعداد للاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب دولة إسرائيل".
وقال نتنياهو: إن "القدس ستكون عاصمة دولة إسرائيل الـموحدة مع ضمان حرية العبادة لجميع الديانات" داعياً، أيضاً، إلى "وقف التحريض ضد إسرائيل".



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...