
يستعرض تقرير مدار الاستراتيجي من خلال الرصد والتحليل أهم الأحداث والمتغيرات التي شهدتها الساحة الإسرائيلية عام 2008، في ستة محاور أساسية: محور العلاقات الخارجية الإسرائيلية، المحور السياسي، المحور الأمني والعسكري، المحور الاقتصادي، المحور الاجتماعي ومحور الفلسطينيون في إسرائيل، إضافة إلى ملخص تنفيذي أدرج في بداية التقرير. وقد اشرف على إعداد وكتابة التقرير مجموعة من الباحثين المختصين، الذين اتبعوا في تحليلهم، قراءة موضوعية استشرافية للإحداث التي ميزت العام 2008.
يؤكد التقرير أن عام 2008 شهد مجموعة من الإحداث الدولية والمحلية المفصلية التي من شأنها أن تؤثر جديا على وجهة إسرائيل وخياراتها المستقبلية ،أبرزها انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما وألازمه الاقتصادية العالمية إضافة إلى الحرب على غزة، والتي جاءت في ظل تعاظم وتيرة انزياح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين واليمين الفاشي وإفلاس شبه تام لليسار الصهيوني بزعامة حزب العمل وميرتس، وهو ما عبرت عنه نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.
ويشكل انتخاب أوباما وما يحمله من رؤى مختلفة للتعامل مع القضايا الدولية، تحديا جديدا للسياسة الخارجية الإسرائيلية في مواجهتها مع قضيتين أساسيتين هما الملف الفلسطيني والملف الإيراني النووي. ويرى التقرير أن إسرائيل تتوجس من الخيار الدبلوماسي الأمريكي وأنها ماضية في تحضير خياراتها العسكرية ضد المشروع النووي الإيراني على أساس افتراض فشل الحل الدبلوماسي الذي تنتهجه إدارة أوباما.
أما فيما يخص التعامل مع القضية الفلسطينية، فيرى التقرير إن انخراط الإدارة الأمريكية بشكل فاعل في المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية، على أساس خارطة الطريق وعملية انابوليس في ظل حكومة يمينية إسرائيلية متصلبة، سيفتح عمليا باب الخلافات بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل، ومع ذلك لا يتوقع التقرير أن تصل هذه الخلافات حد التصادم أو حد المس بالتحالف الاستراتيجي بينهما، بل من الممكن أن تكون عبارة عن خلافات عينيه بقضايا ذات صلة ولن تتحول إلى تصادم شامل بين الإدارتين.
اقتصاديا بدأت الأزمة المالية العالمية تنعكس على الاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من انه ما زال من المبكر
تعليقات