التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عن حكومة الرئيس محمود عباس ومهامها ...... بقلم: صلاح هنية


باختصار شديد فأن لسان حال القوى السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما يقول ( فتح قوية يعني حركة وطنية قوية وفاعلة وبالتالي منظمة التحرير الفلسطينية ستكون قوية وفاعلة ) ومن الطبيعي أن يكون العكس هو الصحيح.
لا يعني هذا الاقتباس ضربا من الديمغوغيا والتعصب التنظيمي ولكنه انحيازا واضحا لصالح منظمة التحرير الفلسطينية وللقضية الوطنية برمتها، وهذا الانحياز هو ميل صريح لكل تنظيم فلسطيني له من المكانة والأهمية على الساحة الفلسطينية، وهذا الانحياز هو فتحاوي النكهة لأن هذه الحركة كانت ترى دائما ولا زالت أن الوحدة الوطنية شرط أساسي وواجب التحقيق من أجل تحقيق الحلم الفلسطيني بالدولة والعودة وتقرير المصير، وأنا هنا لست في معرض القاء خطاب سياسي أو ندوة سياسية ولست في معرض الاشادة أو الادانة، ولكنني بالأساس صاحب موقف أجاهر به نهارا جهارا دون تردد.
أذكر في العام 1983 آبان أوج دور الحركة الطلابية الفلسطينية في جامعة بيرزيت وفي كافة جامعات الوطن كانت الاستدادات على أوجها لانتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت، ولكي أكون صادقا فقد أخذتنا حالة من العصبية قائمة على قاعدة الأعداد والحجم والرغبة الجامحة بتحقيق نصر ساحق في الانتخابات، فقلنا هيا نخوض الانتخابات بقائمة مستقلة في حركة الشبيبة الطلابية في الجامعة والأمر مضمون، وبدأنا نحشد ونحث الخطى من أجل نصر ساحق، وكانت بقية فصائل منظمة التحرير وخصوصا تحثنا أن نشكل قائمة منظمة التحرير كالعادة، وبقينا على موقفنا رغم كل الأصوات، وما هي الا ايام تفصلنا عن الانتخابات واذا بدعوة عبر مكبر الصوت تقول اجتماع لحركة الشبيبة الطلابية في قاعة 221 في كلية العلوم، وما أن دخلنا القاعة واذا بوجوه من مختلف الكتل الطلابية جاءت لتتابع الحدث، وكعادتي كنت مسشاكسا فأثرت أن انحاز لكتلة مستقلة ونصر ساحق، وفجأة جاءتنا مجموعة من مناضلي حركة فتح خرجوا من الأسر حديثا ووقفوا ليحدثونا فكان وقع الحديث له أثر السحر على العقول والوجدان، (فتح لم تكن يوما تريد الانفراد بأي إطار طلابي أو نسوي أو نقابي أو ثقافي وهي تستطيع ... فتح هي الوعاء الأكبر الذي يجب أن يضم كل التيارات والمناضلين المستقلين ... فتح في السر لم تكن يوما انفرادية ... وكان القرار حاسما لا فوز ساحق على أخوة الكفاح والأسر وكوكبة الشهداء) خرجنا من القاعة ونحن نهتف معا للوحدة الوطنية وما هي الا دقائق حتى تشكلت قائمة منظمة التحرير الفلسطينية وحققت الفوز.
اليوم أين تقف فتح من شعاراتها ومبادئها ومنطلقاتها ومفاهيمها .... وأين تقف فتح من مفهوم المركزية الديمقراطية من خلال تفويض صلاحية صناعة القرار التنظيمي في الحركة لصالح اللجنة المركزية والمجلس الثوري، ومن ثم يكون القرار على قاعدة الأنجاز في المؤتمر الحركي العام الذي لا زال يطبخ على نار حامية باردة متوسطة الحرارة لم أعد أدري.
لست فياضيا (نسبة إلى الدكتور سلام فياض ) كما يحب البعض أن يكيل لي التهمة ولست منفلشا عن قرارا مركزيا صادرا عن حركة فتح، ولكنني في ذات الوقت وفي ضوء قرار السيد الرئيس بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور سلام فياض وفي ضوء عدم صدور أي موقف فتحاوي أجماعي من اللجنة المركزية أو المجلس الثوري بخصوص هذه الحكومة تكون هذه الحكومة حكومة الرئيس .... أما الأخوة في كتلة فتح البرلمانية الذين كنا قاعدتهم الانتخابية وماكنتهم الانتخابية آبان الانتخابات التشريعية ليسوا إطارا يعلو على اي إطار تنظيمي في الحركة حسب النظام الساس والتقليد الراسخ في الحركة، وهم ممثلين لهم كل الاحترام والتقدير في إطار المجلس التشريعي واصحاب رأي وموقف وبأمكانهم لو كان هناك عملا تشريعيا قائما وفاعلا (بغض النظر عن الأسباب) أن يقولوا كلمتهم الفصل كنواب للشعب أولا وممثلين لفتح ثانيا، ولكن الحال القائم لم يوفر ظروفا طبيعية لهذا الأمر، وها لا يعني الاستهانة بالمجلس التشريعي ودوره بغض النظر عمن فيه اليوم.
وللحقيقة فقد أعجبت وقدرت البيان الذي صدر عن امناء شر أقاليم فتح والذين أعرف معظمهم آبان كانوا قادة في الحركة الطلابية أو الشبيبة الفتحاوية وهذا صوت له عظيم الأثر نظرا لما يمثلونه من قواعد وكوادر وعناصر وأنصار.
حكومة فياض لا تنامي على فراش وثير .....
ولكي أضع النقاط على الحروف فأن ملفات كثيرة وضخمة وكبيرة يجب أن تتصدى لها الحكومة الحالية بكفاءة ومهنية عالية وببعد وطني وهو الأهم، سواء العناوين الرئيسية بخصوص استعادة وحدة الوطن، وإعادة إعمار غزة، والتخفيف من معاناة المواطن، وتحقيق الأمن والآمان، والانعاش الاقتصادي، والتنمية الشاملة، وتوفير شبكة الأمان الاجتماعي....
وفي ثنايا هذه المواضيع يجب أن تكون الخطوات واضحة باتجاه العمل في الوزارات الاختصاصية من وحي هذه العناوين مع التركيز على قضايا الاختصاص، فالتعليم قضية ملحة يجب أن نحقق منخلالها مواكبة التور المعرفي والتكنولوجي، وإعادة النظر في عملية التقييم من خلال الاختبارات وخصوصا امتحان الثانوية العامة الذي بات كابوسا، وانصاف الأسرة التربوية. وفي ملف الاقتصاد الوطني يبج أن يتحقق شعار تنمية قدرات القطاعات الاقتصادية وتشجيع ودعم المنتجات الفلسطينية بصورة ليست شعارية أو دعائية بل بخطوات وإجراءات على الأرض تمنح الأفضلية للمنتجات الفلسطينية بحيث تكون مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا الشبابية ومناسباتنا في جميع الوزارات والعطاءات والمشتريات الحكومية فقط من المنتج الفلسطيني، وايجاد آلية فاعلة لجعل مسألة تنظيم العلاقة بين القطاع الخاص والعام واقع وفعل على الأرض ليس بعدد الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات بل بحجم القرارات وانفاذها على أرض الواقع.
وسعدت كثيرا باضافة اسم التنمية الإدارية لوزارة التخطيط راجيا أن يكون للأسم الجديد برنامج وخطة وأنفاذ، بحيث يتم التمسك بمعايير الشفافية في قضايا التوظيف والترقيات والإجراءات الأدارية وأخضاع كافة الوظائف للمسابقة وعدم حجب إمكانيات التنافس عن اي فلسطيني من رتبة موظف درجة خامسة إلى رتبة وكيل وزارة.
ولعل العبئ الأكبر يقع في هذه المرحلة على وزارة الأشغال العامة والإسكان التي تمتلك شبكة الطرق التي تصل إلى 3800 كيلو متر وهي مدل مهم من مداخل التنمية الشاملة، وقطاع الإسكان، وقطاع المباني العامة، وتمتلك هذه الوزارة رزمة مشاريع كبيرة ستترك اثارا ايجابية على مسار التنمية وعلى المواطن الفلسطيني والتجمعات السكانية وعلى قطاع المقاولات، ولعل الأهم في هذا المجال ملف إعادة إعمار غزة.
ولا ننتقص من مهام بقية وزارات الاختصاص على صعيد شبكة الامان الاجتماعي ومحاربة الفقر والبطالة، وتحقيق فرص عمل وتشغيل جديدة، وملف الشباب، وملف الثقافة الذي هو من الأهمية بمكان بموازة التعليم والتعليم العالي.
ولا بد من الأشارة للأهمية القصوى التي تعكسها تواجد عدد من النساء في موقع وزير وهو أمر مبشر أوليا نسأل الله أن يترك اثاره الايجابية على تعزيز دور المرآة وأمكانياتها القيادية، وخصوصا انضمام أخوات لهن باع طويل في العمل التطوعي والثقافي والنسوي وهن رائدات في العمل النسوي والاجتماعي والسياسي، ومنهن من كان لي شخصيا شرف مشاركتهن في نشاطات وفعاليات اقتصادية واجتماعية وتطوعية منذ السبعينات وفي هذه الأعوام أي قبل أشهر من تسمتهن وزيرات.
وسأكون منحازا أكثر لأنها تضم وزراء تربطني بهم علاقات شخصية على المستوى العملي والإنساني ومنهم من كانوا زملاء مقاعد دراسة في جامعة بيرزيت، ومنهم من كان استاذا لي في جامعتي بيرزيت....
بصوت عال .....
الرأي العام الفلسطيني يراهن كثيرا على أنجازات ورؤى .... الرأي العام بات رغم ملاحظات نسبة كبيرة منه يردد مبادئ خطتها الحكومة السابقة ويتمنى أن تخطها الحكومة الحالية على صعيد الأمن والآمان وهذا ما قيل على شاشات التلفاز ومن خلال أحاديث شخصية وجانبية ....
ولكن كما كان الشهيد القائد ياسر عرفات يردد دائما إلى جانب شعب الجبارين أن الشعب الفلسطيني شعب واع يمتلك حسا وطنيا عاليا يقدر من يعمل لأجل الوطن والمواطن ولا يجامل من يمارس دورا دون ذلك .....
الحكومة الحالية لم تأتي من المريخ وليست تشكيلا زائدا ومع تقديري واحترامي لموقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني، الا أن هذه الحكومة لن تكون فوق المساءلة ولن تكون فوق سماع صوت الرأي العام الفلسطيني.
رجاء أخير .....
دولة الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء.....
نتمنى أن يكون القرار الأول للحكومة كما هو قراركم في الحكومة السابقة والقاضي بتقليل مهمات السفر للوزراء وتقليل الانفاق على مهام السفر، وشحذ الهمم باتجاه العمل مع المواطنين ومن أجل المواطنين، وأن كان لا بد من مشاركة فلتكن ذات اثار أيجابية على الوطنوالمواطن، وطبعا نستنثي من ذلك وزير الخارجية الذي لا بد له من السفر، وما دونه يجب أن يسافر من الخليل إلى جنين ليمر في كل عزبة وقرية ومخيم يحاكي قضايا وهموم وتطلعات الرأي العام الفلسطيني.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...