التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الإعلام الإنساني والإعلامي الحافي.. بقلم: صلاح هنية

على سطح الأحداث اليوم الجدل السياسي البعيد عن النظريات وحديث الشارع السياسي وما يعكسه الإعلام عموما مقروءا ومسوعا ومرئيا والكترونيا هذا الجدل الذي يتصاعد يوما بيوم تارة حول تاريخ 9/1، وتارة حول منع الحجاج من أداء الفريضة، وتارة حول خطاب هنا وخطاب هناك، وينبري الصحفيين وكتاب الأعمدة والمقالات السياسية بعكس هذا الجدل مع رش بعض بهار التحليل والرؤى.

في زوايا الوطن الكثير من القصص الإنسانية التي باتت بعيدة عن هذا الجدل السياسي للنخب السياسية، والتي باتت بعيدة عن السجال في المؤتمرات الاقتصادية وما قبلها وما بعدها ولوجسيتياتها وعدد الغرف الواجب حجزها في الفنادق والطائرات، التي تمر مر الكرام أن يسر لها أن تمر عبر الإعلام، ولكنها غالبا تمضي دون أن يعطيها الإعلام بالا" واهتماما.

أن مركب الضغط الذي ينال من المواطن الفلسطيني صباح مساء بدءا من الاحتلال ومستوطينه مرورا بنتاج هذا الضغط على السلوك الإنساني والاجتماعي في المجتمع يراكم كما من الظواهر التي لم تعد محط اهتمام أحد، كم لا زلت أتمنى كإنسان أن أسمع قصة صحفية في وسائل الإعلام عن يوم لعائلة فلسطينية في مخيم جباليا من الصباح حتى المساء في ظل الحصار (بعيدا عن فتح وحماس والجبهة الشعبية ووساطات الجهاد الإسلامي ورؤية جبهة النضال الشعبي وحزب الشعب والجبهة الديمقراطية ولجان المرآة وكتلة الصحفي الفلسطيني.... الخ) بحيث تصل هذه القصة إلى ضمائر العالم جميعه تروي لهم تفاصيل المعاناة التي لا يستطيع أن يتصورها إنسان سوي.

أن المسؤولية الاجتماعية والبعد التنموي للإعلام يجب أن تتجسد وتخرج بنا من دائرة نقاشات النخب السياسية إلى الدور التنموي الذي يبحث في ثنايا الوطن عن قضية وعلاجها والرؤية التحليلية لها.

وقد قرأت مقالات عدة تحت عنوان (أنسنة العولمة) واقتبس هذا العنوان لأدعو إلى (أنسنة الإعلام) بحيث يجري التركيز على القضايا الإنسانية والاجتماعية بصورة أوسع مع قراءة ما بين السطور بحيث يكون للإعلام دورا مؤثرا على القضايا المفصلية في المجتمع.

من كتب عن الجانب الإنساني الاجتماعي حول قضايا تعتبر لأصحابها محورية وأساسية منها مثلا:

من كتب لدولة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض وقال اسمح لي أن أتوجه لكم عبر هذه المساحة بأن هناك أولويات على الصعيد الإداري تحت عنوان الإصلاح الإداري والحكم الرشيد.... ما تمتازون به في حكومتكم الثانية عشرة وهذا ما كتب وحلل بخصوصه أنكم تمتلكون رؤية وخطة في هذه الملفات وبالتالي هناك مستند يقييم الأداء استنادا له، وبالتالي فأن التقييم ينطلق من هذه المسألة.....

اسمح لي دولتكم أن أورد لكم مثالا على الأولويات التي باتت تسبب ألما لدى المتضررين.... هناك المئات من الموظفين الذين التحقوا بالعمل منذ عشرين عاما على الأقل منهم من يحمل التوجيهي ومنهم من يحمل الدبلوم ولكنهم محرومين من الحصول على أي ترقية بحكم المؤهل الا تشفع سنوات الخدمة لهم الا تشفع السنوات العشرة أو العشرين أو الثلاثين، الا تشفع لهم زهرة شبابهم أن يتقاعدوا على الأقل على رئيس قسم أو مدير....

من كتب لوزير الثقافة وقال لها لماذا عدم الاهتمام بالسينما الفلسطينية كتعبير عن رسالة إنسانية إلى العالم أجمع تحاكي هموم والألم الإنسان الفلسطيني تحت الاحتلال، ولعل تجربة المحرجة الفلسطينية نجوى نجار التي انحاز لها بحكم العلاقة في مهرجان دبي السينمائي وتألق فلمها (الرمان المر) وفي غيره من المهرجانات في فرنسا، لماذا لا تولي وزارة الثقافة الاهتمام اللازم للسينما الفلسطينية وتساهم في تمويل الإنتاج السينمائي، لماذا لا ينشأ صندوق خاص لدعم السينما أو ليكن جزءا من صندوق التنمية الثقافية.

المثقف الفلسطيني كحامل رسالة إنسانية ويعبر عنها ضمن إبداعاته بحاجة إلى وزارة ثقافة تخرج من أطار العمل الورقي النظري إلى الإطار العملي، وليت أطر الثقافة غير الحكومية تتقدم في أداءها فتستفز الوزارة كما وقع مع اتحاد كرة القدم الفلسطيني الذي استفز وزارة الرياضة والشباب فباتت تريد أن تحذو حذوه.

من الذي كتب عن عمالة الأطفال الذين يجرون العربات في سوق الخضار والفواكه والذين يبيعون على الإشارات الضوئية وعلى أبواب المطاعم الفارهة، متى ينامون متى يذهبون إلى المدرية متى يعدون واجباتهم المدرسية متى يلعبون العاب الطفولة.

الخبر السياسي والاقتصادي يشاهده ويسمعه ويقرأه المواطن عبر الفضائيات والإذاعات والمواقع الإلكترونية لوكالات الأنباء، بالتالي فإن تكراره في الصحافة الفلسطينية لا يشكل إضافة نوعية.

أبو منير: يعني القصة اليوم مختلفة تماما وأنا اتفق معك تماما، صحيح أحنا تاريخيا شعب غارق في السياسة بس مين اللي قال أن عمالة الأطفال ليست سياسة، والتنمية الثقافية ليست سياسة، وشؤون المرآة والأسرة ليست سياسة.

أبو مهند: يا عمي انتو دايما متفقين ما شاء الله عليكم بس أنا مش فاضي ابدا ابدا القصة اللي مشغلة بالي دوري الشاعر محمود درويش هذا هو الميدان والعمل الاهتمام بقطاع الشباب وتنمية الرياضة الفلسطينية هذا لب السياسة والوطنية، خلوني في حالي أحسب وأجمع وأطرح في الملاعب.

أبو محمد: يعني الحكي منيح وصريخ بس شو حصلنا من وراء هذا الجدل الطويل، أي يعني مؤتمرات استثمار كم مصنع يا (أبو منير) والحكي للجميع...

الجمع: ولا تهون.

أبو محمد: كم مصنع مغلق في رام الله لوحدها وهذه مصانع كان لها سمعة وصيت على مستوى الدول العربية، مين المسؤول مين يمتلك الحل مش هذا الكلام سياسة.

أبو منير: الصحيح قصة التركيز على البعد الإنساني والاجتماعي في الإعلام أمر مهم وبقدر ما صار حكي حول الموضوع لكن القصة بحاجة للأخذ بالأسباب.

أبو مروان: يعني حكيتوا وأخذتوا القرار وخلص أحنا بصيمة عندكم، يعني مش ضيق عين بس من باب العلم بالشيء عند مين نبصم ونختم ونوقع، يعني صار نفس الأرجيلة يطلع على بدنا.

أبو محمد: طول روحك (أبو مروان) أحنا عاملين عريضة عشان توقع القصة ببساطة نقاش، يا عمي بدنك بحكك عشان أول السنة قرب ومش عارف وين تروح، وما شاء الله وزارة السياحة والآثار زينت ونورت بعد عطلة عيد الأضحى استعدادا للعام الجديد، خلص أمورك تمام حضر للعام القادم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...