كان العجوز التسعيني يركز ذقنه على عصاه التي تسنده وهو جالس في حارته في المخيم يتابع أخبار غزة والعدوان تنهد العجوز طويلا وقال (ما اشبه الأمس باليوم كنا نخوض المواجهات والاضرابات ولكننا كنا منقسمين على انفسنا واليوم الحال هو ذات الحال) ....
لسان حال هذا العجوز لا يختلف بتاتتا عن لسان حال الرأي العام الفلسطيني الذي يتابع بأسى تطورات العدوان على غزة فيقفز إلى الذهن فورا معادلة وقف العدوان مرهون تماما بانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة ..... ولا يختلف عن لسان حال الشارع العربي الذي خرج للتضامن مع الشعب الفلسطيني في وجه العدوان في اليمن كان الصوت مرتفعا باتجاه الوحدة وفي كل بلاد التضامن مع الشعب الفلسطيني .....
وظل يقال الشيطان في التفاصيل ... والمصيبة وفي ظل الصدمة العارمة التي اجتاحت كل فلسطيني صباح السبت الماضي وهو يتابع العدوان على غزة في بدايته وعدد الشهداء والجرحى وكانت العيون صوب الوحدة والاصطفاف في خندق واحد، خرج علينا المتعصبين والذين لا يرون الا تنظيمهم وذاتهم ليس الا بتعليقات لم تكن مستوعبة في ظل الصدمة، فحوى هذه التعليقات اجترار شعارات ما قبل العدوان ومناكفات ما قبل العدوان .....
ونظل نقول من لا يعمل لا يخطئ .... الشابة ابنة أواسط العشرينات صرخت على والدتها أن تفتح التلفاز على (الجزيرة) فور متابعتها على الانتيرنيت خبر بداية العدوان السبت الماضي، ومن تلك اللحظة والتلفاز لم يتغير مؤشره عن (الجزيرة) .... ربة المنزل كان تنتقد بموضوعية ولكنها تنتقد من يظهر على الشاشة خصوصا أولئك المتعصبين ايديولوجيا وتنظيميا وخارج ساحة العدوان وهم من الصف الأول قياديا وكأن بورصة الدم الفلسطيني الطاهر مسرحا لخطب ارتجالية وعنترية وتشهيرية، ربة المنزل استذكرت فورا الشهيد ياسر عرفات وقالت كيف كان في عدوان 2002 يتحدث بلسان فلسطيني صرف ويخاطب الجميع ويعبر عن الجميع عن الكل الفلسطيني والعربي ....
المهندسة الشابة أدارت المؤشر صوب فضائية فلسطين وتابعت فسمعت أحدهم يقول أن حماس تمنع الجرحى من غير حماس من الدخول إلى المشافي، قالت لا يوجد متسع من الوقت للفرز والمنع ... وكررت الشيطان في التفاصيل ....
الخبير الإعلامي قال تطبيق عملي ل (دور الإعلام في المعركة) وهذه تجربة غنية للتوثيق والتقييم مهنيا بعيدا عن الإعلام الحزبي، بالامكان ان تعاتب كل فضائية على قاعدة درجة حياديتها، ولكنك لا تستطيع أن تمنع أحد من أن يقول رأيه بعيدا عن التجريح والتشهير والتكفير والتخوين، والحيادية عادة ما تكون كمن يمشي على حافة شفرة خصوصا في الأوضاع الساخنة ...
وهنا لا ابرئ ساحة جزيرة قطر ولا ابرئ ساحة فضائية فلسطين ولا ابرئ ساحة الناطقين والمتحدثين فالجميع يمتلك موقف ويوجه الرأي العام باتجاه موقفه ولكن هذا جميعه يجب أن يراعي الموضوعية والأسس المهنية للعمل الإعلامي وأخلاقيات المهنة، لا يعقل أن يتحول الإعلام منبرا للشتم والردح ....
باختصار ومن خلال المتابعة لدور الإعلام وجدت أن الرأي العام الفلسطيني انقسم تجاه أداء الإعلام في العدوان وتأثيره وبات مندمجا مع هذه القضية أكثر من العدوان كجريمة حرب والحالات الإنسانية واستمرار العدوان والتبشير بأمكانية تطوره، وبات يقييم ويتعصب لفضائية دون غيرها ويتعصب ضد فضائية دون غيرها.
باختصار نحن أمام متغيرات دراماتيكية في ظل العدوان على غزة ابرزها أن هذه هي المواجهة الأولى التي يغيب عنها ياسر عرفات وهذا أهم متغيرات الساحة الفلسطينية حيث غابت بغيابه الكرزمة والماكنة الإعلامية والخطاب الإنساني وبغيابه غابت أداة رئيسية من أدوات الضغط وامتلاك أوراق المعركة. وحتى لا أكرر نفسي وأصبح مملا فلن اتحدث عن الانتخابات الإسرائيلية، والإدارة الأميركية الجديدة، والموقف الأوروبي التابع للولايات المتحدة، والضعف العربي وتراج أمكانيات التأثير لديه.
باختصار لم تستطع منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح ولو كنت في مركز صنع القرار في كلاهما أو أحداهما لبادرت فورا إلى أرسال وفدا فتحاويا من اللجنة المركزية والمجلس الثوري وكتلة فتح البرلمانية إلى ساحة المواجهة في غزة، ودعوا حماس تمنعهم أو تعتقلهم، ولكن أولئك يجب أن يكونوا هناك ليقفوا في الميدان ويساندوا ابناء شعبنا في غزة ويمنحوهم دفعة معنوية .
باختصار لم تستطع مؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني ولا النقابات ولا مؤسسات المجتمع المدني من التقاط المسألة والمبادرة إلى فعل حقيقي يساهم في وقف العدوان، ولو حشد القطاع الخاص طاقاته كما حشد لمؤتمر فلسطين للاستثمار – ملتقى لندن لاستطاع على الأقل نحريك نظرائه في العالم ولأثر ايجابيا على تحريك معركة وقف العدوان.
باختصار لو أن الملفات النسوية التي تعاملت مع قضايا النوع الاجتماعي – الجندر والفعاليات التي عقدت من أجل دعم وتقوية المرأة الفلسطينية بذل 10% منها في سبيل وقف العدوان على غزة لكانت النسبة هائلة مقارنة بعدد مؤسسات المرآة في فلسطين التي تتعاطى مع قضايا النوع الاجتماعي والعنف ضد المرآة.
باختصار لو أن تحالف المنظمات المناهضة لعقوبة الأعدام مع بقية منظمات حقوق الإنسان مع عمداء كليات الحقوق في الجامعات الفلسطينية بذل 5% من الجهد الذي بذل على مناهضة عقوبة الأعدام لاختلف الأمر في مسار وقف العدوان على غزة.
باختصار لو أن خبراء العلاقات العامة ومدرائها ومسؤوليها في المؤسسات مع أصحاب مواقع الانتيرنيت مع أصحاب المدونات بذلوا جهدا باتجاه الحشد من أجل وقف العدوان لحققوا شيئا على المسار.
باختصار أن (لو) تفتح باب الشيطان .....
لسان حال هذا العجوز لا يختلف بتاتتا عن لسان حال الرأي العام الفلسطيني الذي يتابع بأسى تطورات العدوان على غزة فيقفز إلى الذهن فورا معادلة وقف العدوان مرهون تماما بانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة ..... ولا يختلف عن لسان حال الشارع العربي الذي خرج للتضامن مع الشعب الفلسطيني في وجه العدوان في اليمن كان الصوت مرتفعا باتجاه الوحدة وفي كل بلاد التضامن مع الشعب الفلسطيني .....
وظل يقال الشيطان في التفاصيل ... والمصيبة وفي ظل الصدمة العارمة التي اجتاحت كل فلسطيني صباح السبت الماضي وهو يتابع العدوان على غزة في بدايته وعدد الشهداء والجرحى وكانت العيون صوب الوحدة والاصطفاف في خندق واحد، خرج علينا المتعصبين والذين لا يرون الا تنظيمهم وذاتهم ليس الا بتعليقات لم تكن مستوعبة في ظل الصدمة، فحوى هذه التعليقات اجترار شعارات ما قبل العدوان ومناكفات ما قبل العدوان .....
ونظل نقول من لا يعمل لا يخطئ .... الشابة ابنة أواسط العشرينات صرخت على والدتها أن تفتح التلفاز على (الجزيرة) فور متابعتها على الانتيرنيت خبر بداية العدوان السبت الماضي، ومن تلك اللحظة والتلفاز لم يتغير مؤشره عن (الجزيرة) .... ربة المنزل كان تنتقد بموضوعية ولكنها تنتقد من يظهر على الشاشة خصوصا أولئك المتعصبين ايديولوجيا وتنظيميا وخارج ساحة العدوان وهم من الصف الأول قياديا وكأن بورصة الدم الفلسطيني الطاهر مسرحا لخطب ارتجالية وعنترية وتشهيرية، ربة المنزل استذكرت فورا الشهيد ياسر عرفات وقالت كيف كان في عدوان 2002 يتحدث بلسان فلسطيني صرف ويخاطب الجميع ويعبر عن الجميع عن الكل الفلسطيني والعربي ....
المهندسة الشابة أدارت المؤشر صوب فضائية فلسطين وتابعت فسمعت أحدهم يقول أن حماس تمنع الجرحى من غير حماس من الدخول إلى المشافي، قالت لا يوجد متسع من الوقت للفرز والمنع ... وكررت الشيطان في التفاصيل ....
الخبير الإعلامي قال تطبيق عملي ل (دور الإعلام في المعركة) وهذه تجربة غنية للتوثيق والتقييم مهنيا بعيدا عن الإعلام الحزبي، بالامكان ان تعاتب كل فضائية على قاعدة درجة حياديتها، ولكنك لا تستطيع أن تمنع أحد من أن يقول رأيه بعيدا عن التجريح والتشهير والتكفير والتخوين، والحيادية عادة ما تكون كمن يمشي على حافة شفرة خصوصا في الأوضاع الساخنة ...
وهنا لا ابرئ ساحة جزيرة قطر ولا ابرئ ساحة فضائية فلسطين ولا ابرئ ساحة الناطقين والمتحدثين فالجميع يمتلك موقف ويوجه الرأي العام باتجاه موقفه ولكن هذا جميعه يجب أن يراعي الموضوعية والأسس المهنية للعمل الإعلامي وأخلاقيات المهنة، لا يعقل أن يتحول الإعلام منبرا للشتم والردح ....
باختصار ومن خلال المتابعة لدور الإعلام وجدت أن الرأي العام الفلسطيني انقسم تجاه أداء الإعلام في العدوان وتأثيره وبات مندمجا مع هذه القضية أكثر من العدوان كجريمة حرب والحالات الإنسانية واستمرار العدوان والتبشير بأمكانية تطوره، وبات يقييم ويتعصب لفضائية دون غيرها ويتعصب ضد فضائية دون غيرها.
باختصار نحن أمام متغيرات دراماتيكية في ظل العدوان على غزة ابرزها أن هذه هي المواجهة الأولى التي يغيب عنها ياسر عرفات وهذا أهم متغيرات الساحة الفلسطينية حيث غابت بغيابه الكرزمة والماكنة الإعلامية والخطاب الإنساني وبغيابه غابت أداة رئيسية من أدوات الضغط وامتلاك أوراق المعركة. وحتى لا أكرر نفسي وأصبح مملا فلن اتحدث عن الانتخابات الإسرائيلية، والإدارة الأميركية الجديدة، والموقف الأوروبي التابع للولايات المتحدة، والضعف العربي وتراج أمكانيات التأثير لديه.
باختصار لم تستطع منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح ولو كنت في مركز صنع القرار في كلاهما أو أحداهما لبادرت فورا إلى أرسال وفدا فتحاويا من اللجنة المركزية والمجلس الثوري وكتلة فتح البرلمانية إلى ساحة المواجهة في غزة، ودعوا حماس تمنعهم أو تعتقلهم، ولكن أولئك يجب أن يكونوا هناك ليقفوا في الميدان ويساندوا ابناء شعبنا في غزة ويمنحوهم دفعة معنوية .
باختصار لم تستطع مؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني ولا النقابات ولا مؤسسات المجتمع المدني من التقاط المسألة والمبادرة إلى فعل حقيقي يساهم في وقف العدوان، ولو حشد القطاع الخاص طاقاته كما حشد لمؤتمر فلسطين للاستثمار – ملتقى لندن لاستطاع على الأقل نحريك نظرائه في العالم ولأثر ايجابيا على تحريك معركة وقف العدوان.
باختصار لو أن الملفات النسوية التي تعاملت مع قضايا النوع الاجتماعي – الجندر والفعاليات التي عقدت من أجل دعم وتقوية المرأة الفلسطينية بذل 10% منها في سبيل وقف العدوان على غزة لكانت النسبة هائلة مقارنة بعدد مؤسسات المرآة في فلسطين التي تتعاطى مع قضايا النوع الاجتماعي والعنف ضد المرآة.
باختصار لو أن تحالف المنظمات المناهضة لعقوبة الأعدام مع بقية منظمات حقوق الإنسان مع عمداء كليات الحقوق في الجامعات الفلسطينية بذل 5% من الجهد الذي بذل على مناهضة عقوبة الأعدام لاختلف الأمر في مسار وقف العدوان على غزة.
باختصار لو أن خبراء العلاقات العامة ومدرائها ومسؤوليها في المؤسسات مع أصحاب مواقع الانتيرنيت مع أصحاب المدونات بذلوا جهدا باتجاه الحشد من أجل وقف العدوان لحققوا شيئا على المسار.
باختصار أن (لو) تفتح باب الشيطان .....
تعليقات