التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مقالات بعض قضايا النظافة والنظام صلاح هنية

2017-06-24
ستقابل باستغراب واستهجان وأبسطها "ليش حامل السلم بالعرض" ان بقيت مصرا على أن ترى الأمور بمقياس واضح متفق عليه وقابل للتقييم، ستواجه بذات السؤال الاستنكاري "شكلك عايش فترة طويلة في أميركا او أوروبا".
ان تساءلت: لماذا نقطع الإشارة الحمراء عن سبق الإصرار والترصد؟، لماذا نلقي القمامة بجانب الحاوية وليس فيها؟، لماذا نراكم النفايات في حيز المكان الذي نعمل فيه؟، هل يعقل غياب مصرف مياه في محل يقدم عصائر و"كوكتيل" فيسكب مياهه في الشارع؟.

تتوالى الملاحظات وتغيب المبادرات وكأنها لم تكن في مجتمعنا يوما واحدا في تاريخه، اذكر في أوائل السبعينيات كنا ننظم برامج عمل تطوعي نفاخر بها ولم تكن شوارعنا مثل اليوم ولم يكن مقبولا أن يترك صاحب متجر قمامته باب متجره، اذكر ان محيط دكان والدي في ميدان الشهيد ياسر عرفات في رام الله كانوا لحظة الإغلاق في الميدان كله ينظفون الرصيف وكان هناك يوم في الأسبوع لتلميع الزجاج، وحتى محلات الخضار في الميدان لم تبرر لنفسها ان مخلفاتها اكبر بل كانوا شركاء في النظافة.
اليوم، الناس يستغربون إذا انتقد شخص او مجموعة وبادروا لقضايا تتعلق بالنظافة والنظام والبيئة، حتى ان حديث حي بأكمله في المدينة عن قضايا النظافة يصنف انه كولسة وليس حرصا، وإذا تطور الحديث باتجاه فرز النفايات يصبح الأمر مستهجنا ومستنكرا.
عند غياب الرقابة والمساءلة والتعليمات الرادعة يصبح متاحا ان تتحول الأراضي غير المشغولة الى مكب نفايات حيث يلقي احدهم قمامته من شباك منزله على الأراضي غير المشغولة او حديقة جاره في الطابق الأرضي، وان اشتكى سكان عمارة كبيرة حالهم يكون الجواب: ما الذي دفعكم لتسكنوا هنا؟ "ما جبرني على المر الا الأمر منه".
باختصار انت مشاغب ومشاكس ومزعج ويجب ان تحجم لأنك تناقش سوء تنظيم الدور في بعض فروع البنوك، وضعف تنظيم المرور في الأزمات والأعياد، وبيع السلع الحساسة دون مقومات النظافة، وبيع السجائر لمن هم دون 18 عاما بـ"النفل"، وإلقاء بعض المطاعم والمخابز مخلفاتها في الأرض الفارغة خلف العمارة بصورة لا تظهر للعيان حتى تتحول الى مكرهة صحية.
انت مشاغب "ممنوع تقول بدنا نشرب مي" وان هناك أزمة مياه لأن هذا الموضوع سياسي بامتياز واحتلالي بامتياز، وهذا الموضوع السياسي الاحتلالي يدعو ساستنا الى مواجهته بإجراءات فنية وليس سياسية، بمعنى دعوة الناس لترشيد المياه غير المتوفرة، برنامج توزيع المياه لدى المزودين، وما دون ذلك انت مشاغب مشاكس.
قد تبدون مستشرقين أو مغتربين أو حاملين السلم بالعرض لأنكم تنشدون ان تتطور الأمور وتتجاوزوا عن ذلك تماما الى حين تجسيد موقفكم على ارض الواقع دون يافطات ولا استعراض بل ضمن مبادرات خلاقة ونموذج يحتذى، سيصبح النظام والاصطفاف على الدور واحترام إشارة المرور واحترام حقوق المستهلك وحقوق الجار والنظافة وعدم البصق في الشارع سيد الموقف، وتصبح القاعدة من أمن العقاب أساء الأدب.
سوق خضار البيرة:
ستخوض بلدية البيرة التي تبدو انها اقل اهتماما بقضايا الاحتفالات وليالي السمر إجراء مهما باتجاه إعادة تنظيم شارع فلسطين الرئيسي من ميدان المنارة حتى الشرفة وتنظيم سوق خضار وفواكه بلدية البيرة وإزالة البسطات والعوائق عن الرصيف لإتاحته للمشاة، تلك من معالم الحكم المحلي الرشيد والتي تحتاج لتضافر كل الجهود لإنجاح هذه الخطوة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...