التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فياض يشدد على ضرورة تحقيق توافق وطني لانجاز مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة



كتب عبد الرؤوف أرناؤوط :

أكد د. سلام فياض، رئيس الوزراء، ان هناك اصطفافا دوليا باتجاه الزام اسرائيل بتنفيذ استحقاقات خارطة الطريق، وقال: "لعقود من الزمن كانت اسرائيل تحظى بالحظوة الدولية وبالتالي فهي خسارة ليست بالقليلة"، واضاف: "في المرحلة الاخيرة فان هناك اصطفافا دوليا ليس ضدنا، وهذا امر جديد، وجزء مهم مما اوصلنا الى هذه النقطة انه لم يعد ممكنا ان يقال ان الفلسطينيين ليسوا جادين" مشددا على انه "يجب على المجتمع الدولي الاصرار على تنفيذ اسرائيل لاستحقاقاتها" وقال: "هل عندنا قلق ان يحدث تراجع في الموقف الدولي؟مسؤوليتنا ان يكون عندنا قلق ومسؤوليتنا ان نمنع اي تراجع وعلينا ان نركز على تفادي اي تراجع في الموقف الدولي".
واكد رئيس الوزراء في هذا الصدد ان "المفهوم الذي عملنا على اساسه، بما في ذلك في الامن، هو تعزيز قدرتنا
الذاتية على ادارة شؤون انفسنا تمهيدا لقيام الدولة" وقال: "كان هناك جهد مستمر، ليس فقط من الحكومة، سواء رسمي او شعبي وكل الفعاليات التي حدثت ساهمت في هذه الحالة بما فيها الحركة الشعبية السلمية لمناهضة الجدار والاستيطان التي نقف بكل قوتنا وراءها لتشجيعها".
وجدد في حديث مع الصحافيين في مكتبه في رام الله مساء امس، التأكيد على انه "من مراجعة لتجربتنا في السنوات الماضية فانه بالمعيقات التي واجهتنا والثغرات الموجودة في عملية البناء سواء اكان من حيث الهياكل التنظيمية للسلطة او من حيث عمليات الادارة والحكم بكافة المجالات واشكالها ومكوناتها فان بالامكان انجازها خلال عامين" وقال: "لن يحدث الانجاز خلال عامين اذا تحدثنا عنه فقط وانما يحدث فقط اذا عملنا فعلا على تحقيقه وبالتالي هي تحد اكثر منه وعدا" واضاف: "لا اعتقد ان هناك اثنين في الساحة الفلسطينية ضد اقامة الدولة الفلسطينية فهذا عنوان توحيدي لا خلاف عليه وانما الخلاف هو في الرؤى السياسية واذا ما صار هناك التفاف على الرؤية".
وفي هذا الصدد، فقد اعلن فياض ان الحكومة تعكف على اعداد رؤية تتضمن حصر ما تم تحقيقه منذ قيام السلطة الوطنية وتحديد ما ينبغي انجازه لانجاز مشروع الدولة الفلسطينية داعيا الى خلق توافق على هذه الرؤية ومقترحا عقد اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني من اجل مناقشة هذه الرؤية والاجماع عليها
وقال: "حرصنا منذ اليوم الاول لعمل الحكومة الحالية على انه عوضا عن التقدم ببرنامج حكومة يحدد اهداف وتوجهات ان نقوم بعملة مسح شاملة وحصر تام لما تم انجازه وما هو مطلوب انجازه وان نركز عملنا على مدى مدة زمنية محددة على ما ينبغي انجازه لانجاز مشروع الدولة لكي تصبح الدولة حقيقة واقعة وهذا هو ما يوجه عمل الحكومة منذ يومها الاول وهي تعكف على اعداد هذه الرؤية بما يشمل تفصيلا قطاعيا بما يكفي لأن تشكل قاعدة للنقاش في اوسع اطار ممكن للوصول الى توجهات عليها درجة عالية من التوافق بما يمكننا من الانطلاق في اطار مفهوم".
واضاف "نحن لا نبدأ من نقطة الصفر اذ لدينا تراكمات منذ اليوم الاول الذي بدأت به السلطة الوطنية وبالتالي يتم تقييم عملية البناء هذه وبالتالي فاعتقد انه ومن باب المسؤولية فان هذا هو الوقت لاجراء عملية الحصر والتقييم والتعامل مع النواقص قطاعيا ولكن ضمن اطار فيه نظرة شمولية للامور بما يربط اليومي بالاستراتيجي وبما يربط العمل القائم على الرغبة في البناء والانجاز وتوفير الخدمات وكل هذا له علاقة بمفهوم ان العنصر الاساسي لانهاء هذا الاحتلال الاحلالي الاستيطاني هو تثبيت المواطن على الارض وهو عنصر اساسي يوجهنا ونعمل على اساسه وهذا هو ما تعكف الحكومة على اعداده".
واكد انه في هذا الاطار فانه "من المناسب الترتيب لجلسة للمجلس المركزي الفلسطيني من اجل الاستماع الى هذه الرؤية المتبلورة وابداء الرأي بشأنها حتى تتشكل حالة من الاجماع على ما نحن مقبلون عليه" وقال: "هذا له علاقة ايضا بموضوع مطروح من ناحية سياسية وهو منظمة التحرير الفلسطينية واهمية المحافظة عليها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني بكافة مؤسساتها" منوها الى انه في الرؤية "جهد حقيقي يهدف الى المساهمة في تفعيل مؤسسات منظمة التحرير ..بطبيعة الحال فانه من ناحية الهيكل الهرمي فان كل شيء هو تحت لواء منظمة التحرير وهذا هو منطلق الحكومة في كل شيء ولكن عدم ممارسة هذا الدور يخلق واقعا يثير تساؤلات وفي نفس الوقت يضعف الموقف السياسي الفلسطيني فالسلطة الوطنية ولدت بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني".
واضاف "اعتقد ان من النواقص التي برزت في العمل في الفترة السابقة هو عدم وجود جهد رسمي للربط وتحقيق الترابط العضوي ما بين عمل السلطة الوطنية التي هي وليدة منظمة التحرير مع الهم الاكبر الذي تتعامل معه المنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني في الوطن ووضع الامور في نصابها الصحيح وبصراحة فان الحاجة الى هذا الموضوع كانت قائمة دوما ونأمل ان لا يطول غياب هذا الامر وبالتالي فان تفعيل منظمة التحرير امر مهم ومن اجل ذلك فان هناك الكثير من العمل المهم الذي يجب القيام به".
واعلن ان "هذه محاولة جادة لان تكون هناك حاضنة لكل هذا الفكر والاراء وان تصبح المحاسبة والتقييم على اساس شيء متفق عليه بخطوطه وملامحه العريضة".
ونفى ان يكون خطابه في جامعة القدس جاء ردا على خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مشددا على ان فكرة الخطاب جاءت قبل الاعلان عن نية نتيناهو توجيه خطاب وقال: "عندما فكرنا في الخطاب لم نكن نعرف ان نتنياهو سيوجه خطابا علما أنه لم يوجه خطابه الا بعد ضغوط كبيرة عليه وبعد خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما ولكن لم يكن بالامكان تجاهل ما جاء في خطابه ولكن في اطار ضيق للرد تم عرض القضية دون الدخول في التفاصيل من خلال التركيز على ان كل منطلقه هو على اساس الرواية الاسرائيلية القديمة لجوهر الصراع لنقول ان لدينا روايتنا وهي مختلفة تماما".
واعتبر فياض ان "التغيير الاهم الذي حدث خلال العامين الماضيين هو تحديد العقلية الامنية التي نعمل على اساسها" مشددا على ان لا علاقة للمنسق الامني الاميركي الجنرال كيث دايتون بهذا الامر، وقال: "وظيفة دايتون هي الاشراف على برنامج تدريب نتج عنه حتى الآن تدريب 3 كتائب بحوالي 1600 عنصر جديد دخلوا أجهزة الامن" واضاف: "نحن حريصون على ان نؤسس للمستقبل والاساس في عملنا هو توفير امن للمواطن وحماية المشروع الوطني".
واكد ان الازمة المالية في السلطة ما زالت قائمة وقال: "في اجتماع لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة في اوسلو طلبنا من الدول المانحة ان تحول جزءا من المساعدات التي تم التوعد بها في مؤتمر شرم الشيخ ونعتقد ان هذا سيساهم في تنفيذ الاليات المختلفة التي اعلنا عنها في المؤتمر وهي ممكنة التنفيذ بدءا من اليوم وهذا من شأنه ان يشكل اداة ضغط اضافي على اسرائيل لرفع الحصار".
وذكر انه كان هناك قصور هذه السنة في دفع استحقاقات الجامعات بسبب الازمة المالية التي بدأت اواخر العام الماضي والسلطة جادة جدا في تسديد الالتزامات وقال: "بالاجمال فان ما وردنا من مساعدات منذ بداية العام هو شهريا اقل من 25 ــ 30 مليون دولار عن معدل ما هو مطلوب واذا ما بقي الوضع على ما هو عليه تصبح الازمة اصعب ولكننا نحاول ونطرق كل الابواب في مسعى لتغيير هذا الواقع".
واكد انه "الان نتحدث عن انتخابات في موعدها الدستوري وليس انتخابات مبكرة" وقال: "هي حق طبيعي للمواطنين يجب ان يمارس".
وذكر ان المنطلق الاساس لخطاب نتنياهو الاخير هو "الرواية الصهيونية لجوهر الصراع" وقال: "الفكر تحكمه الرواية الاسرائيلية القديمة لجوهر الصراع ومسبباته".
واعلن فياض انه سيتم التعامل بمنتهى الجدية مع موضوع مقاطعة منتجات المستوطنات مشددا على الدور غير الرسمي في هذا الموضوع وقال: "اذا كنا نطالب المجتمع الدولي ان يحظر استيراد منتجات المستوطنات فمن باب اولى ان نبذل كل جهد ممكن لوقفها وسيكون هناك اسلوب معالجة مختلفة تماما وستكون هناك نقلة نوعية من طرح هذا الموضوع كشعار الى واقع على الارض".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصديق (هشام)والتنوع الايجابي بقلم صلاح هنية

20.08.11 - 22:27 الصديق ( هشام ) كان معنا هو وزوجته ( سمر)في الامسية الرمضانية الاقتصادية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة وفي ذات الوقت كان بقية افراد الاسرة منتشرين في المدينة ( رام الله ) بين نشاط ثقافي في المحكمة العثمانية، وأخر في قصر الثقافة، ومحمود وأحمد اثرا البقاء في البيت على قاعدة ( زاهي وهبة )، باختصار تلك هي الاسرة الفلسطينية النووية التي تسكن رام الله هكذا بالغالب توزع اهتماماته، بينما كان الصديق معنا بكل جوارحه حيث انحاز لأمسيتنا ولملف حماية المستهلك. في الجزء الأخر من المدينة كان الحال مختلفا هناك من يرغب بسهرة رمضانية ( فايعة) بين متابعة مباراة كرة قدم، أو لعبة مسابقات في مطعم ومتنزه في المدينة، أو متابعة مسلسل (الزعيم )على شاشة كبيرة تعويضا عن انتهاء (باب الحارة). شخصيا لن أطلب من اية جهة قضائية منع السهر في المدينة ولا حجب امكانيات برامج المسابقات التي تنظم في مطعا هنا أو هناك، ولن اطلب من أمانة سر المجلس الثوري لفتح أن تتدخل في الأمر سلبا أو ايجابا. شخصيا لن أطلب من أمام مسجد الحي أن يقول عنهم أي شيء لكني احثه أن يحافظ على زخ...

Organize better meetings by NOI

Dec 5, 2011 If you're spending too much time in meetings where little seems to get accomplished, try these four rules to make over your meeting habits: Always have an agenda. And when something comes up that isn't on the agenda, decide on the spot if it's truly important enough to displace another topic (usually it won't be, but sometimes it will be). If it's not, then say, "Let's put that on the agenda for another time" and move the conversation back to what you're there to discuss. Announce at the start what you'd like the take-aways to be. For instance, you might announce that at the beginning, "We have one hour to cover A, B, and C.At the end of this meeting, I'm hoping we'll have ___." Create actions and assign responsibility. At the end of the meeting, make sure the conversation has been translated into action items, and that each action item has a clear owner. Separate group meetings and 1-to-1 check-ins. Group meetings...

معهد السياسات العامة-IPP يصدر العدد السادس من "فصلية سياسات"

صدر حديثا عن "معهد السياسات العامة" برام الله، العدد السادس من فصلية "سياسات"، يقع في 160 صفحة ويتناول مجموعة من القضايا والمفاهيم المحلية والعربية، تندرج في دائرة تعميق فهم الحال الفلسطيني وما انتهى إليه بحثاً عن المخارج الممكنة. ففي العدد يكتب الباحث طلال أبور ركبة من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول أزمة الديمقراطية العربية وتعثر المشروع الديمقراطي العربي بسبب عثرات داخلية تتعلق بالسياسية العربية ذاتها أو بالتدخل الخارجي. وضمن نفس الاتجاه يكتب الباحث محمد حجازي حول الإسلام السياسي والعملية الديمقراطية: فلسطين نموذجاً. ويقدم الباحث محمد أبو دقة دراسة مطولة حول أزمة التمثيل الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. في زاوية المقالات يكتب الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية حول الحال الفلسطيني داعياً إلى إعطاء أولوية لإعادة لحمة الوطن ولتفعيل منظمة التحرير ولتقييم مسار المفاوضات. كما يكتب هشام أبو غوش، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حول قرارت المجلس المركزي الأخيرة منوهاً إلى أهميتها في تعزيز ش...